كولوم استراليا - أ ف ب - اعتمد رؤساء حكومات دول مجموعة الكومنولث في قمة كولوم في استراليا أمس خطة لمكافحة الارهاب تتضمن اجراءات قانونية ومالية، وتنص على تعزيز الاجراءات القانونية في الدول الاعضاء ضد الارهاب، وسط نداءات للقضاء على الفقر وتأمين الرفاهية لجميع اطفال العالم. وبدأ زعماء دول المجموعة قمة تستمر اربعة ايام بدعوة بعض من افقر دول العالم للانضمام الى "مكافحة الارهاب والعنصرية والتعصب الديني"، والدول الغنية الى انتهاج سياسات عالمية اكثر انسانية لتضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء والتي توفر تربة خصبة للاضطرابات السياسية. لكن القمة التي تعقد كل سنتين للمجموعة المؤلفة في معظمها من مستعمرات بريطانية سابقة بدت منقسمة في شأن ما اذا كانت ستفرض عقوبات على زيمبابوي التي يعصف بها الصراع بسبب مزاعم بأن رئيسها روبرت موغابي حاول التلاعب بالانتخابات الرئاسية التي من المقرر اجراؤها في التاسع والعاشر من الشهر الجاري. وقال الامين العام للمجموعة دون ماكينون الذي افتتح القمة مع الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا: "أعرف اننا يمكن ان نفعل شيئاً مختلفاً في مكافحة الارهاب". لكنه اعتبر ان التحدي الاكبر الذي يواجه العالم هو الصدع الكبير بين الاغنياء والفقراء. وأضاف: "لا يمكن ان يكون لأحد في العالم مستقبل آمن فيما ليس هناك مستقبل لنصف العالم". وتمثل مجموعة الكومنولث التي تضم 54 دولة 1.7 بليون نسمة اي نحو ثلث سكان العالم لكنها تضم بعضاً من افقر الدول مثل بنغلادش وتوفالو. وقالت الملكة اليزابيث في الكلمة التي ألقتها في افتتاح القمة ان "احداث 11 أيلول سبتمبر ذكرتنا جميعاً بالحاجة الى بناء جسور بين الثقافات المختلفة على اساس معرفة وفهم اكبر للتباين بيننا". ودعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى اتخاذ اجراء اشد ضد زيمبابوي مطالباً الزعماء بإصدار بيان "يوضح استياءنا وتنديدنا التام بما حدث في زيمبابوي"، ورحب رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد بالزعماء ودعا الى ان تكون التجارة بين الدول الغنية والفقيرة اكثر انفتاحاً وحرية. وتعقد قمة الكومنولث التي ارجئت بعد هجمات ايلول الماضي في ظل اجراءات امن مشددة، اذ يتولى ستة آلاف من رجال الشرطة حراسة مقر عقدها، فيما نفذت طائرات تابعة لسلاح الجو دوريات حول المكان وزودت أوامر باسقاط اي طائرات تمثل تهديداً. وتجمع أمس نحو 50 متظاهراً خارج مكان عقد القمة للتظاهر بسبب قضايا عدة بدءاً من انتهاكات حقوق الانسان وصولاً الى "الحرب على الارهاب" التي تقودها الولاياتالمتحدة. ودعا المتظاهرون الذين فاقهم في العدد رجال الشرطة الدول الغنية في الكومنولث الى تخفيف ديون العالم الثالث والتخلي عن السياسات "العنصرية" تجاه اللاجئين.