قال سفير "طالبان" في إسلام آباد امس، ان "اسامة بن لادن كان في كابول لدى دخول تحالف الشمال اليها وفقد أثره بعد ذلك، ولا نعرف هل هو داخل افغانستان أم خارجها". وأوضح ان المسؤول العسكري لتنظيم "القاعدة" محمد عاطف أبو حفص المصري قتل في غارات على سوق في قندهار قبل أيام، وليس في كابول كما أشيع، وأنه تفقد شخصياً المكان الذي قتل فيه. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض أن واشنطن تعمل مع إسلام آباد لمنع أسامة بن لادن من دخول باكستان، مشيراً إلى أن "الخناق يضيق" على زعيم تنظيم "القاعدة". في الوقت ذاته أكد البنتاغون ان الطيران الأميركي شن أول من أمس 138 هجوماً "لدعم قوات المعارضة" الافغانية و"ضرب الاعداء". وأوضح ان هذه الغارات ركزت على قندوز. رامسفيلد: نرفض "الاستسلام المتفاوض عليه" واعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ان الولاياتالمتحدة ترفض التفاوض على مغادرة القائد الاعلى ل "طالبان" الملا محمد عمر قندهار، مؤكداً رفض واشنطن مبدأ "الاستسلام المتفاوض عليه". وقال رامسفيلد في مؤتمر صحافي في مقر البنتاغون "هل سنتركه الملا عمر يغادر قندهار بعلمنا؟ الاجابة لا". واكد ان الولاياتالمتحدة "لا تؤيد عمليات استسلام متفاوض عليها" لمسؤولي "طالبان" او "القاعدة" لمغادرة افغانستان لأنه ينبغي ألا يكون بمقدورهم ابداً القيام بأنشطة ارهابية او مزعزعة للاستقرار في مكان آخر". وتعرضت قافلة مراسلين أجانب لمكمن في منطقة سروبي على الطريق بين جلال آباد وكابول الواقع تحت سيطرة مجموعات من القبائل البشتونية، وخطف أربعة منهم وجدت جثثهم لاحقاً وهم: ماريا - غراسيا كوتولي مراسلة صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية، وخوليو فوينتيس مراسل "إل موندو" الاسبانية، ومراسلا "رويترز" هاري بورتون استرالي وعزيز حيدري باكستاني من اصل افغاني. وأجرى ضعيف مفاوضات مع ممثلي الاممالمتحدة في باكستان واطراف اخرى، من اجل تأمين سلامة 24 الف مقاتل من "طالبان" و"القاعدة" محاصرين في ولاية قندوز شمال افغانستان، التي أكد الجنرال دوستم أنها تشهد معارك طاحنة، ولم يستبعد الجنرال محمد داود المكلف العمليات العسكرية في تحالف الشمال انتشار قوة دولية للفصل بين الجانبين في قندوز حيث اسفرت الغارات الاميركية عن قتل حوالى الف من المحاصرين داخلها خلال الأيام الثلاثة الماضية. في غضون ذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون فيكتوريا كلارك ان ليس هناك ما يدفع الولاياتالمتحدة الى الاعتقاد بأن اسامة بن لادن فر من أفغانستان. واكدت ان القوات الاميركية "تواصل تضييق الخناق" عليه، ونشرت لهذه الغاية "مئات" من جنود النخبة من القوات الخاصة جنوبأفغانستان. وأعرب المبعوث الدولي الى افغانستان فرانسيس فيندريل عن اعتقاده بأن اجتماع الفصائل الافغانية سيعقد في اوروبا في غضون اسبوع او عشرة ايام، فيما رجحت مصادر في الاممالمتحدة ان تستضيف المانيا الاجتماع، ولمح المبعوث الدولي إلى انتخابات خلال 3 سنوات. واجرى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر محادثات في إسلام آباد، مع الرئيس برويز مشرف ووزير خارجيته عبد الستار عزيز. وقالت مصادر إن المحادثات تناولت تسليم باكستان مطلوبين إلى مصر ربما فروا إلى أراضيها وكذلك مساهمة القاهرة في فتح قناة اتصال بين اسلام آباد والرئيس الأفغاني برهان الدين رباني. قندوز واستمر حصار قوات التحالف الشمالي لقندوز، فيما قال وزير الدفاع الاميركي رامسفيلد، حين سئل عن مفاوضات محتملة بين قوات طالبان المتحصنة في قندوز: "املي ان يُقتلوا طالبان او يسقطوا في الاسر". ونقلت صحيفة "دون" الباكستانية عن الملا فاضل المسؤول العسكري في "طالبان" قوله إن عناصر الحركة المحاصرين في ولاية قندوز يريدون الاستسلام، ولكن ليس الى تحالف الشمال الذي يضم أقليات غير بشتونية تقاتلهم. وأعلن أن القصف الجوي الاميركي على قندوز وخان آباد القريبة، أسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل. وأشار الملا فاضل الى أن المحاصرين يريدون الاستسلام الى "سلطة أفغانية محايدة تحت رعاية الاممالمتحدة". وقال: "فوضنا إلى حاكم الولاية اتخاذ كل الاجراءات في هذا الصدد". ولم يستبعد الجنرال محمد داود المكلف العمليات العسكرية في تحالف الشمال، انتشار قوة فصل دولية على حدود قندوز. وقال في تعليق على تقارير عن المفاوضات بين "طالبان" والمنظمة الدولية ان انتشار "كتيبة دولية برعاية الاممالمتحدة" في قندوز "ليس امراً مستحيلاً". وتحاصر قوات المعارضة منذ اسبوع 24 الفاً من مقاتلي "طالبان" وانصارهم العرب والباكستانيين، في منطقة محيطها نحو 20 كيلومتراً. واستسلم حوالى 200 من هؤلاء الى المعارضة في وقت متأخر يوم الأحد. ووصل الى اوزبكستان قائد الحملة العسكرية الاميركية الجنرال تومي فرانكس لتفقد اكثر من الف عسكري اميركي موجودين في قاعدة قريبة من الحدود مع افغانستان. وأبدت رئيسة مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون قلقها ازاء تقارير عن تصفيات طاولت مقاتلين من "طالبان" بعد استسلامهم، مما يتعارض مع المواثيق الدولية في هذا الشأن. ودعت الى استبعاد اي طرف يرتكب هذه الجرائم من الحكومة الافغانية المقبلة.