عشية لقائه في نيويورك بعد غد وفداً عراقياً برئاسة وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي، أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان امس ان ليس لديه "أي مؤشر أو أي معلومة تشير الى ان هجوماً اميركياً على العراق وشيك". وكرر ان محور المحادثات مع الوفد سيكون "تطبيق قرارات مجلس الأمن وعودة المفتشين" الى العراق. في الوقت ذاته لمحت بغداد الى امكان قبولها عودة مفتشي الأسلحة اذا حدد برنامج زمني لمهمتهم، واشارت الى امكان التفاوض على "تسوية" مع مجلس الأمن راجع ص3. وتوقعت صحيفة "بابل" بدء الهجوم الاميركي في ايار مايو المقبل، وكتبت امس: "لو كانت الادارة الاميركية وذيلها بريطانيا حريصتين وصادقتين في ادعاءاتهما لحددتا برنامجاً زمنياً لعمل لجان التفتيش، يعقبه مباشرة رفع الحصار، وعندئذ ربما يكون قول آخر". ورأت ان الادارة "مصرة على عدوانها على العراق، سواء سمح للجان بالدخول أو لم يسمح". تزامن ذلك مع تلويح نائب رئيس الوزراء طارق عزيز بجعل بلاده فيتنام ثانية في مواجهة الاميركيين، لكنه أشار الى امكان التفاوض على "تسوية" مع مجلس الأمن. ووصل الى أنقرة أمس زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني للبحث في مستجدات الملف العراقي واحتمالات الضربة الاميركية، فيما قالت مصادر في المعارضة العراقية ل"الحياة" في دمشق ان رئيس "حركة الوفاق الوطني" اياد العلاوي يسعى بالتنسيق مع واشنطن الى عقد اجتماع موسع ل"كل أطياف المعارضة" في أوروبا الشهر المقبل، يكون مماثلاً للمؤتمر الافغاني الذي استضافته بون. ويأتي ذلك بعد ظهور مؤشرات الى تراجع عدد المهتمين بالمشاركة في اجتماع للضباط العراقيين السابقين، خصوصاً السُنّة، في واشنطن. اذ رجحت المصادر عدم مشاركة رئيس الأركان السابق الفريق نزار الخزرجي والمدير السابق للمخابرات العراقية اللواء وفيق السامرائي بسبب وجود اعتقاد بأن هدف الاجتماع هو "مناقشة الوضع العراقي من دون وجود أفق سياسي له"، في حين يهدف المؤتمر الذي يسعى الى عقده العلاوي في هولندا أو سويسرا، الى "تقديم رؤية لمستقبل العراق، بحيث يكون مماثلاً لمؤتمر بون الذي تمخض عنه تشكيل الحكومة الافغانية الموقتة". وشددت المصادر على ضرورة وجود "أفق سياسي قبل مؤتمر العسكر". وكانت مصادر عراقية أبلغت "الحياة" ان الادارة الاميركية أعدت قائمة بأكثر من 55 ضابطاً عراقياً سنياً معارضاً، لتختار منها "كارزاي العراق" وان الخزرجي أبرز المرشحين في اطار الاستعداد لتغيير النظام العراقي. وقالت المصادر امس ان "وفداً اميركياً يضم سياسيين ومسؤولين في سي آي اي التقى الخزرجي في مكان اقامته قرب كوبنهاغن". الى ذلك، قالت المصادر ان زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني سيزور واشنطن في نيسان ابريل بدعوة من الادارة ل"بحث قضية العراق"، وسيقوم وفد من "الديموقراطي" يضم نيتشروان بارزاني وسامي عبدالرحمن وجوهر نامق وهوشار زيباري بجولة أوروبية الاسبوع المقبل، قبل توجهه الى واشنطن للقاء وفد من الاتحاد الوطني برئاسة برهم صالح.