بين الفرحة والخيبة قاسم مشترك هو كناية عن شعور داخلي يتفاعل داخل النجم الرياضي، فإما يفجره في انفعالاته وتصرفاته وإما يخفيه فيكظم غظيه وينتظر فرحة أخرى. والبطل الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش بطل دورة ويمبلدون كان من الطينة الثانية في دورة دبي الدولية للرجال لكرة المضرب البالغة قيمة جوائزها النقدية مليون دولار. فقد خرّ الكرواتي "صريعاً" في مواجهة الألماني نيكولاس كيفر، منهياً حلماً جميلاً أمل كثيرون ان يستمر طويلاً... وحتى ختام المنافسات الأحد المقبل. وعلى نقيض ايفانيسيفيتش أعرب البطل الألماني عن سعادته مقدماً درساً في الصبر والتأني ولا سيما ان السنوات الأخيرة شهدت معاناته الطويلة مع الاصابات. وفي اليوم الثاني من منافسات الرجال، وبينما كان الملعب الرئيس يمتلئ بالمشاهدين الذين يترقبون مواجهات حامية مثيرة، أعلن التشيخي بوهدان اوليراخ انسحابه بعد انتهاء المجموعة الأولى من المباراة التي جمعته مع حامل اللقب الاسباني خوان كارلوس فيريرو، وبعد عرض متقارب المستوى احتاج فيه فيريرو الى الشوط ال12 ليفوز 7-5 في المجموعة. واشتكى اوليراخ من اصابة في معصمه. تجاوز الاسباني خوان كارلوس فيريرو حامل اللقب عقبة التشيخي بوهدان اوليراخ في الدور الأول من دورة دبي الدولية لكرة المضرب، بعد "نصف مباراة"، تقدم فيها 7-5 قبل ان ينسحب اللاعب التشيخي بداعي الاصابة. وسيواجه فيريرو - صاحب الشعبية في دبي - ولا سيما بعدما حلّ ثانياً عام 2000، المغربي يونس العيناوي بطل دورة قطر في مطلع العام الحالي، ما جعله يتصدر التصنيف العالمي ثلاثة أسابيع متتالية، وأصبح أول لاعب عربي يحقق هذا الانجاز. ويبدو العيناوي متفائلاً عموماً بهذه المواجهة. فهو تمكن منذ أسبوعين من التغلب على فيريرو وألكس كورتيخيا في لقاء المغرب وإسبانيا في كأس ديفيس، وكان صانع الانتصارين المغربيين الوحيدين في هذا اللقاء. ويستمد العيناوي جزءاً كبيراً من معنوياته من الجمهور المؤازر له في دبي "هذا ما حفّزني لأستعيد تركيزي وأتغلب على الروماني اندريه بافيل الذي خضت أمامه مباراة صعبة. الجمهور في دبي على غرار الذي شجعني في الدوحة. صحيح انني تقدمت في العمر وبلغت ال30، ما يعني ان سرعة تحركي على أرض الملعب خفت قليلاً، لكن والحمد لله لياقتي مرتفعة، وإلاّ لما تجاوزت اخفاقي السريع في المجموعة الأولى امام بافيل. وفي السابق كنت آتي للمشاركة هنا أو في الدوحة وهدفي الأساس تجاوز الدور الأول. الآن اطمح الى اللقب، بعدما حققت الانجاز الكبير في قطر، وهذا ما أبقى على شغفي، وأنا مرتاح أيضاً لأن عائلتي بقربي زوجته ووالده تدعمني". اعتزاز ويعتز العيناوي كثيراً باتصال ملك المغرب محمد السادس ووزير الرياضة به وتهنئته بعد اعتلائه صدارة التصنيف العالمي، لكنه متخوف من مستقبل اللعبة في العالم العربي عموماً والمغرب خصوصاً "القاعدة صغيرة جداً، ولا تزال غالبية الدول العربية تعتبر كرة المضرب رياضة للنخبة، ولا تفكّر في بناء الملاعب وتجهيزها بالكثافة المطلوبة وجعلها في متناول الصغار، والشعب العربي شاب عموماً. لذا يجب اتاحة الفرصة أمامه. وفي المغرب هناك ثلاثة مصنفين عالمياً هم: هشام ارازي وكريم العلمي وأنا، وبعدنا الهوة الكبيرة. فالفتى الصاعد مهدي الطاهري لم يبلغ المستوى المتوقع الذي يؤهله لدخول معترك الاحتراف، الذي دخلناه أساساً متأخرين، كنت في سن الثامنة عشرة حين قررت أن أغامر، بينما في أوروبا والولايات المتحدة يوجه اللاعبون نحو الاحتراف في سن العاشرة او الحادية عشرة. كرة المضرب التي لا تزال مكلفة في العالم العربي، حين خضت نهائي دورة الدار البيضاء في المغرب احتشد نحو 6 آلاف في الملعب، ولم يستطع نحو ثلاثة آلاف الدخول. اذاً يوجد عشق واهتمام باللعبة، لكن كم من هؤلاء تتاح لهم مزاولتها في شكل دائم. عبوة الكرات عندنا ثمنها 15 دولاراً". وأضاف العيناوي: "اعتقد البعض ان بروزنا دولياً سيغني القاعدة على غرار بروز سعيد عويطة ونوال المتوكل في ألعاب القوى في مطلع الثمانينات، ما جعل اللعبة في المغرب ظاهرة شعبية ومنجم مواهب، لكن كلفة مزاولة العاب القوى لا تقارن أبداً بكرة المضرب". ويلفت البطل المغربي الى ضرورة أخذ التجربة الفرنسية مقياساً "فمنذ 20 عاماً وضعوا برنامجاً لاقامة الملاعب في مختلف المناطق وها هم يحصدون النتائج، عندنا في المغرب لا توجد الا الملاعب الترابية، ما يعوق الإعداد السليم اذا اراد البارزون المشاركة في الدورات الخارجية". يذكر ان العيناوي سيخوض مباريات الزوجي في دورة دبي الى جانب الفرنسي سيدريك بيولين "الشريك الممتاز الذي ينمي الحافز لديك". من جهته، جدد فيريرو تأكيده انه يرتاح كثيراً في دبي ويستمتع بأجوائها، ووصف مباراته المقبلة مع العيناوي ب"الخاصة. غريب أمري معه، ألعب دائماً مباراة جيدة وأخسر في المجموعة الفاصلة، انا لم أفز عليه في خمس مواجهات، استعدت لياقتي مع الاصابة في ركبتي التي ابعدتني طوال الشهر الماضي فحرمت من المشاركة في استراليا، غير ان العيناوي ممتاز خصوصاً في الارسال والصدّ الخلفي". يذكر ان الفائز من لقاء العيناوي - فيريرو مرشح ليخوض نصف نهائي صعباً ايضاً امام السويدي توماس يوهانسون بطل دورة استراليا في حال نجح في مشواره. صواعق وبالعودة الى خيبة ايفانيسيفيتش غير المبررة، فقد حقق كيفر فوزه الأول عليه 6-3 و6-4، وصبّ الكرواتي جام غضبه على المضارب فكسّر ثلاثة، وبرر اخفاقه برد يكشف تخبّطه بذيول خسارته "لا أدري لماذا خسرت، اعتقد ان معنوياتي في الحضيض، جاءت المباراة تكراراً لما حصل معي في روتردام، اذ انني خسرت ارسالي بعد كل فوز حققته". وتختصر المباراة بأن ايفانيسيفيتش فرّط بكرات سهلة عموماً أمنت لكيفر تراكم النقاط، فكانت الحصيلة كبيرة في النهاية وأهلته ليتبارى مع الفائز من مباراة بيولين والكرواتي ايفان ليوبيشيش. وعلى رغم ذلك، أطلق ايفانيسيفيتش 13 ارسالاً صاعقاً، تجاوز سرعة بعضها 196 كلم في الساعة. وكان كيفر خسر امام ايفانيسيفيتش في لقاء كرواتيا وألمانيا 3-2 في كأس جيد، "المباراة الأخيرة جيدة، أنا سعيد بالفوز وهو خطوة مهمة في الدورة. الطريق طويلة وأعتقد ان نقطة تحول الفوز في مصلحته تعود الى نجاحي في الارسال الثاني دائماً، ومن الصعب كسر إرسال غوران". وتراجع مستوى كيفر كثيراً بعد صعود وتألق أهّله ليكون المصنف أول عند الناشئين منذ سنوات "والسبب الأول الاصابات الكثيرة، وعليّ بذل مجهود كبير. انا متضايق قليلاً لأني لن أتمكن من لعب الغولف في دبي، انها رياضة احبها، لكن مباريات الدورة تحتّم عليّ التركيز لضمان اداء ممتاز". وفي مباريات الدور الأول ايضاً، فاز الروسي يفغيني كافلنيكوف على اليوناني فاسيليس مازاراكيس 6-4 و7-5، والألماني أكسل بريتش 6-4 و6-4، والتشيخي ييري نوفاك على السلوفاكي دومينيك هرباتي 6-2 و6-1، والفرنسي فابريس سانتورو على الألماني ميكايل كوهلمان 7-6 و3-6 و6-4. كما فاز الفرنسي سيباستيان غروجان على النمسوي ستيفان كبيتش 6-2 و6-2. تبرّع قبيل لقاء ايفانيسيفيتش وكيفر اجريت المسابقة الخيرية "كأس النقطة الواحدة" التي تجرى للمرة الأولى ضمن فاعليات البطولة وتبلغ جائزتها المالية 5 آلاف دولار قدمها الفائز اللاعب الألماني راينر شوتلر الى مركز النور لرعاية الاطفال المعوقين. وجمعت المسابقة ثمانية لاعبين مصنفين هم اضافة الى شوتلر، فيريرو ويوهانسون وكافلنيكوف والعيناوي وكوستا، وبيولين وبهروزيان. ووفقاً لشروط المسابقة الموضوعة من "يورو سبورت" يتعين على كل مشارك لعب نقطة واحدة ضد اللاعبين السبعة الآخرين، وتأهل شوتلر وبيولين الى الجولة النهائية، وكان الرصيد النهائي لشوتلر 6 نقاط. مدرسة شارك اكثر من 500 تلميذ من مدارس دبي والشارقة في يوم الاطفال الخاص باللعبة الذي تنظمه سوق دبي الحرة ويشرف عليه مسؤولو دورات وبطولات المحترفين في الاتحاد الدولي. أدار النهار الرياضي "التنسي" الطويل فرانسيس كلارك، وأتاح التجمع للمشاركين تحسين مهاراتهم في اللعبة وتبادلوا الكرات في حلقات صغيرة وفقرات تدريبية مختصرة مع النجوم المشاركين في المباريات بهروزيان وجيف تارنغو وإيفان لوجييكي واوليراخ وميخائيل يوزهني. تكريم أكد صلاح تهلك مساعد مدير البطولة ان اللجنة المنظمة أعدت حفلة ختامية مميزة بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق البطولة عام 1993، وسيتضمن تكريم الرعاة الذين ساهموا في تمويل فاعلياتها، ومديرها الاسترالي جيف تشابمان.