يعتبر البرغوثي، المولود في السادس من يونيو عام 1958 في رام اللهبالضفة الغربية، أحد مؤسسي تنظيم حركة الشبيبة الطلابية في الضفة حيث ترأس حركتها في جامعة بير زيت في مطلع الثمانينات وكان رئيسا لاتحاد طلاب الجامعة. وقضى البرغوثي، الحاصل على بكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية من جامعة بيرزيت وعلى الماجستير في العلاقات الدولية، ست سنوات في السجون الاسرائيلية لقيامه بدور فاعل في الانتفاضة الفلسطينية الاولى خلال الفترة بين عامي 1987 و1992. وتم إبعاده من الاراضي الفلسطينية إلى الاردن عام 1987 حيث عمل ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في كل من عمان وتونس. وبموجب اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين لعام 1993 عاد البرغوثي إلى الضفة الغربية في إبريل عام 1994 وترأس الأمانة العامة لحركة فتح في الضفة. وأصبح البرغوثي عضوا مستقلا في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير. وقد استبعده الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من قائمة المرشحين في المجلس المحلي الفلسطيني، لكنه فاز بمقعد مستقل في رام الله. ويعتبر من المقربين من جبريل الرجوب قائد جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية وهو على علاقة طيبة بالجماعات الاسلامية، كما أنه يعتبر من المنتقدين لمركزية السلطة في شخصية عرفات وقضايا الفساد المالي بين مسئولي السلطة الفلسطينية. وتعتبر إسرائيل البرغوثي "قائد الانتفاضة" الفلسطينية وأدرجت اسمه على قائمة أخطر المطلوبين، وقد طالبت السلطة الفلسطينية بتسليمه خلال أشهر الانتفاضة الحالية التي اندلعت في أواخر أيلول/سبتمبر عام2000. وسبق للدولة العبرية أن نفذت محاولة فاشلة لاغتياله، وذلك في الرابع من أغسطس عام 2001. وتعتبر اسرائيل البرغوثي المسؤول عن "كتائب شهداء الاقصى" القريبة من حركة فتح والتي نفذت عمليات عسكرية عديدة ضد جنود ومستوطنين اسرائيليين في الاراضي المحتلة، وتبنت العملية الاستشهادية الاخيرة التي وقعت في القدس الغربية وادت الى استشهاد منفذتها وستة اسرائيليين. ولكن البرغوثي نفى باستمرار اي علاقة له بكتائب شهداء الاقصى مع اشارته الى "فعاليتها على الرغم من الوسائل المحدودة". ومنذ اندلاع الانتفاضة في اواخر ايلول/سبتمبر 2000 الماضي وصورة وصوت وكلمات هذا الفلسطيني الاسمر لا تفارق وسائل الاعلام المختلفة متحدثا عن اهداف الانتفاضة ومطالب الفلسطينيين بالاستقلال. وما انفك البرغوثي من ترديد أن الانتفاضة "لن تتوقف إلا بخروج جميع المستوطنين وزوال الاحتلال". ومن الملفت ان البرغوثي، الذي يتحدث العبرية، بطلاقة كان احد ابرز الشخصيات الفلسطينية التي ظلت على اتصال دائم مع نشطاء السلام الاسرائيليين حتى اندلاع الانتفاضة الاخيرة. ويصف البرغوثي ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل، الذي حاول جيشه اغتياله في مطلع شهر آب/اغسطس الماضي باطلاق صواريخ على موكب من السيارات كانت سيارته من ضمنه، بانه "الطلقة الاخيرة لدى الاحتلال الاسرائيلي". وعلق عشية انتخاب شارون في فبراير 2001 قائلا "انه الرصاصة الاخيرة في جعبتهم فليطلقوها"