اعرب زعماء العالم عن انزعاجهم للوضع المتدهور في الشرق الاوسط وانتقد الاتحاد الاوروبي وفرنساوالمانيا ودول اوروبية والصين ودول أخرى عدة الاجراءات الاسرائيلية لعزل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فيما اعلنت واشنطن مساء أمس أنها لا تزال تحضر "رداً مناسباً" على التطورات. واشنطن، باريس، بروكسيل، بيرن، برلين، ستوكهولم، بكين، إسلام أباد - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلنت الولاياتالمتحدة أمس انها تحضر "رداً مناسباً" على تصعيد العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين من دون اعطاء تفاصيل عن مضمونه. وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب ريكر: "نتابع احداث الليلة الماضية وهذا الصباح أمس"، من دون الادلاء بمزيد من التعليقات على العمليات العسكرية الاسرائيلية. واكد ريكر ان المبعوث الاميركي الخاص انتوني زيني يتابع مهمته سعيا للتوصل الى وقف النار بين الطرفين. وقال: "نحن على اتصال مع ديبلوماسيينا على الارض، والجنرال زيني باق في المنطقة لمتابعة مهمته. وهو على اتصال مع الطرفين". واضاف: "نحن ندرس ردودا مختلفة" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. واوضح ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول تحدث مساء الخميس هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وأمس الجمعة مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، من دون ان يورد معلومات عن مضمون الاتصالين. وافاد مسؤول اميركي طلب عدم كشف هويته وكالة "فرانس برس" ان الرد الاميركي سيتخذ على الارجح شكل دعوة جديدة الى ضبط النفس مع تجديد الجهود للتوصل الى وقف نار. وقال :"نبحث ما يمكن ان نقوله". واكد ريكر ان زيني بحث الخميس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من دون ان يكشف مضمون هذه المحادثات. ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس "كل ذوي الارادة الطيبة الى توحيد جهودهم لوقف دوامة العنف في الشرق الاوسط". وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية ان شيراك يشعر بقلق بالغ للوضع، وانه وجه رسائل شخصية الى الرئيس جورج بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا أثنار الذي يرأس الاتحاد الاوروبي حاليا. ودعت فرنسا السلطات الاسرائيلية الى "احترام السلامة الجسدية للرئيس الفلسطيني وأمنه". واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو "ندعو السلطات الاسرائيلية بالحاح الى احترام سلامة ياسر عرفات الجسدية وامنه". وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اعتبر في وقت سابق أمس ان تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين لن تكون عبر "قصف الدبابات". الاتحاد الاوروبي واعلنت الناطقة باسم الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية خافيير سولانا ان التصعيد العسكري الاسرائيلي للرد على العمليات الاستشهادية "له حدوده" وان النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين لن يحل بالوسائل العسكرية. وقالت ان "العمل العسكري ضد الارهاب له حدوده. لن نحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني بالعمل العسكري". واضافت ان على الفلسطينيين "واجب ومسؤولية محاربة الارهاب وكما للاسرائيليين الحق في محاربة الارهاب". واوضحت ان سولانا اجرى أمس محادثات مع عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. واشارت الى ان الدول الاوروبية ال 15 اشارت خلال قمة برشلونة الى ان عرفات هو "المحاور والرئيس الشرعي للسلطة الفلسطينية". المانيا وبلجيكا واستنكر الرئيس الالماني يوهانس راو العنف القائم حاليا في الشرق الأوسط. واشار في كلمة أمس، الى أن العنف في الشرق الأوسط وصل الى مرحلة خطرة لا يمكن السكوت عليها. وحض راو الطرفين الفلسطيني والصهيوني على ضبط الأعصاب والتحلي بالصبر وأعطاء الجهود الدولية فرصة لتكلل جهودها بالتوصل الى حل شامل وعادل في الشرق الأوسط . وتمنى راو على الاسرائيليين أن يقبلوا المبادرة السعودية مؤكدا أنها فرصة لإحلال السلام وتعمل لصالح أمن الكيان الصهيوني في العالم. واعربت الحكومة البلجيكية عن قلقها من تدهور الوضع، وقالت انها "لا يمكن ان تقبل تعريض السلامة الجسدية للرئيس عرفات للخطر". وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان "الحكومة البلجيكية تعرب عن قلقها امام التدهور المتسارع للوضع في الاراضي الفلسطينية". واعلنت وزيرة الخارجية السويدية انا لينده ان الهجوم الاسرائيلي على مقر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لا يمكن قبوله وحضت الحكومة الاسرائيلية على ضبط النفس. وقالت في بيان ان "اي محاولة لتدمير القيادة الفلسطينية غير مقبولة بنظر الاسرة الدولية ولن تؤدي الا الى المزيد من الخسائر الجمة والى عدم استقرار امني كبير بالنسبة لاسرائيل". ودعت سويسرا اسرائيل الى ضمان سلامة عرفات الجسدية والانسحاب من رام الله معربة في الوقت ذاته عن ادانتها العملية الانتحارية الجمعة في القدس الغربية. وقالت كوهن الناطقة باسم وزارة الخارجية السويسرية موريال بيرست إن "عرفات هو محاورنا الشرعي بحكم انه منتخب بشكل ديموقراطي. وبالتالي لا ينبغي القيام بأي شيء يطال شخصه". ودعت كوهن اسرائيل الى "انسحاب فوري من رام اللهالمدينة الواقعة في المنطقة "أ" والمشمولة بالتالي كليا بالحكم الذاتي الفلسطيني". الصين وأعربت الصين عن "قلقها الشديد" من تدهور الموقف، ودعت وزارة الخارجية الصينية في بيان "الاسرائيلين والفلسطينيين الى التحلي بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس وان يوقفوا في الحال كل اعمال العنف وتجنب الاندفاع نحو حرب شاملة". باكستان ورأت باكستان ان الهجوم الاسرائيلي على مقر عرفات اليوم "تهديد خطير للسلام في الشرق الاوسط". وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن بلاده تطالب المجتمع الدولي بأن يحض اسرائيل على وقف هجومها فوراً واستئناف مفاوضات السلام".