افتتحت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا رسميا أمس اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث البريطاني في مالطا وسط حالة من الاحساس بالإحباط بين الدول الاعضاء حيال الطريق المسدود التي وصلت إليه محادثات التجارة العالمية داخل إطار منظمة التجارة العالمية ( دبليو تي أو). ويجتمع حوالي 50 رئيسا ورئيس حكومة أو ممثلين عن دول أغلبها نامية في جزيرة مالطا في البحر الابيض المتوسط عبر الايام الثلاثة المقبلة لمناقشة عدد من المواضيع يأتي «الارهاب» والعولمة وسبل سد الفجوة الرقمية بين الدول الفقيرة والغنية على قائمة أولوياتها. إلا أن محادثات منظمة التجارة العالمية المقررة الشهر المقبل في هونغ كونغ تلقي بظلالها على الاجتماعات أيضا حيث من المتوقع أن تركز غالبية المناقشات حول الطريقة التي تستطيع من خلالها دول الكومنولث إقناع الدول الغنية بتقديم تنازلات في إطار هذه المفاوضات. وقال الامين العام للكومنولث دون ماكينون خلال مراسم الافتتاح امس في فاليتا إن دول الكومنولث البالغ عددها 53 دولة يعيش فيها 8ر1 مليار نسمة يتحكمون في خمس التجارة العالمية. وبينما ينظر للتجارة في قمة مالطا على أنها «السلاح الاكثر تأثيرا لمكافحة الفقر» إلا أن ماكينون قال إن دول الكومنولث أصيبت بخيبة أمل بعد الجولة الاخيرة من محادثات منظمة التجارة العالمية. ومن المتوقع أن يؤكد رؤساء حكومات دول الكومنولث خلال القمة الحالية التي تنتهي غدا الاحد على مطالب الدول النامية بإجراء تخفيضات كبيرة في التعريفة الجمركية على الواردات من المنتجات الزراعية والتي ترفع من أسعار منتجات الدول الفقيرة في الاسواق الامريكية والاوروبية. ولعل من أبرز حضور قمة مالطا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جعل مكافحة الفقر في العالم إحدى معاركه التي يخوضها بيد أنه سيتعين عليه أيضا الدفاع عن مصالح دول الاتحاد الاوروبي حيث تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد. يذكر أن الكومنولث هو اتحاد فضفاض ذو عضوية اختيارية يضم دولا كان معظمها مستعمرات بريطانية سابقة. وتتيح قمة الكومنولث التي تعقد كل عامين فرصة فريدة للزعماء لتبادل وجهات النظر وعقد مباحثات غير رسمية حول مختلف القضايا العالمية.