دورة دبي الدولية لكرة المضرب للرجال البالغة جوائزها النقدية مليون دولار تضع اوزارها اليوم، علماً انها كانت حملت الى دورها نصف النهائي مصنفين فقط من الثمانية الاوائل، هما السويدي توماس يوهانسون متصدر السباق الى التصنيف العالمي ب215 نقطة. وهو صنّف في الموقع الثالث في دبي، والتشيخي ييري نوفاك صاحب الموقع الثالث في السباق على التصنيف العالمي 127نقطة والثامن في الدورة، في حين تساقطت اوراق حامل اللقب الاسباني خوان كارلوس فيريو، المصنف اول في دبي، والروسي يفيغيني كافلنيكوف، الثاني، والفرنسي سيباستيان غروجان، الرابع، والبريطاني تيم هنمان، الخامس، والسويسري روجيه فيديرر، السادس، والكرواني غوران ايفانيسيفيتش، السابع، بطل دورة ويمبلدون الذي لم تحمله اعصابه، فكان اول المغادرين من الدور الاول. في المقابل، تابع المغربي يونس العيناوي المصنف تاسعاً عالمياً 74 نقطة مسيرته الناجحة ربع نصف النهائي، وقفز فوق الحواجز التي نصبها له الألماني راينر شوتلر، المصنف 14 عالمياً، واستعاد الفرنسي فابريس سانتورو بريقاً من ايامه الخوالي ليضمن موقعاً في المربع الذهبي. حيّر الروسي يفغيني كافلنيكوف المراقبين جميعهم في دورة دبي الدولية لكرة المضرب التي تختتم منافساتها اليوم، والتي استمرت اسبوعاً وتلت منافسات دورة السيدات التي طبعتها الفرنسيات بطابعهن الخاص، ووقّعت اميلي موريسمو سجلها الذهبي. ولم يتوقع احد ان يكون كافلنيكوف الذي حصد حتى الآن اكثر من 21 مليون دولار من الجوائز فريسة سهلة او لقمة سائغة للتشيخي المكافح ييري نوفاك، الذي تابع "فورة" عروضه الكبيرة وسحق "البطل الجليدي" 6-1، 6-1 في اقل من ساعة واحدة. ولم يجد رجال الاعلام الذين يتابعون المباريات الدولية عن كثب حيث يواكبون احداثها ميدانياً في حل ابطالها وترحالهم اي تفسير لما يحصل إلا القول ان كافلنيكوف "مخدر"، ووصف جون روبرتز من "الاندبندنت" واقع كافلنيكوف ب"المزري جداً، اذ لم أره يوماً مستسلماً هكذا. في ضوء النتائج السابقة كنت اتصوره منافساً قوياً، على كل حال استحق نوفاك التأهل". وتردد في أروقة الدورة ان كافلنيكوف، انتقم لواقع عدم مكافأته على الحضور كبقية نجوم المقدمة، اذ انه لن يحصل على مبلغ تحفيزي كبير اسوة بإيفانيسيفيتش الذي لم يقدم شيئاً او يوهانسون، علماً ان الجهة المنظمة لم تعلّق على ذلك البتة. في المقابل، ازعج الفرنسي فابريس سانتورو منافسه الكرواتي ايفان ليوبيستيش، وحوّل تأخره في المجموعتين الى فوز انتزعه بأسنانه وبكلتا يديه 6-4 و7-6 فوقف الكرواتي عاجزاً امام الطموحات المتجددة للفرنسي المخضرم. وأبدى سانتورو انزعاجه قليلاً لخوض مباراة الدور نصف النهائي ليلاً "انا لا احب اللعب في المساء عموماً، لكن المشاركة في دبي فرصة جيدة لأعتاد على ملاعب الهواء الطلق قبل خوضي دورة كي بسكاين الاميركية، علماً انها المرة الاولى في هذا الموسم التي اخرج فيها من الملاعب المقفلة". ولفت سانتورو الى ان ليوبيسيتش لاعب صلب يوجّه كرات ماكرة "وتبقى افضليتي راجحة عندما احسّن الهجوم من الإمام وأسدد الكرات القصيرة المدى قرب الشبكة". الدرس الكبير ولعل اجمل عروض الدورة كانت مباراة السويدي توماس يوهانسون، المصنف ثالثاً في دبي، والبريطاني تيم هاغان، المصنف خامساً، واستغرقت 16،1 ساعة، ولقّن خلالها بطل استراليا المصنف اول بريطانياً درساً قاسياً، بعدما حوّل تقدمه المرير 4-صفر في المجموعة الأولى الى فوز 6-4، ثم اكمل سطوته وحسم المجموعة الثانية 6-3، وكان اللافت ان "الفتى اللطيف" كسب تسعة اشواط متتالية. وظهر جلياً ان صده للكرات اعاق تحرك هنمان الذي نقصت جهوده "اللمسة الاخيرة" التي تجيّر له الانتصار. وبذل يوهانسون جهداً مضاعفاً وأفاد من تفاعل الجمهور معه، ولفت الى ان رد الفعل الاول لمنافسه فاجأه، لكنه استوعب الموقف. "لم يكن ارسالي جيداً في بداية المباراة فكنت مثل كيس الرمل الذي يتلقى اللكمات، غير انني استطعت العودة في الوقت المناسب ونفعت مقاومتي كثيراً، وأمام تيم عليك ان تغامر بالهجوم لأنه عموماً يوجّه كرات الى اماكن ومساحات جانبية في اوقات غير منتظرة". المهم ان يوهانسون اعترف انه لو واجه مثل هذا الموقف قبل سنة ونصف السنة مثلاً او حتى قبل الفوز بلقب استراليا، لما استطاع ان "ينجو" من براثنه ولكبلته الخسارة بنتيجة 3-6 و2-6 كحد ادنى. ولفت الى انه يفقه اسلوب هنمان "الهادئ" لكن كالبركان جيداً، لأننا نتدرب سوياً في فترات كثيرة من العام ونعرف بعضنا جيداً. وعن رأيه بالعيناوي قال النجم السويدي الذي توحي بنيته بأنه لاعب كرة القدم وتشبه في تحركه اللاعب الانكليزي بول سكولز: "ان المغربي لاعب جيداً، وخضت مباراة صعبة امامه في استراليا". ونوه بفوزه على الألماني راينر شوتلر في الدور ربع النهائي "لأنه اساساً افضل لياقة منه وأسرع تحركاً". مقاومة مقاومة ودخل يوهانسون والعيناوي مباراة الدور نصف النهائي امس متعادلين 2-2 من خلال مواجهاتهما السابقة. إذ سبق للمغربي الفوز عليه في انديانا بوليس 2000 وميونيخ 2001، بينما كانت الغلبة للسويدي في لونغ ايلاند 1999 وأستراليا هذا الموسم. واحتاج العيناوي الى 16،2 ساعتين ليتجاوز الألماني راميز شوتلر 6-7 و6-4 و6-3، وكانت نقطة التحول الاساسية في مسيرته نحو الفوز حملة الاستلحاق التي قام بها في المجموعة الثانية فحوّل تأخره 1-3 الى التقدم 4-3 وآزره جمهور لم يبخل عليه بالهتافات والأهازيج "المنشطة". ولوحظ اكثاره من تناول الموز والتمر والسبب "انني تناولت وجبة الغداء عند الواحدة والمباراة اجريت في التاسعة مساء، انا بحاجة الى سعرات حرارية كثيرة والى بعض الكيلوغرامات الاضافية". ولفت الى انه لو وقف الموقف عينه امام شوتلر الصعب المراس والذي ظهر بمستوى عال في مكان آخر، "وكانت المدرجات باردة تجاهي لخسرت من دون شك، وعموماً ادخل نصف النهائي ووضع يوهانسون افضل مني، لأنني خضت لقاءين عسيرين امام بافيل ثم فيريرو وبعده شوتلر". وكشف العيناوي انه تضايق حين خسر شوط كسر التعادل 3-7 في المجموعة الأولى، "لكنني مثل الاميركي جون ماكنرو أستفيد من غضبي وأعصابي المشدودة لأفجّر طاقتي وأحصد النقاط". وبدت نقطة الضعف في أداء العيناوي صده الكرات الجانبية في الطرف الخارجي من منطقة منافسه، "هذه الناحية يركز عليها المنافسون الذين يعرفون أدائي وعليّ التعويض بالردّ العرضي والكرات الساقطة، المهم ان لياقتي البدنية جيدة وإرسالاتي الصاعقة حاسمة في احيان عدة". الزوجي ويسبق نهائي الفردي اليوم المباراة الاخيرة للزوجي بين الثنائي الاسترالي جوسهوا ايغل وساندون شتولي والباهامي مارك كنوليس والكندي دانيال نستور. وعموماً فإن كنوليس ونستور صنفا اولين في الدورة، وايغل وشتولي ثانيين. وكان الثنائي الاسترالي تجاوز الفرنسيين ارنو كليمان وفابريس سانتورو 6-3 و3-6 10-3. وفاز جوسهوا ونستور على الفرنسي جوليان بوتيه والهولندي سينغ شالكن 3-6 و6-3 10-8 في الدور نصف النهائي. وخاض سانتورو مباراة الزوجي مباشرة بعد فوزه في ربع نهائي الفردي على الكرواتي ايفان ليوبيسيتش. العيناوي الى النهائي ولاحقاً، بلغ المغربي يونس العيناوي المباراة النهائية لدورة دبي الدولية باسقاطه السويدي ستيفان يوهانسون المصنف أول عالمياً 7-6 و4-6 و6-3، في غضون 2.15 ساعتين، امام الفي متفرج. واحتاج العيناوي الى شوط كسر التعادل وأذهل يوهانسون في عدد من الكرات فتفوق في المجموعة الأولى، واختل توازنه في الثانية حين كسر له السويدي ارساله في الشوط الأول منها، ولم يتمكن بعد ذلك من التعويض. وكرر يوهانسون كسر ارسال منافسه في بداية المجموعة الثالثة 1-2، لكن "بطل الدوحة" الذي احتاج لدقائق ليعالج تقلص في اسفل عضلات ظهره ردّ بكسر ارسال منافسه في الشوط السادس 4-2، وتفوق في النهاية 6-3 وسط صيحات جمهور الملعب الرئيس في نادي الطيران.