في الشارقة باحتفالها باليوم العالمي للمسرح، وضعت دائرة الثقافة والإعلام، برنامجاً لمدة ثلاثة أيام يتضمن ثلاثة عروض مسرحية، ومحاضرة للفنان الكويتي فؤاد الشطّي عن "مشاركة مسرح الإمارات في الهيئة العالمية للمسرح". أما العروض المسرحية فبدأت مع مسرحية "قطع وصل" للفنان اللبناني رفيق علي أحمد في اليوم الأوّل، ومسرحية الحفّار لمسرح دبا الفجيرة وهي من تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج محمود أبو العبّاس، وهي المسرحية التي حازت على الجائزة الكبرى للدورة الثانية عشرة لأيام الشارقة المسرحية مناصفة مع فرقة مسرح الشارقة الوطني عن مسرحية "آباء للبيع أو للإيجار". وتوجت الاحتفالية في اليوم العالمي للمسرح ببرنامج خاص ألقيت خلاله كلمة دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وكلمة جمعية المسرحيين في الامارات، وكلمة الهيئة العالمية للمسرح، وأعقبه عرض مسرحية "آباء للبيع أو للإيجار" من تأليف العراقي قاسم محمّد وإخراج حسن رجب، وهي حازت على الجائزة الكبرى مناصفة، ونال بطلها أحمد الجسمي جائزة الممثل الأوّل وكذلك بطلتها عائشة عبد الرحمن جائزة الممثلة الأولى. وقدّم الفنان اللبناني رفيق علي أحمد مونودراما "قطع وصل" مساء الاثنين، بحضور جمهور كبير تابع العرض الذي امتد أكثر من ساعة بحماسة وإعجاب، تبعاً لأداءالممثل المتنوّع فوق الخشبة، وللأطروحات الإنسانية التي قدّمها. المسرحية كتبها رفيق علي أحمد وأداها، وأخرجها ناجي صوراتي. والنصّ في ما قدّم من مضامين، يتّجه لإبراز معاناة الإنسان وغربته في مجتمعه ووطنه... الإنسان الفنان المعذّب بالتقاليد البالية، التي ما انفكت تعصف به منذ براءة الطفولة الريفية المقموعة من ذكورة فيّاضة بالعنف. وهي تكشف عن عذابات لاحقة في المدينة يعانيها طالب وفنان ومناضل. وإلى كلّ ذلك يلاحقه على الدوام خيال أخته "أميرة" التي أحبّ، ثمّ قتلت بالسمّ نتيجة تمرّدها على قانون الذكورة. وهو سيعصف به الجنون، وعبر جنونه سيبدأ بتعرية العلاقات الاجتماعية الفاسدة، لينعطف بعدها باتجاه السياسة، حيث ترمي الحرب الأهلية اللبنانية ظلمتها داخل هذه النفس الحساسة فتدفعها قسراً نحو موت فجائعي لا يختلف من حيث النتائج عن موت أطفال الجنوب بالفخاخ الإسرائيلية التي تركها على هيئة لعب أطفال، أو أطفال العراق وهم يحلمون بكأس الحليب، أو جرف الأشجار في الأرض المحتلة، وقطع أشجار الزيتون. "رضوان" الشخصية الوحيدة سيعبر عن جملة العذابات هذه، وسيرويها لمشاهده عبر أداء متين تفاعل مع المفردات السينوغرافية في شكل أخاذ، لتستحيل المرايا إلى أشخاص ينبعون من الذاكرة المقموعة، فيحضر سقراط، وغاندي، وأبو ذر، وهاملت، ويوحنا المعمدان، والخضر، وعمر الخيام. وإضافة إلى كلّ ذلك سيحضر أيضاً أصدقاؤه، ولكلّ حكايته المفعمة بالحزن، بينما في الطرف المقابل سيشكّل حضور الممرض في مستشفى المجانين جانباً سلطوياً، دأبه تقديم المهدئات والحقن المخدرة، لكي تتلاشى ذاكرة المريض المشاكس. ولكنها مع الأسف لن تغيب إلاّ بالموت، فكان الموت في النهاية تراجيدياً.