استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، امس في جدة، وزير الخزانة الاميركي بول اونيل الذي بدأ امس زيارة الى المملكة في اطار جولة يقوم بها في المنطقة. وكان أونيل شدد في الكويت صباح امس على ان حكومته لن تتراجع في الوقت الحاضر عن قرار اتخذته قبل أسابيع بتجميد حسابات مصرفية ل"جمعية إحياء التراث الاسلامي" الكويتية المشتبه في تمويلها جهات إرهابية، مؤكداً ان الجمعيات الخيرية الاسلامية في العالم العربي بحاجة الى رقابة مشددة لأن بعض تبرعاتها يدعم الارهاب، واشاد في الوقت نفسه بالاجراءات الكويتية لمكافحة تمويل المنظمات الارهابية. ونفت مصادرمالية في السعودية احتمالات توسيع تجميد حسابات مصرفية جديدة في المصارف السعودية على إثر الزيارة التي يقوم بها الوزير الاميركي للسعودية. وكانت السعودية جمدت اوائل السنة الجارية اربعة حسابات مصرفية لم يكشف عن اسماء اصحابها بناء على قائمة صادرة عن الاممالمتحدة في اطار حملة مكافحة الارهاب. واجتمع الوزير خلال ساعتين أمضاهما في الكويت بوزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد ووزير المال يوسف الابراهيم، وحضر لقاء موسعاً مع حاكم البنك المركزي وممثلين عن المصارف الكويتية، بما فيها بيت التمويل الكويتي الذي تمر من خلاله كل الحسابات والتحويلات المالية للجمعيات الاسلامية والخيرية، واستمع الى شرح للاجراءات المتبعة للرقابة على التحويلات المالية، كما بحث مسائل العلاقات التجارية والاستثمارات الحكومية والخاصة الكويتية في الولاياتالمتحدة. وكانت واشنطن جمدت حسابات لجمعية احياء التراث في باكستان بعدما ربطتها بعناصر لها علاقة بتنظيم "القاعدة"، وهو ما نفته الجمعية بشدة. وقال أونيل امس رداً على سؤال عما اذا كان التجميد سيرفع: "لسنا مستعدين لرفع التجميد عن حسابات جزئية للجمعية حالياً، لكننا سنستمر في تبادل المعلومات" مع الجانب الكويتي. واضاف ان "الولاياتالمتحدةوالكويت متفقتان على ضرورة مكافحة كل اشكال الارهاب بما في ذلك تمويله. ونعمل للتعرف الى من اقترفوا أعمالاً إرهابية لنوقف الاموال عنهم. وهذا عمل مستمر ولا أعلم اذا كان ممكناً الانتهاء منه". وقال: "لا نريد اجراءات تتداخل مع العمل الخيري وتعوق وصوله لدعم القضايا المحقة، لكن لدينا معلومات من اماكن مختلفة في العالم حول مؤسسات يذهب بعض اموالها لدعم الذين يقومون باعمال شريرة". واشاد "بسرعة استجابة الكويت وتحركها لتجميد حسابات باسماء وردت في اللوائح الاميركية للارهابيين او المشتبه في انهم كذلك"، ورفض القول ما اذا كانت هناك منظمات كويتية اخرى مشبوهة. وردا على سؤال حول تأثر الاستثمارات الخليجية في الولاياتالمتحدة بالظروف الناجمة عن اعتداءات 11 ايلول سبتمبر قال أونيل انه لم يثبت انها تأثرت، وان الاستثمارات الاجنبية في اميركا "لا تزال عند معدلاتها الطبيعية"، وتوقع انتعاشا كبيرا للاقتصاد الاميركي خلال العام الحالي والمقبل يساعد على تدفق المزيد من الاستثمارات. من جانبه، اكد الشيخ صباح الاحمد حرص الكويت على آليات حركة الاموال من الكويت واليها والتأكد من مصادرها، وقال لوكالة الانباء الكويتية بعد لقائه أونيل ان "الاموال التي تدخل او تخرج من الكويت تخضع لاشراف ورقابة من وزارة المال والبنك المركزي، وهذه الاجراءات تنسجم مع حرص الحكومة على حماية العمل الخيري في البلاد والاطمئنان الى وصول الاموال الخيرية والانسانية" الى مبتغاها. وقال وزير المال يوسف الابراهيم ان الاجراءات التي يتم الاتفاق عليها "لا تهدف الى تجفيف العمل الخيري او وقف اعمال الخير، بل ما نفعله هو التأكد من ان هذه الأموال تصل الى مستحقيها". والتقى الوزير اونيل فور وصوله الى جدة وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز، ولم يكشف عن مضمون المحادثات التي جرت بينهما. كذلك عقد اجتماعاً طويلاً مع وزير المال السعودي الدكتور ناصر العساف في حضور محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي البنك المركزي وعدد من اركان وزارة المال في السعودية، تطرق الى ما يسميه الجانب الاميركي "عمليات تمويل الارهاب والشفافية في التحويلات النقدية، ونشاط الجمعيات الخيرية". ولم يكشف السعوديون عن مطالب اميركية محددة.