تسارعت الاحداث في اليوم الثاني من الحرب التي يشنها الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، وفرضت نفسها على جدول اعمال الرئيس جورج بوش الذي قال انه يتفهم تماما "حاجة اسرائيل للدفاع عن نفسها"، داعيا الحكومة الاسرائيلية الى "التأكد من ان هناك طريقا نحو السلام"، اذ "لا بد ان يكون هناك حل سلمي وحصلت على تأكيدات من الحكومة الاسرائيلية بانه لن يكون هناك مساس بالرئيس ياسر عرفات"، مضيفا ان بامكان عرفات فعل "ما هو اكثر بكثير لمكافحة الارهاب". ودعا ايران الى "الكف عن رعاية الارهاب" في الشرق الاوسط، وسورية الى "المشاركة في ذلك". راجع ص4 و5 و6 وجاء نداء بوش بعد ساعات قليلة على اتصالات اجراها مع كل من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبد العزيز والرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار والامين العام للامم المتحدة كوفي انان، كذلك جاء في اعقاب قرار مجلس الامن الذي دعا اسرائيل الى سحب قواتها من المدن الفلسطينية، والجانبين الى ان "يلتزما فورا" وقفا للنار. وكانت العمليات العسكرية الاسرائيلية اتسعت لتشمل الخليل وبيت لاهيا ورفح، بعد رام الله وبيت جالا، كما باتت تهدد امن الرئيس ياسر عرفات الذي قالت مصادره ان الجيش الاسرائيلي يخطط لاقتحام مكتبه مساء امس من اجل اعتقال مطلوبين. كذلك حاصرت الدبابات مقر رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب وطالبته ايضا بتسليم مطلوبين. الا ان الرد الفلسطيني جاء في تل ابيب حيث وقع انفجار ضخم في مطعم أسفر عن مقتل اسرائيلي واصابة عشرات الاشخاص مساء امس. واعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها وقالت ان منفذ العملية هو مهند صالحة من نابلس. وقال وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه ل"الحياة" ان قائد الكتيبة الاسرائيلية ابلغ محافظ مدينتي رام الله والبيرة مصطفى اللفتاوي مساء امس ان الجيش سيقتحم مكتب عرفات خلال ساعة لاعتقال المطلوبين. واعتبر ان عملية الاقتحام تهدف الى "الاعتداء على حياة الرئيس الفلسطيني". كذلك علمت "الحياة" من مصادر امنية رفيعة المستوى ان الجيش الذي يحاصر مقر الامن الوقائي في بيتونيا طالب رئيس الجهاز العقيد الرجوب بتسليم المطلوبين الذين يعتقد بان امين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي بينهم. وقال الرجوب ل"الحياة" ان "المبنى سيهدم فوق رؤوسهم ان حاولوا الدخول"، علما ان المبنى مزود احدث الاجهزة التقنية وفيه 450 شخصا من عناصر الامن الوقائي. ولا يعرف حتى الان ان كان امين "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات والمتهمين في قتل وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي والبرغوثي موجودين في مقر عرفات ام في مقر الامن الوقائي او في اي مكان آخر. من جانبه، وجه عرفات، لدى لقائه عددا من الناشطين الغربيين في مكتبه عصر امس، رسالتين، واحدة الى الشعب الفلسطيني دعا فيها الى الصمود، ووصفه ب"شعب الجبارين الصامد امام هذه العنصرية والارهاب والعدوان بكل انواع الاسلحة الاميركية. واقول لهذا الشعب معا وسويا حتى يرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق اسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس". كذلك وجه رسالة اخرى الى العالم طالبه فيها بوقف العدوان الاسرائيلي. ونشطت التحركات والاتصالات الديبلوماسية العربية والدولية، اذ تلقى ولي العهد السعودي اتصالين هاتفيين امس من بوش والرئيس حسني مبارك، تناولا تطورات الاوضاع في المنطقة. وصرح الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان بوش "اكد مجددا ان الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط الجنرال انتوني زيني سيبقى في المنطقة وان الولاياتالمتحدة تبقى ملتزمة العمل من اجل العودة الى عملية السلام". وقال بوش في حديث مع الصحافيين في كروفورد في تكساس ان على عرفات "ان يوضح بجلاء ان السلطة الفلسطينية لا تدعم الارهابيين، واعتقد بان بوسع الرئيس عرفات ان يفعل ما هو اكثر بكثير". واضاف ان "على جميع قادة العالم ان يقفوا ضد الارهاب وينطبق هذا بصورة خاصة على الرئيس عرفات". وزاد انه طلب من زيني البقاء في المنطقة لاتاحة الفرصة للنقاش والتوصل الى اطار للسلام. من جهة اخرى، أوضحتپ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" ان الرئيسين بوش ومبارك تناولا الموقف الخطير والمتدهور في الاراضي الفلسطينية وما يمثله من مخاطر على الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفة أن الرئيسين أكدا ضرورة التحرك الفوري من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن والتوصل إلى حل عاجل لاحتواء الموقف المتدهور، وأهمية بقاء زيني في المنطقة في دوره للتوصل إلى وقف اطلاق النار بين الطرفين وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية التي اجتاحتها وذلك طبقاً لخطة "تينيت". وتعبيراً عن الغضب على المستويين العربي والدولي الذي اثاره العدوان الاسرائيلي وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، خرجت تظاهرات في بيروت وصور وصيدا في لبنان، كما تظاهر الالاف في القاهرة وطرابلس الغرب والكويت والعراق والمنامة وفي مخيم اليرموك للاجئين في دمشق ومخيم البقعة في ضواحي عمان، كما شهدت برلين تظاهرة احتجاج، كما احتج نواب يونانيون امام السفارة الاسرائيلية في اثينا، في حين احتج فرنسيون والمان وبلجيكيون في ستراسبورغ.