لحق الروسي يفغيني كافلنيكوف، المصنف ثانياً، في دورة دبي الدولية لكرة المضرب البالغة جوائزها مليون دولار، بالاسباني خوان كارلوس فيريرو وحامل اللقب والمصنف أول، اذ خرجا سوياً من المنافسة. فبعدما سقط فيريرو أمام "عقدته" المغربي يونس العيناوي في دور ال16، تعرّض كافلنيكوف، أكثر اللاعبين المشاركين خبرة، لخسارة مذلّة أمام التشيخي ييري نوفاك، المصنف ثالثاً، في البطولة، وثالثاً في التصنيف العالمي. وكان اللافت عودة الفرنسي فابريس سانتورو الى الاضواء، بعدما بلغ الدور ربع النهائي على حساب الكرواتي ليوبيسيتش. "فقس" المغربي يونس العيناوي "البعوضة" الاسبانية خوان كارلوس فيريرو، حامل لقب دورة دبي الدولية لكرة المضرب، وأسقطه في الدور الثالث 7-5 و4-6 و2-1 ثم بالانسحاب. وليس لقب "البعوضة" تقليلاً من حجم ومستوى فيريرو، احد أبرز الوجوه الصاعدة في عالم اللعبة، بل يطلق عليه من قبل معجبيه بالدرجة الاولى لأنه صغير الحجم عموماً لكنه سريع في نشر الكرات اذ "يطيّرها" في أي مكان في ملعب منافسيه، وكأنها بعوضة تهب وتطير فتلسع ثم تنتقل الى منطقة أخرى. ويتميز فيريرو بالصدّ الخلفي "الجامد"، لكن العيناوي هو عقدته الدائمة، وأول من امس خسر أمامه للمرة السادسة على التوالي. وهو عانى اساساً من الاصابة في فخذه منذ بداية المباراة، فلم يستطع ان يتحرّك جيداً في مراحل عدة من اللقاء، لكنه حيّر الجميع وحتى العيناوي نفسه، اذ جاء اداؤه وكأنه المدّ والجزر. في بعض الاحيان شك العيناوي في ان منافسه مصاب، "وربما كان يتظاهر بذلك على سبيل الخدعة وجرّني الى فقد اعصابي، بصراحة خفت من ذلك كثيراً، لا سيما حين كان يتحرك بسرعة كبيرة ليجاري ارسالي القوي ويرد لي الصاع صاعين خصوصاً في المجموعة الثانية، فحين كسر ارسالي فيها أتبعت أسلوباً آخر لأقنن جهودي وأوفرها للمجموعة الفاصلة التي كنت مدركاً أنها ستصب في مصلحتي، علماً انه سرق مني نقاطاً عدة في المجموعتين الاوليين ما جعلني غير مرتاح البتة. الحمد لله ان الجمهور آزرني وللمرة الاولى ارى جمهوراً بهذا الحشد في دبي. وكانت المجموعة الثالثة نفسية وذهنية أكثر منها فنية، الا ان العيناوي ظهر انه احتوى الموقف منذ بدايته وكسر ارسال منافسه في الشوط الثالث، قبل ان يستسلم فيريرو. وكشف العيناوي ان ارساله القوي ساعده كثيراً ليفرض ايقاعه. "خشيت ان تفلت المباراة مني، وتمرّنت جيداً وبشكل مكثف لأحسن ارسالي، واتبعت برنامجاً خاصاً لذلك، وقمت بتدريبات بدنية لأقوّي عضلات الكتفين والساعدين والصدر والظهر". وعلى رغم خسارة السويسري روجيه فيريرو أمام الألماني راينر شوتلر في الدور الثالث 6-3، 3-6 و1-6، اكد العيناوي ان فيريرو لاعب واعد جداً، "وأنا أتوقع ان يصبح الرقم واحد عالمياً في المرحلة القريبة". وأبدى تفاؤلاً من لقائه مع شوتلر في ربع النهائي "سبق ان هزمته في دورة الدوحة في طريقي لاحراز اللقب". ومضى العيناوي في وقفة جديدة مع "الحياة" ليؤكد ان تقدمه في العمر وبلوغه ال31، لم يقوّض طموحاته وتطلعاته، "بل ان في ذلك حافزاً كبيراً لأعوّض قدر الإمكان تأخري في الاحتراف والاستقرار الفني وتطور ادائي، مثالي في هذا المجال الاكوادوري اندرياس غوميز الذي فاز بلقب دورة رولان غاروس وهو في سن ال31". ورد العيناوي على الذين يأخذون عليه عدم المشاركة في البطولات العربية، بأن غيابه "ليس تعالياً على أحد بل اني سأحضر وأحرز اللقب بسهولة كبيرة، وهذا لا ينفعني بشيء ولن يحسّن مستوى هذه البطولات أو يفيد المشاركين فيها". ويعود العيناوي الى ذكرى فوزه الكبير في الدوحة، "جاء بعد خسارتي في سبعة نهائيات، وسررت بالجمهور الوفي الذي اتفاعل مع تطلعاته وأمنياته بخلاف الاميركيين بيت سامبراس أو اندريه اغاسي مثلاً". ويؤكد العيناوي الذي يجعله طوله الفارع وبنيته النحيلة 93،1م يظهر كأنه بطل في الوثب العالي أو لاعب صدّ مميز في الكرة الطائرة، ان اسعد اللحظات هي التي يقضيها يومياً مع ولديه 5 سنوات و9 أشهر "أسعى لأبقى معهما أطول وقت ممكن. وأنا وزوجتي نحب ان نرزق بأولاد كثر وتشكيل عائلة كبيرة، وفي المستقبل لن أكون متشدداً معهم بل ناجحاً وموجهاً". ويستغل العيناوي اوقات الفراغ القليلة لمزاولة بعض الهوايات المحببة الى قلبه مثل الغولف وكرة القدم والجت سكي، ويتحاشى قيادة الدراجات النارية "عندي خمس دراجات اركنها في مرأب خاص، احب قيادتها لكنني تعرّضت لحادث في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، أعدت حساباتي، لأن تكرار ذلك سيبعدني باكراً عن كرة المضرب، لذا فضّلت ان أعود الى هذه الهواية بعد اعتزالي". وكشف انه تعرّف اخيراً على هواية شيقة ومثيرة هي تسلق الجبال... "قضيت ساعات اتسلّق مرتفعات جبال الاطلس وبلغت ارتفاع 2300 متر انه حدث لا يمكن وصفه". والعيناوي ليس بعيداً عن اعمال الرعاية الخيرية، ويخصص جزءاً من مدخوله من كرة المضرب على رغم تواضعه قياساً الى النجوم الكبار، لمساعدة سيدات وحيدات أرامل في المغرب. وبعد دبي، سيشارك العيناوي في دورات انديانا ويلز وميامي والدار البيضاء، ومونتي كارلو وبرشلونة، وطبعاً مباريات كأس ديفيس مع منتخب بلاده. وكان الروسي كافلنيكوف ظلاً باهتاً لما عهده به الجمهور، فظهر بطيء التحرك امام التشيخي نوفاك الذي حسم الموقف في 51 دقيقة فقط، وكسر ارسال منافسه مرتين في كل من المجموعتين اللتين فاز بهما 6-1 و6-1. ونوّع نوفاك في تسديداته الجانبية، فأكثر من التصويب على الخط البعيد من منطقة كافلنيكوف، وجاهد ليصد كرات "روسية" اعتقد كثيرون انها في غير متناوله. ويلتقي نوفاك، الذي وعد زوجته الا يحلق "لحيته" الصغيرة الا في حال خسر، مع الفرنسي سانتورو الذي تغلّب على الكرواتي ليوبيسيتش 6-4 و7-6، علماً ان "صديق ايفانيسيفيتش" تقدم 4-1 في المجموعة الاولى، لكن نقطة ضعفه الوحيدة والقاتلة انه لم يسبق ان التقى منافسه الفرنسي وخبر اداءه المتنوّع وهجومه على الشباك وبكلتا يديه. وهذا ما سيواجهه اليوم نوفاك المدرك جيداً لصعوبة مهمته، وان سبق له الفوز على سانتارو في مباراتين لم تكتملا في شتوتغارت والولايات المتحدة. وقد بلغ نوفاك الدور نصف النهائي في بطولة استراليا المفتوحة الاخيرة، ويبدو انه يتابع التألق والتقدم المضطردين اللذين بدأهما منذ الموسم الماضي. واوضح اللاعب التشيخي ل"الحياة" انه فوجئ "باستسلام كافلنيكوف ولم اجد له اي تفسير، هذا فوزي الاول عليه في خمس مباريات، وسبق ان لعبنا سوياً في الزوجي، ولم ألاحظه مرة في مثل هذه الحالة". ولفت الى ان بروزه في استراليا عزز ثقته كثيراً "واذا خسرت سأحاول الفوز في دورة اخرى، عموماً انا مرتاح للمشاركة للمرة الاولى منذ ستة أعوام ولعبت الزوجي مع استاذي كارل نوفاتشيك، الاجواء مريحة ومحفزة لتحقيق الانتصارات". من جهته، أسف ليوبيسيتش لخسارته وقال: "ارسالي لم يكن جيداً ما افقدني الكثير من فرص التقدم، علماً ان المناخ لم يزعجني ابداً خصوصاً وانني أتدرب في الهواء الطلق في مونتي كارلو.