بني ياس الامارات العربية المتحدة - رويترز - قديماً قال شاعر عربي "أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري" في تصوير ولعه بمحبوبته استعاون فيه بأعز ما يملك... الجمل. وما تزال للجمال التي كانت لها أمجاد في حياة البادية مكانة خاصة في منطقة الخليج. وفي محاولة لإحياء تراث الآباء والاجداد شهدت مدينة بني ياس في دولة الامارات العربية المتحدة اخيراً مسابقة فريدة من نوعها لملكات الجمال الا ان المتسابقات كنّ من النوق والجمال. وقال عضو المجلس الاستشاري في امارة أبو ظبي الرامس صالح المنهالي ان المسابقة شهدت إقبالاً كبيراً إذ توافد مئات الاشخاص مع ابلهم الى مدينة بني ياس غرب أبو ظبي للمشاركة في المسابقة التي تعد الاولى من نوعها في الامارات. وتجنّباً للالتباس اللغوي أطلق على المسابقة اسم "مزاينة" بدلاً من العرف السائد لمسابقات الجمال الاخرى التي يُطلق عليها اسم مسابقة ملكات الجمال. وكلمة "مزاينة" مشتقة من كلمة "المزيون" العامية أي جميل المنظر. ووزّعت على اصحاب النوق الفائزة في مسابقة الجمال التي شارك فيها نحو 540 جملاً وناقة جوائز بلغت قيمتها نحو 400 ألف درهم نحو 100 الف دولار بالاضافة الى سيوف وخناجر ذهبية ثمينة بهدف تشجيع المواطنين على تربية الجمال والاعتناء بها باعتبارها من رموز التراث في الامارات. وقسمت الابل المشاركة الى اربع فئات هي: فئة الابل الكبار والابل الفردي والابل الثنايا أي التي يبلغ عمرها عامين والابل الزمول أي التي يبلغ عمرها عاماً واحداً. وبحسب شروط المسابقة يترتب على كل مالك للابل المشاركة في المسابقة ان يقسم اليمين أمام اعضاء اللجنة ان هذه الابل ملكه وان سنها التي أعلن عنها صحيحة. وقال المنهالي ان مقاييس الجمال التي تعمل اللجنة الخاصة التي تختار الابل الفائزة على تطبيقها تأخذ في الاعتبار أن تكون الابل جميلة الوجه والأنف وأن تكون رقبتها طويلة وأنفها بارز وسنامها عالياً وخفها كبيراً وواسعاً وأن تكون أرجلها مشدودة. وأعلن ان المسابقة ستكون اعتباراً من هذا العام سنوية تقام في آذار مارس من كل عام في اطار اهتمام الدولة وجهودها لإحياء تراث الآباء والأجداد والمحافظة على الابل التي كانت تلازم أهالي المنطقة في حلهم وترحالهم منذ مئات السنين قبل اكتشاف النفط الذي غيّر حياة الناس. وقال ان المسابقة تشجع الجميع على السعي لامتلاك أفضل أنواع الابل وأجودها كما ستساهم في تقوية أواصر الروابط والعلاقات بين أفراد القبائل وجمعهم في مناسبة سعيدة. وقال ان الدعوة لاقامة هذه المسابقة جاءت من رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "لردّ الجميل للابل التي رافقت البدوي طيلة حياته وبالتالي يجب على الجميع المحافظة عليها وعلى كل ما يتعلق بتراث الامارات". ولم تبدل الثروة كثيراً في تعلق أهالي هذه المنطقة بالهجن حيث لا تزال الابل تستحوذ على ركن خاص الى جانب السيارات الفارهة في بعض القصور والفيلات المنتشرة في مدن الدولة بالاضافة الى الأماكن الخاصة التي تربّى فيها وتقدّم لها رعاية خاصة. وقال مدير ادارة الثروة الحيوانية بالوكالة في وزارة الزراعة في الامارات سيف محمد الشرع ان عدد الجمال التي تمّ حصرها في الامارات بحسب احصاءات العام الماضي بلغ نحو 220 ألف جمل منها 189 ألف أنثى. ويشمل العدد 157 ألف ناقة حلوب تنتج 34 ألف طن من الحليب وتنتج البقية نحو 13 ألف طن من اللحوم. كما يوجد أكثر من 15 ألف جمل مخصصة للسباقات التي تجرى بصورة دورية في جميع مدن الامارات يمكن ان يصل سعر الجمل الواحد منها الى نحو مليون دولار. وهناك مستشفى للجمال في دبي يعمل فيه العديد من الاطباء البيطريين والممرضين المتخصصين بالابل كما يوجد مركز ابحاث للجمال في جامعة الامارات بالاضافة الى مراكز الابحاث المتطورة الاخرى المنتشرة في أبو ظبي ودبي التي تعمل على تحسين السلالات والحفاظ عليها وكذلك الاهتمام بالهجن التي تشارك في السباقات. وتشير الاحصاءات الدولية إلى ان عدد الجمال في العالم يبلغ نحو 14 مليون جمل. وما زال بعضها يستخدم للتنقل في بعض أنحاء العالم ويستخدم البعض الآخر للافادة من لحومه وحليبه.