باريس - رويترز، أ ف ب - اعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان على العراق السماح بعودة المفتشين الدوليين. واكد ان من السابق لأوانه التفكير في عمل عسكري ضد بغداد التي تستعد للحوار مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انا،ن من دون ان تسقط من حسابها امكان تعرضها لهجوم اميركي. وقال فيدرين الذي اتهم واشنطن بانتهاج نهج "سطحي" في السياسة الخارجية ان لا سبب يدعوه الى الاعتقاد ان العراق سيرفض السماح لمفتشي الاممالمتحدة بالعودة. واضاف في مقابلة تلفزيونية ان الرئيس العراقي صدام حسين "على خلاف مع المجتمع الدولي بكامله ومجلس الامن مجمع على هذا وليس الولاياتالمتحدة وحدها". وطالب صدام بقبول عودة المفتشين "من دون اي قيود وان يتركهم يعملون بحرية". وتابع ان "من السابق لأوانه التفكير في ما قد يحدث اذا لم يتمكن المفتشون من العودة الى العراق وازالة قدراته في مجال اسلحة الدمار الشامل". لكنه اكد ان "من السابق لأوانه ان يطلب من اوروبا مساندة الاميركيين في عمل عسكري لان المفتشين لم يعودوا او لان صدام حسين لا يقبل عودتهم". الى ذلك قال مسؤول عراقي ان الاعلان عن الجولة الجديدة من الحوار بين العراق وانان في نيويورك الشهر المقبل "لن يلغي تواصل الاستعداد الاميركي للقيام بعمل عدواني ضد العراق". واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، ان العراقيين "يعرفون جيداً الطبيعة العدوانية لادارة الشر الاميركية ويعرفون طريقة تفكير الاميركيين المبنية اساساً على الغطرسة ولغة القوة ومحاولة فرض الامر الواقع". وكان المتحدث باسم الاممالمتحدة ستيفان دوياريتش صرح الاثنين ان انان سيلتقي في مقر الامانة العامة في نيويورك، وفداً عراقياً برئاسة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري. واوضح ان المحادثات بين الجانبين ستتركز على قرارات مجلس الامن الدولي وعودة المفتشين المكلفين ازالة اسلحة الدمار الشامل. ويطالب العراق من جانبه برفع الحظر المفروض عليه منذ اكثر من 11 عاما، مؤكدا باستمرار انه نفذ كل الالتزامات المترتبة عليه بشأن ازالة الاسلحة. وبعبارة اخرى، يرفض العراق عودة المفتشين الذين يرى ان مهمتهم التي استمرت سبع سنوات انتهت. وفي تعليقاتها على الاعلان عن استئناف الحوار بين بغداد وانان، اكدت الصحف العراقية ضرورة رفع الحظر، واوضحت ان العراق "سبق ان وافق على اجراء حوار مع الاممالمتحدة من دون شروط مسبقة خاصة بعد تنفيذه كل ما هو مطلوب منه بموجب قرارات مجلس الامن الدولي ... ولم يتبق سوى قيام المجلس بتنفيذ التزاماته المقابلة والمتمثلة برفع الحصار الجائر". وركزت صحف اخرى على التهديدات الاميركية بضرب العراق. ونشرت صحيفة "بابل" امس ان الاميركيين "يحضرون للعدوان لان العراق في نظرهم متهم ما دام يرفض الانصياع لارادتهم العدوانية ... ويشكل بالنسبة لهم اهم معوق لفرض مباذل العصر الاميركي الذي فضحته الارادة العراقية وصلابتها". واشارت الصحيفة التي يشرف عليها عدي الى الجولة التي سيقوم بها في المنطقة الشهر المقبل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني "احد رموز العدوان على العراق مطلع التسعينات". ورأت انه يسعى في هذه الجولة التي تندرج في اطار "السياسة العدوانية" للولايات المتحدة، الى ان "يحصل على اذن صاغية لمشاريعهم الاميركيين التي تستهدف شن الحرب على المنطقة لصالح الكيان الصهيوني". وبعدما وصفت موقف الولاياتالمتحدة بأنه "متهور"، اضافت ان "الادارات الاميركية لا تتعلم من تجاربها وتتناسى سلسلة الفشل التي لازمت سياستها الخارجية".