إينيو كابازا مصمم ذو شخصية فريدة من نوعها فرضت نفسها بسرعة في عالم الموضة حيث تتضارب الميول في التصميم، والمصالح في التسويق. بالنسبة الى كابازا الموضة فن، وإذا كان أسلوبه في التصميم يصيبنا بالاضطراب، وإذا كنا نشعر بقوته، فذلك لأنه ينفذ ابتكاراته من خلال قولبة خاصة وصوغ فريد. هو خريج كلية الفنون الجميلة في ميلانو، نحات ومهندس ومبتكر ماركة "كوستوم ناسيونال". كل مبادئ كابازا في التصميم صدى لبلده الأم وبالتحديد لمدينة اوترانت الايطالية التي تعتبر مفترق طرق لمختلف الحضارات والتيارات الثقافية. تأثر اينيو بمناظر هذه المدينة الطبيعية التي تتميز بصخور وحجارة أوحت له خطوطاً هندسية مؤثرة وانعكاسات ضوئية قوية تمحو كل الألوان وتحدد الكتل الأحادية اللون. كل هذه الأشكال غذت خياله وقادته الى طريق الأصالة الدقيقة، واختار متابعة عملية البحث هذه في اليابان لمدة ثلاث سنوات الى جانب المصمم الياباني يوجي ياماموتو، الذي دفعه الى تأسيس دار أزيائه الخاصة. عند عودته الى ايطاليا اطلق المصمم الشاب عام 1987 ماركة ملابسه الجاهزة الراقية "كوستوم ناسيونال" بالتعاون مع أخيه كارلو. تعامل اينيو منذ البداية ببساطة مع كل ابتكاراته ومع كل تدرجات اللون الأسود التي نجدها محيِّرة في أزيائه. فتقاليعه تسبح عكس التيار وتعطي فكرة جديدة عن طيف المرأة وتطرح مسألة تحليل الزي وطريقة ارتدائه. ولم يكتفِ اينيو بنجاحه وانتشاره في كل أنحاء العالم بل ما زال يعمل كمصممٍ مبتدئ ويتابع كل عام تطوره عن كثب ويحاول ان يحلل رموز كلاسيكيات الموضة بروح خاصة. وبعد ابتكاره الأزياء النسائية أطلق عام 1993 أول مجموعة أزياء رجالية. ثم أدخل على مجموعات أزيائه النسائية تشكيلة راقية تتميز بفن المواد وبقصات منفذة يدوياً. ويلعب اينيو من خلال أطيافه الواضحة وخطوطه الكاملة والصارمة أحياناً لعبة الغموض الأنثوية والاثارة. أما وحيه المستقى من خزانة الملابس الرجالية فيقلب المقاييس ويعكس المعادلات. ويعيد اينيو "ترجمة" جسد المرأة من خلال قصات غير متعادلة التركيب متوصلاً بذلك الى ابراز جماله. وتؤكد المرأة مع أزيائه جرأتها وعدم خضوعها وتناقضها. والقصات الدقيقة التي نجدها على كُمٍ ما أو تنورة أو على ظهر بلوزة تقدم خطاً هندسياً كاملاً وتبرز توتر طيف دقيق وطلة لا عيب فيها. وأزياء "كوستوم ناسيونال" ترجمة لأناقة مطلقة وابتكارية فريدة من نوعها، أناقة في حركة دائمة تتبع متطلبات المرأة وعفويتها. وأساس هذه الأزياء ينبعث من استعمال اللون الأسود الذي يتجسد بكل انعكاساته الزرقاء أو البنية أو البنفسجية. وذلك اللون يحتفظ بسر الضوء بعيداً من أي ظلٍ، ويعكس كل الألوان مجتمعة ومن ثم يتفجر، يلمع ويثقب غموض المظاهر. وقد يأتي بعض الألوان في أزياء اينيو ليكسِّر ويحطم المنظور والمرئي، كالعاجي، الأحمر والأخضر. وتجدر الاشارة الى ان اينيو غالباً ما يفضل الجلد مادة أولية وهو يُصَنِّفُه بدقة تماماً كقماشٍ خفيف وناعم ولكن ببعدٍ حيوي ومُدهش. وخلال 15 عاماً، فرض أسلوب "كوستوم ناسيونال" في التصميم نكهة مستقلة، بعيداً من الميول والموضة الزائلة. فهو يقترح فلسفة الاستمرارية والأصالة. وانجازات اينيو الكثيرة كهندسة مكاتبه في ميلانو ومحال "كوستوم ناسيونال" في نيويورك ولوس انجيليس وطوكيو وهونغ كونغ، اضافة الى قارورة عطره الجديدة، تستمد جذورها من عملية تأمل وتفكير طويلة حول الضوء، الطبيعي والاصطناعي. فالضوء يقدم لابتكاراته فسحة حياة وانسجام يكون انعكاسه المثالي اللون الأسود الذي يسود كل مجموعات أزيائه. وأخيراً نشير الى ان كل أعمال هذا المصمم الشاب تترجم رؤية ابتكارية خصوصية وفردية في اطار جمالية الحركة الدائمة، بخاصة ان اينيو يعتبر ان الموضة هي: "فن العصر السريع والقاسي".