في ايلول سبتمبر عام 1982، وقبل 20 عاماً، اكتمل خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت. وبهذا الخروج انتهت مرحلة من تاريخ لبنان والمنطقة، وبدأت مرحلة جديدة. واذا كان الجميع تسنى لهم متابعة "السيناريو المعلن" للاتصالات والتحركات السياسية والديبلوماسية لمبعوث الرئيس الاميركي رونالد ريغان الى المنطقة وممثله الشخصي فيليب حبيب على وقع غارات الطائرات وقصف المدافع والدبابات والبوارج الاسرائىلية الذي لم يتوقف على امتداد نحو 90 يوماً، فإن قلة قليلة تابعت تفاصيل ما كان يجري ويدور من رسائل متبادلة وقرارات وطلبات وتوجهات وصولاً الى ما انتهت اليه الامور. تعدد اللاعبون وكانت التحركات مدروسة ومحسوبة ومضبوطة وكذلك الخطط والخطوات. وما كان يعلن، كانت وظيفته خدمة الخطة غير المعلنة. وتوازن القوى المختل لمصلحة اسرائىل كان يجد ترجمته على الارض من طريق القوة، وفي داخل الاروقة السياسية بالديبلوماسية الساخنة التي تجندت لها، ولمصلحة اسرائىل، الدولة الكبرى في العالم. ويذكر ان قرار اسرائىل باعلان الحرب كان هدفه المعلن ابعاد المدفعية الفلسطينية مسافة 40 كلم "لتأمين السلامة للجليل" ويتبين ان الخطة الفعلية هو اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان و"اقامة" معاهدة سلام مع لبنان. والمتابعة الاميركية الدؤوبة لخطة الاجتياح سبقت اجتماع شارون وزير الدفاع الاسرائىلي آنذاك مع وزير الخارجية الاميركي الكسندر هيغ في ايار مايو 1982، الأمر الذي وجد ترجمته في المتابعة الاميركية لتطور الاجتياح منذ وصول الممثل الشخصي للرئىس الاميركي رونالد ريغان ومبعوثه الشخصي الى المنطقة فيليب حبيب في 6/6/1982. وقائع المفاوضات الاسرائىلية - الاميركية مع الجانب الفلسطيني لانجاز ملف خروج منظمة التحرير الفلسطينية وقياداتها من بيروت صيف العام 1982 يرويها "الوسيط" اللبناني المكلف العميد الركن نبيل قريطم. وكان يتولى نقل الرسائل بين قيادة منظمة التحرير والمندوب الاميركي فيليب حبيب الذي كان ينقل بدوره الموقف الاسرائىلي وطلبات القيادة الاسرائىلية وردودها على المواقف والرسائل الفلسطينية. وتستمد هذه الرواية الوقائعية اهميتها وقيمتها التوثيقية في يومنا في وقت تتكرر المأساة في الضفة الغربية. تغيرت الكثير من العوامل وتبدلت الظروف الدولية واختلف الوسطاء الا ان الدور الأميركي حافظ على انحيازه لوجهة نظر اسرائىل. والمفاوضات التي يجريها الآن الجنرال انتوني زيني ممثلاً الجانب الاميركي تشبه تلك المفاوضات التي اجراها حبيب ممثلاً ريغان. كيف فاوض الاميركيون في العام 1982؟ وهل يمكن سحب تلك الوقائع التي جرت قبل عشرين عاماً على التحركات الاسرائىلية في الاراض المحتلة والدعم الاميركي لها؟ التشابه بين العمليتين موجود كذلك وجوه الصراع الاساسية ما زالت ماثلة امامنا مع فارق اساسي وهو ان عرفات اصبح رئىساً للسلطة الفلسطينية وشارون رئيساً للحكومة الاسرائىلية. محاضر الجلسات في مفاوضات 1982 لم تأخذ الصفة الرسمية والنظامية، اذ لم تكن مسجلة ولا موقعة من قبل الاطراف المعنية، لأن العلاقات السياسية بين الولاياتالمتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت مقطوعة على المستويين الرسمي والسياسي، الأمر الذي استوجب قيام "وسيط" بين الطرفين يتولى المفاوضات. الا ان ذلك كله، لا يقلل من شأن رواية الوسيط اللبناني، وانما يؤكد على اهميتها الاستثنائية وقيمتها التاريخية في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة. وهي ليست رواية وقائعية لحوار "هادئ"، بل هي اصلاً شهادة حية وصادقة على احداث عصفت بالمنطقة وأحدثت فيها ما يشبه الزلزال السياسي. في الثلث الأخير من شهر تموز يوليو 1982، تحت وطأة القصف الاسرائيلي المتواصل، وعندما أصبح الوضع العسكري ميؤوساً منه، بدأ الفلسطينيون يتقبلون فكرة مغادرة لبنان. وبتاريخ 31/7/1982 اجتمعت مع الرئيس شفيق الوزان بحضور العميد سامي طانيوس ونص علينا النقاط الآتية: 1 - مغادرة المقاتلين وقادة المقاومة من بيروت الى خارج لبنان من دون محطة داخلية بمعنى الانتظار لفترة ما داخل لبنان. 2 - وعود من فيليب حبيب، نتيجة جولته العربية، بأن كل الجيوش التي أتت من بلدان عربية ويعني هنا المقاتلين تعود الى البلد الذي جاءت منه. 3 - وعود من سورية بأن تأخذ قيادات المقاومة والمكاتب المتعلقة بها. 4 - الاردن يأخذ كل من لديه جنسية أردنية على أن يخضع للقوانين والأحكام التي تكون صدرت بحقه أو الملاحقات هناك وعد بعفو عام. 5 - سورية تسمح بمرور من يذهب الى الأردن أو العراق شرط الاّ يستمر المرور أكثر من 24 ساعة. 6 - الاميركيون مستعدون لتوفير كل الطرق براً أو بحراً وضمانة السلامة أيضاً. أما فك الاشتباك، فالاسرائيلي لا يتراجع بوصة قبل المغادرة. وافق الاميركيون على الReajustment للقوات الاسرائيلية عند مغادرة نصف المقاتلين الفلسطينيين، وعند ذلك تدخل القوات المتعددة الجنسية. أما موقف التسوية اللبناني فهو أن تبدأ المغادرة مع حضور القوات الفرنسية، وبعد إتمام نصف المغادرة تحضر القوات الاميركية. هناك مسألة لم تزل تحت البحث يقتضي جلاؤها وهي من سيرافق المقاتلين الفلسطينيين عند المغادرة. الصليب الأحمر يكفل ذلك اذا انكفأ الاسرائيلي، وهذا الأخير لا يتراجع عن المراكز التي يحتلها. وقال الرئيس الوزان إن السلطة اللبنانية تصر على السرعة لسببين: الأول: انهاء مأساة بيروت والخشية من مفاجآت جديدة. الثاني: تحرير بيروت وبعبدا وإتمام تضبيط Reajustment تمركز القوات الاسرائيلية قبل انتخابات الرئاسة. وأخيراً طلب مني مقابلة فيليب حبيب في بعبدا في منزل السفير الأميركي وكذلك الاتصال بالمقاومة الفلسطينية. المقابلة الأولى مع فيليب حبيب بتاريخ 2/8/1982 كان هناك وقف النار باستثناء اشتباكات على محاور الضاحية الجنوبية. التقيت فيليب حبيب للمرة الأولى صباح هذا اليوم في منزل السفير الاميركي في بعبدا. بعد التعارف سألني عما اذا كنت لم أزل على اتصال مع الجانب الفلسطيني، فأجبته بالنفي. فقال لي: "الآن سيتفاوضون معك". ومن ثم طلب مني أن أنقل الى ممثلي المقاومة النقاط الآتية: 1 - اليوم "ي" هو الذي تبدأ به القوات الفلسطينية من قادة ومقاتلين بالخروج من بيروت الى وجهات محددة خارج لبنان. 2 - سيتم ذهاب القوات الفلسطينية قادة ومقاتلين وفقاً لبرنامج محدد وبطريقة تحفظ أمنهم وسلامتهم، ويجب أن يتم الانسحاب من بيروت خلال اسبوعين. 3 - يتم تجميع القوات الفلسطينية في أماكن انطلاق من بيروت الغربية. 4 - تتحرك القوات الفلسطينية وقياداتها بحراً أو براً وفقاً لما يتم الاتفاق عليه. إذا كان الانتقال بحراً فيمكنهم الذهاب بواسطة بواخر تجارية يؤمنها الصليب الأحمر الدولي. أما اذا كان الانتقال براً فيمكنهم تنفيذ ذلك عبر طريق بيروت - دمشق الدولية من دون أي توقف. أما الذين يذهبون الى بلدان أخرى غير سورية فيتم انتقالهم عبرها خلال 24 ساعة. 5 - ستكون قيادة المقاومة الفلسطينية مسؤولة عن تنظيم وادارة تجمع وانتقال القوات الفلسطينية من البداية حتى النهاية ويقتضي ان تتم مغادرة هذه القيادة خلال المدة المحددة لمغادرة القوات الفلسطينية. 6 - ستؤمن الحكومة اللبنانية الوسائل اللازمة للانتقال براً. 7 - تنتقل القوات الفلسطينية مع كامل اسلحتها الفردية. أما الاسلحة الاجمالية والثقيلة فتسلم الى الجيش اللبناني. 8 - ستشكل قوات متعددة الجنسية وتنتشر لتقوم بالمهمات التي ستحددها الحكومة اللبنانية وتوافق عليها الدول التي تنتمي اليها هذه القوات. وستقوم الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع هذه القوات وتنشر وحدات من الجيش اللبناني معها. 9 - لن يتدخل الاسرائيليون وغيرهم من القوى الموجودة على الساحة اللبنانية بما يهدد سلامة وأمن انتقال القوات الفلسطينية. وعندما تنفذ القوات الفلسطينية مرحلة متقدمة من المغادرة، يبدأ في حينه بتضبيط الخطوط الاسرائيلية Adjustment in the Israeli Lines حتى يسمح بانتشار كامل للقوات المتعددة الجنسية. 10 - أما بقية الفلسطينيين غير المقاتلين فسيكونون خاضعين للسلطة اللبنانية أسوة بسواهم من الأجانب المقيمين في لبنان، وستسوى أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية من جانب الحكومة اللبنانية. 11 - اقترح فيليب حبيب في تلك الجلسة برنامجاً أولياً للمغادرة كما يأتي: - اليوم "ي" ناقص خمسة أيام: بداية جميع التحضيرات اللازمة قبل المغادرة، من تجميع وتعداد العناصر وتحديد بلدان المقصد وغيرها من التدابير اللازمة لتنفيذ المغادرة يوم "ي". - اليوم "ي": تجمع وانتقال الوحدات الأولى للمغادرة. - اليوم "ي" الى اليوم "ي"14": تغادر جميع القوات الفلسطينية الموجودة في بيروت الغربية، وهذا يشمل جميع المقاتلين الفلسطينيين وقيادات منظمة التحرير الفلسطينية. - اليوم "ي"5 الى 7 أيام": تنتشر القوات المتعددة الجنسية وفقاً لطلب الحكومة اللبنانية. معاودة المباحثات العسكرية المباحثات العسكرية في 3/8/1982: في الساعة العاشرة من هذا التاريخ عقد اجتماع في مكتبي في قصر الحكومة وفقاً للآتي: العميد الركن سعد صايل أبو الوليد، العقيد عطاالله عطاالله ابو الزعيم، السيد هاني الحسن المستشار السياسي للسيد ياسر عرفات، عن الجانب الفلسطيني. - العميد الركن نبيل قريطم، العميد الركن سامي طانيوس، الرائد القيم مختار خطاب، عن الجانب اللبناني. وحضر في بداية الاجتماع ولمدة وجيزة رئيس الحكومة شفيق الوزان الذي أطلعته على مقترحات فيليب حبيب. في مستهل الجلسة عرضت اقتراحات المبعوث الأميركي فيليب حبيب التي تشكل برأيه مخرجاً لمغادرة المقاتلين الفلسطينيين من بيروت وضاحيتها الجنوبية. وبعد مناقشة هذه الاقتراحات أبدى السيد هاني الحسن رأي الجانب الفلسطيني على الشكل الآتي: 1 - عبر المفاوضات الطويلة مع الحكومة اللبنانية، كنا قد توصلنا في اجتماعات اللجنة اللبنانية - الفلسطينية المشتركة الرئيس الوزان " أبو عمار الى دراسة فكرة الخروج والوصول المتزامن للمقاومة والقوات الدولية. وقبل ثمانية أيام كان النقاش يدور حول هذه النقطة. 2 - هل يضمن فيليب حبيب أن تقبل سورية مرور قوات عبر أراضيها الى بلاد أخرى؟ 3 - ذكر في البند الثامن من اقتراحات حبيب ان مهمة القوات المتعددة الجنسية تحددها الحكومة اللبنانية، فهل يفهم من ذلك ضمناً أن الحكومة اللبنانية هي التي ستطلب من هذه القوات ضمان أمن المخيمات وسلامتها؟ وهل يستوجب هذا ان تطلب المقاومة من الحكومة اللبنانية موافقتها على هذه النقطة؟ 4- المطلوب ايضاح البند العاشر من اقتراح السيد فيليب حبيب. بعد ذلك قدم الجانب الفلسطيني تصوراً لمغادرة القوات الفلسطينية بغية عرضه على السيد فيليب حبيب ويتضمن النقاط الآتية: نقاط أساسية 1 - تثبيت وقف اطلاق النار ووضع مراقبين دوليين للاشراف على ذلك. 2 - يوم "ي" هو اليوم الذي تصل فيه القوات المتعددة الجنسية وتبدأ مع الجيش اللبناني تسلم المواقع التي تسمح أمنياً بالبدء بتجميع القوات الفلسطينية وتأمين طريق الخروج وسلامة المخيمات. 3 - طريق الخروج هو طريق بيروت - دمشق الدولي. 4 - تشكل لجان ارتباط لبنانية - فلسطينية متعددة الجنسية للاشراف على الخروج والتنفيذ. 5 - خروج القوات الفلسطينية بكامل أسلحتها الفردية والثقيلة. 6 - الفترة اللازمة للانتقال ثلاثة أسابيع كحد أدنى. 7 - تقدم الحكومة اللبنانية وسائل النقل اللازمة لنقل القوات الفلسطينية. 8 - في ما يتعلق ببقية الفلسطينيين غير المقاتلين، يجرى اتفاق ثنائي لبناني - فلسطيني حول مستقبلهم وحقوقهم كلاجئين في لبنان وكما اتفق عليه في اجتماع اللجنة الوزارية العربية في جدة أخيراً. 9 - لتسهيل خروج الذين لا تسمح ظروفهم بالعبور الى سورية، تقوم الحكومة اللبنانية بتأمين خروجهم الفوري عبر مطاري القليعات ورياق ومرفأ طرابلس. 10 - تكفل الحكومة الاميركية، اضافة الى ما تقدم، عدم التدخل الاسرائيلي وغيره من القوى الموجودة بما يؤمن سلامة انتقال القوات الفلسطينية وسلامة المخيمات. 11 - التشديد على ضرورة تنفيذ قرارت مجلس الأمن 508 و509 و510 و516. في هذا اليوم ثبت وقف اطلاق النار في بيروت الغربية الذي أعلن في 1/8/1982 انما لم يثبت في محاور الضاحية الجنوبية التي شهدت اشتباكات بين القوات الاسرائيلية من جهة والقوات الفلسطينية والحركة الوطنية من جهة أخرى، رافقها تراشق مدفعي وصاروخي وبعض التقدم للقوات الاسرائيلية على هذه المحاور. آلية الانسحاب تتمة للمقترحات الفلسطينية: 1 - من اليوم "ي" الى اليوم "ي"3" وصول القوات المتعددة الجنسية وتسلمها مواقعها بالاشتراك مع الجيش اللبناني. 2 - "ي"1" تجميع القوات الفلسطينية. 3 - من ي"1 الى ي"5 خروج القوات الذاهبة الى الأردن. 4 - من ي"6 الى ي"12 خروج القوات الذاهبة الى مصر عبر مرفأ طرابلس والمطارات. 5 - من ي"10 الى ي"20 خروج القوات الذاهبة الى سورية. 6 - من ي"20 الى ي"23 خروج العناصر الذاهبة الى بلدان أخرى عبر مرفأ طرابلس والمطارات اللبنانية. الرد الاميركي على التصور الفلسطيني بعد انتهاء المحادثات الأخيرة ظهراً مع الجانب الفلسطيني انتقلت فوراً الى منزل السفير الاميركي والتقيت فيليب حبيب ناقلاً اليه التصور الفلسطيني المتعلق بمغادرة منظمة التحرير، مع مقاتليها، وكان الرد الأميركي الملاحظات الأميركية على التصور الفلسطيني المؤرخ في 3/8/1982 والمتعلق بخروج القوات الفلسطينية كالآتي: أ - وجهات نظر أولية وتمهيدية من الجانب الأميركي. 1 - في ما يختص بوقف اطلاق النار ووضع مراقبين دوليين. التعليق: نحن صوتنا مع قرار مجلس الأمن الذي يدعو الى وضع مراقبين دوليين وكذلك مع القرارات الداعية الى وقف اطلاق النار. أما مسألة قبول الاسرائيليين بالمراقبين الدوليين فهي لا تزال قيد المناقشة. لم يوافق الاسرائيليون على وجود مراقبين دوليين. 2 - في ما يختص بتحديد اليوم "ي" على انه يوم وصول القوات المتعددة الجنسية، وعندما يبدأ الجيش اللبناني بالتمركز في المواقع الملائمة وعندما تبدأ القوات بالتجمع الخ... التعليق: طلبت اسرائيل أن تقبل القوات المتعددة الجنسية عند نهاية مغادرة القوات الفلسطينية. تطلب "م ت ف" حضور هذه القوات عند بداية المغادرة. نحن نحبذ قدوم هذه القوات ما بين اليوم "ي"5" واليوم "ي"7" عندما تكون المغادرة سائرة بصورة جيدة. 3 - اختيار طريق بيروت - دمشق الدولي للمغادرة براً. التعليق: لا مشكل. 4 - انشاء لجان ارتباط لبنانية - فلسطينية متعددة الجنسية. التعليق: نعتقد أنه من الأفضل ان تكون هناك نقطة ارتباط واحدة مع الفلسطينيين وهي الحكومة اللبنانية، وممثلوها من الجيش اللبناني. أما عناصر القوات المتعددة الجنسية فتأخذ على عاتقها تدابير الاتصال بالحكومة اللبنانية الجيش اللبناني. 5 - في ما يتعلق بنية اصطحاب القوات الفلسطينية اسلحتها الثقيلة مع الأسلحة الفردية. التعليق: نحن متأكدون ان الاسرائيليين لن يتجاوبوا مع هذا المطلب على القسم من طريق الشام - دمشق الواقع تحت سيطرتهم. تأكيداً على سلامة وفاعلية كل تدابير الانتقال، بما فيها احتمال الانتقال جواً، يفضل عدم اصطحاب أي اسلحة ثقيلة أو اجمالية. يجب تسليم هذه الأسلحة، مع الأسلحة الاحتياطية والذخائر من مختلف العيارات، الى الجيش اللبناني عند المغادرة من بيروت. 6 - في ما يختص بالحاجة الى مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع للمغادرة. التعليق: لم نزل لا نفهم لماذا الحاجة الى ثلاثة اسابيع بالمقارنة مع اسبوعين أو أقل بحسب اقتراحنا أنه كلما قصرت مدة المغادرة كلما كان ذلك أسلم وأفضل. 7 - في ما يختص بمسؤولية الحكومة عن اتخاذ الخطوات اللازمة لنقل القوات الفلسطينية. التعليق: لا صعوبة أبداً ونحن على اتصال بالحكومة اللبنانية في شأن اتخاذ التدابير العملية لهذه الغاية، إنما نحتاج الى معرفة أعداد الأشخاص المطلوب نقلهم وجهة المقصد. 8 - في ما يختص بالرغبة باتفاق ثنائي لبناني - فلسطيني في ما يتعلق بالفلسطينيين غير المقاتلين الموجودين في لبنان. التعليق: هذه مسألة تعود الى قرار الحكومة اللبنانية فقط. 9 - في ما يختص باتخاذ تدابير تسمح بالمغادرة عبر مرفأ طرابلس ومطاري القليعات ورياق للفلسطينيين الذين لا يمكنهم الانتقال عبر سورية. التعليق: بما ان الفلسطينيين تقبلوا الآن مبدأ المغادرة بمرفأ، فمن الأفضل استعمال مرفأ بيروت بدلاً من مرفأ طرابلس. يمكننا اتخاذ تدابير أمنية لمرفأ بيروت. أما المغادرة من المطارين المذكورين ومن مرفأ طرابلس فقد تتسبب بتعقيدات بغنى عنها. 10 - في ما يختص بضمانات الحكومة الاميركية في ما يتعلق بمغادرة القوات الفلسطينية وبأمن المخيمات. التعليق: ستعطى هذه الضمانات. 11 - في ما يختص بتطبيق قرارات مجلس الأمن 508 و509 و511 و516. التعليق: لقد صوتنا بالموافقة على كل هذه القرارات. - في ما يختص بتوقيت الأيام بالنسبة الى اليوم "ي" بعض تعليقاتنا تتناول هذا الموضوع، خصوصاً ما يتعلق بالرغبة بتقصير مهلة برنامج المغادرة الى أقصى حد ممكن. ب - يتبع أدناه بعض الأسئلة والتعليقات التي نقدر تجاوب الفلسطينيين في شأنها: 1 - خلال محادثاتنا مع السوريين، أكدوا لنا أن سورية تسمح بالمرور عبر أراضيها من دون أي عائق الى بلدان أخرى، كالأردن. من المرغوب به ان يعمل الفلسطينيون على تأكيد ذلك بالتفاهم مع سورية. 2 - يجب ان تعتبر الصاعقة من عداد القوات الفلسطينية المغادرة. 3 - نحن نعتقد بشدة أن على "م ت ف" أن تتصل، وباستقلالية عن أي كان، بحكومات الدول التي ستستقبل القوات الفلسطينية وقياداتها، بما في ذلك سورية، العراق، الأردن، مصر وغيرها. على "م ت ف" أن تبدأ فوراً باتخاذ تدابير محددة مع هذه الحكومات تشتمل على من وعدد الأشخاص المسموح ادخالهم الخ... بالطبع نحن سنتابع جهودنا. إحدى الحكومات، الأردن، أبدت استعدادها لإرسال ممثلين الى بيروت للتشاور مع منظمة التحرير الفلسطينية بهذا الخصوص. 4 - نستغرب لماذا لم تذكر الورقة الفلسطينية هيئة الصليب الأحمر الدولي. نعتبر أنه من المرغوب فيه أن تشارك هذه الهيئة في كل تدابير المغادرة، سواء كانت براً أم بحراً أم جواً، وهذه المشاركة تشكل ضمانة اضافية لسلامة العبور. 5 - نرغب في الايضاح أن الفلسطينيين الذين تشملهم تدابير المغادرة هم قيادة منظمة التحرير، مكاتبها وكل المقاتلين الفلسطينيين. قبل أن نذكر الرد الفلسطيني على الملاحظات الأميركية لا بد من ذكر آلية العمل اعتباراً من هذا التاريخ الذي شنت فيه القوات الاسرائيلية هجوماً واسعاً على بيروت الغربية فتقدمت على محور المرفأ حتى بوابة الشامية ومحور المتحف حتى مفرق شارع محمد الحوت ومحور الأوزاعي حتى السان ميشال، وأحكمت حصارها على الضاحية الجنوبية. كنت أذهب الى مقر السفير الاميركي في بعبدا حيث فيليب حبيب في صباح اليوم التالي ومعي الرد الفلسطيني. وكنت دائماً أتبع طريق كورنيش المزرعة - المقاصد - مستديرة شاتيلا - طريق فرعية في الضاحية الجنوبية - كنيسة مار مخايل - كاليري سمعان - بعبدا. 4 آب اغسطس 1982 وجهات النظر الفلسطينية حول الملاحظات الأميركية على التصور الفلسطيني المؤرخ في 3/8/1982 1 - ما يخص موضوع وقف اطلاق النار وتطبيقه، فإننا مع تقديرنا لتصويت الولاياتالمتحدة الاميركية الى جانب هذا القرار، إلا أننا نرى ان التطبيق هو الخطوة الأساسية في تنفيذ الاتفاق الكامل لخروج القوات الفلسطينية بصورة مضمونة وموثوقة. ولعلكم لاحظتم طوال الحرب انه تم التوصل الى تسعة اتفاقات وقف اطلاق نار لم تحترم جميعها من الجانب الاسرائيلي. لذا نأمل أن تتخذ الاجراءات الكفيلة بتطبيق هذا القرار وحضور المراقبين الدوليين. 2 - بما يخص يوم "ي"، فإننا نعتقد ان تعريفنا له في مشروعنا هو مطلب أساسي الغاية منه ضمان سلامة انسحاب قواتنا من مواقعها الى مراكز التجمع وضمان سلامة هذه القوات خلال حركتها على الطريق إضافة الى ضمان سلامة المخيمات الفلسطينية من أي اعتداء. وتسهيلاً للوصول الى اتفاق فإننا بدورنا قد اتصلنا وبناء على طلب دولة رئيس الوزراء اللبناني بالحكومة الفرنسية لدعم الطلب اللبناني لحضور قوات فرنسية كطليعة للقوات المتعددة الجنسية تتمركز مع الجيش اللبناني في المواقع التي تؤمن انسحاب القوات الفلسطينية الى مراكز التجمع. 3 - بما يخص لجان ارتباط لبنانية - فلسطينية - قوات متعددة الجنسية واقتراحكم بأن تكون هناك لجنة ارتباط لبنانية - فلسطينية وأخرى لبنانية متعددة الجنسية، فهذه بالنسبة الينا ليست مشكلة، بل كانت الغاية من اقتراحنا تسهيل العمل. 4 - بما يخص موضوع اصطحاب الأسلحة الفردية والاجمالية والثقيلة والأسلحة الاحتياطية والذخائر... الخ. فإنكم ولا شك تقدرون ما يعني الشرف العسكري بالنسبة الى المقاتل. ومع هذا وتسهيلاً لحل هذه النقطة، فإننا نقترح ان تصطحب هذه الأسلحة جميعها مع القوات الفلسطينية والتي بدورنا نقدمها هدية للجيش اللبناني حال وصول القوات الفلسطينية الى نقطة الحدود اللبنانية - السورية. 5 - بالنسبة الى فترة الانتقال واقتراحنا بأن تكون لمدة ثلاثة اسابيع فقد وضعت بحسب تقديراتنا ومعرفتنا للترتيبات التي يجب اتخاذها لتأمين الانتقال من دون تعقيدات، ومع هذا فإنه لا مانع لدينا من أن تكون الفترة لمدة اسبوعين مبدئياً كما اقترحتم قابلة للتمديد على ضوء الحاجة وبالاتفاق مع الجانب اللبناني. 6 - بالنسبة الى توفير وسائط النقل وطلبكم باحاطتكم علماً بعدد الأشخاص فيهمنا تسجيل هذه البادرة الايجابية من الحكومة اللبنانية. وسنقوم بتقديم الأعداد في الوقت المناسب. 7 - بالنسبة الى بحث موضوع الفلسطينيين غير المقاتلين فإننا سنقوم ببحث هذا الموضوع مع الحكومة اللبنانية. 8 - بالنسبة الى استخدام المرافئ لنقل الذاهبين بحراً فلا مانع لدينا من توفير ميناء موقت في الحمام العسكري مثلاً. وأما بالنسبة الى الطريق الجوي فقد كانت الغاية من اقتراحنا تسهيل الخروج خصوصاً بعد ان اختصرت فترة الخروج لاسبوعين كما اقترحتم أخيراً. 9 - بالنسبة الى اجراء محادثات مع الدول العربية المستقبلة فإن "م ت ف" ستقوم بالاتصال للتأكيد، وليكن معلوماً لديكم ان الاردن مثلاً تقبل عودة كتيبتين من جيش التحرير الفلسطيني الموجودتين في الأردن واللتين دخلتا لبنان خلال الحرب. وأما العراق فقد أبلغنا رسمياً بقبوله استقبال المقاتلين الفلسطينيين القادمين من هناك. وبالنسبة الى مصر، فإنها تقبل أيضاً القوات التي حضرت من مصر وهي جزء من جيش التحرير الموجود على الأراضي المصرية، وبالنسبة الى سورية كذلك فإنها تقبل بمنظمة الصاعقة وقواتها التي أشرتم اليها برسالتكم. 10 - نسجل أهمية تقديم الولاياتالمتحدة الأميركية الضمانات لسلامة انتقال القوات الفلسطينية ولتأمين سلامة المخيمات الفلسطينية وموقفها المعلن من قرارات مجلس الأمن 508، 509، 511، 516. ولكننا في الوقت نفسه نعتقد أن الولاياتالمتحدة لديها القدرة على العمل لتنفيذ هذه القرارات فعلاً. 11 - أما بالنسبة الى الاستعانة بهيئة الصليب الأحمر الدولي، فإننا من جانبنا نقدر الدور الانساني الذي تقوم به هذه الهيئة، ولكن الموضوع كما أسلفنا هو قضية معنوية لها علاقة بالشرف العسكري، لذلك فإننا نرحب بأن تقوم هيئة الصليب الأحمر الدولي بإخلاء الجرحى من قواتنا. 12 - نؤكد أن المغادرة تشمل القيادات والمقاتلين والمكاتب كما سبق وأشرنا في كتابنا الرسمي المقدم لدولة رئيس الحكومة اللبنانية بتاريخ 3/7/1982. 13 - وتلخيصاً لملاحظاتنا فإننا نرفق بطيه جدولاً بالمغادرة. - من ي الى ي"2 تسلم الجيش اللبناني والقوات المتعددة الجنسية وانتشار المراقبين الدوليين. - ي"1 تجميع القوات الفلسطينية. - من ي"1 الى ي"3 خروج القوات الذاهبة الى الأردنوالعراق. - من ي"4 الى ي"7 خروج القوات الذاهبة الى مصر وكذلك العناصر الذاهبة الى بلدان أخرى. - من ي"7 الى ي"14 خروج القوات الذاهبة الى سورية. ملاحظات الولاياتالمتحدة على وجهة النظر الفلسطينية موضوع الورقة تاريخ 4 آب 1982 1 - نحن نوافق على أن وقف اطلاق النار هو مسألة اساسية وسنعمل جهدنا لتأمينه. وسيحضر مراقبون من الأممالمتحدة للاشراف على وقف اطلاق النار وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 516. 2 - في ما يتعلق بإعطاء الفلسطينيين الأولوية لوجود قوات متعددة الجنسية في اليوم "ي"، فلقد علمنا أن الحكومة الفرنسية جاهزة لارسال قوات في هذا اليوم أو في أي يوم آخر يتفق عليه، ونعلم أن "م ت ف" أعلمت بالقرار الفرنسي. 3 - نحن موافقون على تدابير الاتصال. 4 - نريد اجراء مشاورات اكثر مع الحكومة اللبنانية في ما يتعلق باقتراح الفلسطينيين اصطحاب الأسلحة الثقيلة والذخائر وتسليمها الى الجيش اللبناني عند الحدود. لا نعتقد ان هناك امكانية عملية لأسباب عدة منها معرفتنا أن هناك معارضة كلية من الجانب الاسرائيلي. 5 - نحن موافقون على مهل ترتيبات المغادرة. 6 - نحن موافقون على عرض النقل. 7 - بالنسبة الى وضع الفلسطينيين غير المقاتلين في المستقبل، نوافق على أن هذا الموضوع يعود الى قرار الحكومة اللبنانية. 8 - نحن موافقون على المغادرة بحراً من بيروت. 9 - بالنسبة الى المحادثات الفلسطينية مع دول عربية مضيفة، نرغب بإجراء تصحيح لأحد تعليقاتنا على ورقة 3 آب. لقد سبق وقلنا إنه تم التأكيد لنا أن سورية ستسمح بعبور الفلسطينيين الى بلدان اخرى، كالأردن. انما بناء على رأي سفيرنا في دمشق الذي قام بمباحثات مع السوريين حول هذه المواضيع وغيرها أخيراً، وحتى تاريخ 2 آب 1982، نحن نعتقد أنه لا يوجد لدينا التأكيدات المناسبة من جانب السوريين. نأسف لاعطاء بعض المعلومات الخاطئة عن غير قصد. حالياً لن نبحث هذا الموضوع مجدداً مع السوريين. عندما نتقدم أكثر بالبحث في ما يتعلق بترتيبات محددة للمغادرة، يمكن اثارة هذا الموضوع مجدداً. لا مانع لدينا اذا رغب الفلسطينيون القيام بإجراء الاتصالات مع السوريين حالياً. في حال عدم موافقة السوريين، نقترح ان تغادر القوات الذاهبة الى الاردنوالعراق بحراً. 10 - يبدو اننا موافقون على قرارات مجلس الأمن وعلى ضمانات الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بسلامة المغادرة والمخيمات. 11 - في ما يتعلق ببقية الملاحظات الواردة في الورقة المؤرخة في 4 آب، نلاحظ الاستعداد الفلسطيني لإبداء ملاحظات مثمرة وتزويدنا المعلومات. من المرغوب فيه أن يزود الفلسطينيون العميدين قريطم وطانيوس شروحات شفهية أوفى عن "الشرف العسكري". نحن لا نسأل عن الحاجة الى الشرف العسكري بأي صورة من الصور، بل إن شرح ذلك سيسهل علينا تفهم الخيارات الفلسطينية. لم نزل نعتقد أن هناك دوراً مفيداً للهيئة الدولية للصليب الأحمر. 12 - وخلال تحضيرنا لهذا الرد، لم نزل نعترف بالحاجة الملحة الى إعادة تثبيت وقف اطلاق النار. 13 - نقاط التوافق: 1 وقف اطلاق النار ومراقبون عن الأممالمتحدة وتدابير المراقبة بهذا الشأن. 2 تدابير الارتباط مع الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني هي وسيلة الاتصال الاساسية مع الفلسطينيين. 3 مهلة المغادرة حوالى الاسبوعين على الأكثر. 4 التنسيق مع الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بالنقل. 5 يعود القرار الى الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بوضع الفلسطينيين غير المقاتلين. 6 إمكان المغادرة بحراً من بيروت. 7 المحادثات الفلسطينية مع الدول العربية. 8 ضمانات الولاياتالمتحدة لسلامة انتقال القوات الفلسطينية المغادِرة والمخيمات الفلسطينية. 9 سورية تستقبل الصاعقة. 10 اعتماد طريق بيروت الشام الدولية للانتقال براً. 11 الفلسطينيون الذين تشملهم تدابير المغادرة هم قيادة "م ت ف" مكاتبها وكل المقاتلين. 12 علمنا أن سورية ستستقبل القيادات الفلسطينية ومكاتبها ويتراوح العدد بين 1000 و1200 إضافة الى جيش التحرير الفلسطيني والصاعقة. بتاريخ 4/8/1982 أصدر مجلس الأمن قراراً 517، طالب بوقف اهراق الدماء في بيروت وتراجع القوات الاسرائيلية. وطلبت الولاياتالمتحدة في التاريخ ذاته من اسرائيل سحب قواتها الى المواقع التي كانت فيها قبل 1/8/1982.