أكد المدير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش في العراق انموفيك الدكتور هانز بليكس أن لعبة "القط والفأر" لن تقنع العالم بتعاون جدي من العراق مع المفتشين الدوليين في برنامج الأسلحة المحظورة. وحض بليكس الحكومة العراقية التي ستستأنف الحوار مع الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان الخميس المقبل، على الموافقة على عودة المفتشين إلى العراق "بلا أي قيود على الاطلاق". وقال في حديث شامل إلى "الحياة" نصه صفحة 3 إن لا سبيل للخروج من الوضع الراهن سوى موافقة العراق على تنفيذ القرارات، مشددا على أن للمفتشين حق التفتيش في عمليات "مفاجئة" اينما كان في العراق من دون أي استثناء. وقال إن المسؤولين العراقيين قادرون على قراءة ما يواجههم من قرارات سياسية وفحواها المنطقي في معادلة إما الموافقة على عودة المفتشين وعدم تعطيل مهامهم أو مواجهة عمليات عسكرية. وشدد على أن الأمر لا يقتصر على مجرد عودة المفتشين، وإنما يعتمد أساساً على مدى تعاون العراق معهم. وأوحى بليكس أنه سيشارك في المحادثات التي ستجري في نيويورك كطرف في فريق الأمين العام، واعتبر عدم اعتراض العراق على ذلك مؤشراً إلى الاستعداد ل"محادثات مركزة". وعبر عن أمله في أن تتخذ الحكومة العراقية "خطوات جديدة" تبعث الثقة في عملية نزع السلاح، وفي الوقت ذاته تبعث الأمل بالخروج من العقوبات "يوماً ما". وقال بليكس أنه سيتوجه إلى طاولة المحادثات مع الوفد العراقي الذي سيترأسه وزير الخارجية السيد ناجي صبري بلا أجندة مسبقة، سوى شرح مفهوم "انموفيك" للولاية الموكلة إليها بموجب القرارات، بما فيها ذلك شرح عمليات التفتيش ووصفها في ضوء التدريب الذي تلقاه 230 مفتشاً في فترة الثلاث سنوات الماضية. وأضاف بليكس ان لدى "انموفيك" قائمة طويلة بالمواقع التي تنوي ايفاد المفتشين إليها وهي تضم "مئات" المواقع. وقال: "إننا نعّد الخطط" التي ستعتمد أيضاً على "إعلانات" العراق، علماً أن آخر الإعلانات في شأن برامج التسلح كان العام 1998. وأكد أن "انموفيك" لن تتلكأ، بل ستنفذ مهامها بأسرع ما يمكن، كي تضع قائمة بما تبقى من قضايا رئيسية على العراق القيام بها لاستكمال نزع السلاح. كما أكد "اننا مصممون على ألا نكون جواسيس أحد". وقال إن قراءته للموقف الأميركي ان للإدارة الأميركية سكتين متوازيتين في التعامل مع العراق، ثنائية ودولية، ولمح إلى أن النجاح على السكة الدولية لجهة ازالة أسلحة الدمار الشامل وإقامة رقابة بعيدة المدى، الأرجح أن يؤثر على السكة الثنائية التي تتعهد الإدارة فيها بازالة النظام في بغداد. واعرب عن اعتقاده بان "المخاطر" ستزداد إذا لم يثبت العراقيون عزمهم على الكشف التام لبرامج التسلح.