بغداد - أ ف ب - أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس رفض العراق اقتراحات روسية لحل المسألة العراقية، تقضي بتعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على بغداد تمهيداً لرفعها نهائياً مقابل عودة المفتشين الدوليين . وقال رمضان رداً على اسئلة الصحافيين في افتتاح معرض صناعي عراقي في بغداد "لا توجد وساطة روسية والاعلام يحاول ان يلقي صفات او تسميات. هناك وجهات نظر روسية". واضاف "نعتقد ان التفتيش اصبح في الخلف ومهمة المفتشين انتهت منذ سنوات"، معتبراً ان عودة المفتشين امر "غير ممكن ومرفوض بشكل مطلق". واضاف ان "من يدفع باتجاه عودة التفتيش يعني انه يدفع باتجاه عودة الجواسيس الى العراق". واكد رمضان ان "اي مبادرة لا تأخذ في الاعتبار رفع الحصار بشكل كامل وشامل ومن دون قيد او شرط وادانة العدوان المفروض على العراق وايقاف استمراره لا يمكن ان تشكل حلاً أو تحقق الحد الادنى من العدالة". يذكر ان المفتشين الدوليين المكلفين التأكد من ازالة كل اسلحة الدمار الشامل العراقية ومراقبة التسلح العراقي، غادروا العراق في كانون الاول ديسمبر 1998 عشية هجوم اميركي - بريطاني. ومنذ ذلك التاريخ، تعارض بغداد عودتهم. وتأتي تصريحات رمضان قبل ثلاثة ايام من زيارة له لروسيا لاجراء محادثات مع القادة الروس بشأن التعاون الثنائي والقضايا الدولية. وكانت روسيا اقترحت تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق كخطوة لرفعها بشكل نهائي وفق منهج واضح، إذا وافقت بغداد على عودة نظام الرقابة الدولية. الى ذلك قلل رمضان من أهمية قرار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ارجاء الحوار مع العراق، مؤكداً انه "لا يثير قلق العراق". وأوضح: "منذ البداية قلنا اننا لا نعول كثيراً على هذا الحوار ونعرف ان الأمر فيه شيء من التكتيك". وأضاف ان العراق فضل "التعاون مع أي محاولة أو أي صيغة سواء كنا مقتنعين بأن تحقق نتائج أو لا تحقق نتائج لكي لا يقال اننا نضيع فرصاً". وانتقدت صحيفة "العراق" أمس بشدة قرار انان، معتبرة انه يندرج في اطار "المماطلة والتسويف" لرفع الحظر المفروض على العراق منذ اكثر من عشر سنين. وكتبت الصحيفة العراقية في افتتاحيتها ان "انقسام مجلس الامن الدولي" الذي ذكره انان مبرراً لارجاء الحوار "لا يستند الى الحقيقة التي تناقضه تماماً وانقسام مجلس الامن ليس بالامر الحقيقي". وكان انان اعلن أول من امس ارجاء الجولة الثانية من الحوار مع العراق المقرر ان تعقد في نهاية الجاري او مطلع الشهر المقبل، حتى اشعار آخر بسبب الانقسام في مجلس الامن. ورأت الصحيفة ان "توجهات انان السياسية تتطابق في هذه المرحلة مع التوجهات الاميركية حيال العراق"، داعية الامين العام للامم المتحدة الى ان يكون "اميناً على الالتزام برغبة الاغلبية في رفع الحصار عن العراق لا ان ينصاع للاقلية الخارجة على الاجماع الدولي والشرعية الدولية". وأوضحت ان بغداد "على يقين ان كوفي انان يقول شيئاً ويفعل نقيضه". ولمحت الى سعي انان لتجديد ولايته على رأس المنظمة الدولية، معتبرة ان "الواجب الاخلاقي يفترض به ان لا يدفع ثمناً لاميركا على حساب غيره لان المصالح الشخصية شيء والمسؤولية الدولية تحتم عليه ان يقدم مصلحة الامم والشعوب على ما عداها وان كان ما عداها هو تجديد ولايته".