اعتقلت قوات الامن الجورجية صحافياً شيشاني الأصل اتهمه الاميركيون بالاتصال مع "ارهابيين دوليين". فيما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأمناء مجالس الأمن القومي في دول القوقاز في اطار مساعي موسكو للاحتفاظ بنفوذها في القوقاز. وأفادت مصادر قضائية في تبيليسي ان الشرطة الجورجية اعتقلت الصحافي اسلام سعيدايف، وهو شيشاني اكتسب اخيراً الجنسية الجورجية واتهم بأن له صلات مع "ارهابيين دوليين" في الشيشان، بينهم القائد الميداني العربي الأصل خطاب. وأوضحت المصادر ان سعيدايف، الجورجي من اصل شيشاني، اوقف في مدينة تيلافي شرق. وقال محامي الصحافي لوكالة "فرانس برس" ان سعيدايف اعترف بأنه التقى خطاب وغيره من الزعماء المتمردين في اطار انشطته المهنية. وأمرت المحكمة العليا بإبقائه قيد الاعتقال الاداري لمدة ثلاثة اشهر. وأغرب ما في الأمر ان سعيدايف اعتقل بناء على رسالة من السفارة الأميركية. وهذه المرة الثانية يتعرض فيها رئيس تحرير صحيفة "شيشانسكايا برافدا" الى الاعتقال وكانت الأولى بعد عودته من أداء فريضة الحج اخيراً، لكنه اطلق بعد ان سئل عن اتصالات محتملة ربما كان اجراها مع من يوصفون ب"متطرفين اسلاميين". ويذكر ان جورجيا التي تجاوبت بسرعة مع الطلب الأميركي لم تستجب حتى الآن لعدد من الطلبات الروسية باعتقال القائد الميداني الشيشاني المعروف رسلان غيلايف الذي ينشط في صورة شبه علنية من أراضي جورجيا. من جهة أخرى، عقد امناء مجالس الأمن القومي في روسيا وأذربيجان وجورجيا وأرمينيا اجتماعات في مصيف سوتشي على البحر الأسود استمرت ثلاثة أيام وأحيطت بتكتم شديد، والتقوا الرئيس فلاديمير بوتين. وبدأت روسيا تفقد نفوذها في جنوب القوقاز منذ ان استقلت جمهوريات اذربيجانوجورجيا وأرمينيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. لكن المواقع الروسية في المنطقة اصبحت تواجه خطراً مباشراً بفعل الوجود العسكري والسياسي الأميركي في جورجيا وأذربيجان، فيما ظلت ارمينيا وفية لتحالفها مع موسكو. وعلى هامش احتجاج "الرباعي القوقازي" عقدت لقاءات ثنائية لحل المشكلات القائمة وأهمها النزاع الروسي - الجورجي في شأن جمهورية ابخازيا التي اعلنت من جانب واحد انفصالها عن جورجيا بدعم من روسيا. ولم تكن موسكو تلقي بالاً الى احتجاجات جورجيا في شأن دعم من تسميهم الانفصاليين الابخازيين، الا ان مواقع تبيليسي تعززت مع وصول طلائع من العسكريين الأميركيين والحديث عن احتمال اقامة قواعد اميركية هناك. وأعلن ثيدو جاباريدزه أمين مجلس الأمن الجورجي إثر لقائه نظيره الروسي فلاديمير روشايلو ان الولاياتالمتحدة تقدم لبلاده مساعدة في تدريب وحدات مكافحة الارهاب، وشدد على انه ليس في النية اقامة قواعد عسكرية اميركية او القيام بعمليات مشتركة مع الوحدات الأميركية ضد ابخازيا. واعتبر ما يقوله الساسة الروس في هذا الشأن "ردوداً انفعالية". لكن الجورجيين لا يخفون نيتهم التحدث الى روسيا بلهجة جديدة، وأعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الجورجي غيورغي باراميدزه ان بلاده تبحث في مطالبة موسكو بدفع بدلات عن ايجار قواعد عسكرية في الأراضي الجورجية، وقدرت المبالغ الاجمالية ب500 مليون دولار. وبما ان روسيا قد تعجز عن سداد هذا المبلغ فقد يطلب منها انهاء وجودها العسكري هناك. وفي اجتماع سوتشي حصلت موسكو على وعد من "الرباعي القوقازي" بالمساعدة في وقف تهريب السلاح ومكافحة "الارهاب الدولي" ولكن كل الاطراف تعهدت معالجة المشكلات الاقليمية والنزاعات المحلية "وفق الاعراف الدولية".