بيروت - "الحياة" - طالب الرئيس السوري بشار الاسد الدول العربية ب"قطع علاقاتها مع اسرائيل الى ان تنسحب من جميع الاراضي العربية المحتلة العام 1967" بعدما أيد مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز "التي لا تخرج بأي شكل من الاشكال عن الثوابت القومية". وبعدما دعا الى تقديم دعم كامل للانتفاضة، ناشد الأسد في خطاب مرتجل الدول العربية "انقاذ الشعب الفلسطيني من المجازر ومن المحرقة التي يتعرض لها، من الهولوكست الجديدة". وأكد ان اسرائيل "دولة ارهابية"، داعياً الى "عدم الوقوع في فخ" مصطلح "المدنيين"، وتأييد العمليات الفدائية في اسرائيل باعتبار ان هذا المصطلح لا ينطبق فيها لأن "الجميع مسلحون". وقال الأسد: "بين القمتين برزت قضايا بعضها طارئ وبعضها مستمر. في مقدمة هذه الامور الطارئة هو موضوع الارهاب. وكل الدول العربية قامت بادانة ما حصل في 11 ايلول سبتمبر لدوافع مختلفة قبل الدوافع السياسية. اسرائيل هي نموذج حي بالنسبة لنا لمن لا يفهم الارهاب ان يفهم ويراه في شكله العملي. مصطلح ضرب المدنيين والابرياء هو مصطلح صحيح لكن ليس في هذه الحال نحن الآن امام حال احتلال. ضرب المدنيين والابرياء عندما تكون هناك دولتان متجاورتان وهناك عمل عسكري بينهما شيء. وعندما يكون هناك احتلال فالموضوع شيء آخر. ليست القضية قضية مدني وعسكري. على كل الاحوال العسكري هو انسان فيه شرف. اما المحتل فهو انسان من دون شرف. المحتل لا يوصف بالمدني والعسكري. المحتل يوصف بأنه مسلح ام غير مسلح هذا في شكل عام. اما في شكل خاص في الحال الاسرائيلية فالكل مسلح. المستوطنون مسلحون كالجيش الاسرائيلي ساهموا في قتل الفلسطينين، وساهموا في التهجير. ساهموا في كل الامور حتى المستوطنات مبنية من الاساس على شكل نقاط استناد عسكرية. على رغم كل هذه الظروف الصعبة وغير الموضوعية يؤكد العرب مرة اخرى على تمسكهم بالسلام العادل والشامل". مبادرة الامير عبدالله وقال الأسد: "من هنا تأتي مبادرة الامير عبدالله التي لا تخرج بأي شكل من الاشكال عن الثوابت القومية التي نتحدث عنها دائماً الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة حتى عام 1967. الدولة الفلسطينية، العاصمة القدسالشرقية. حق العودة وغيرها من الثوابت التي نتحدث بها دائماً. وهي تهدف لتؤكد للعالم مرة اخرى بأننا نريد السلام خصوصاً اننا نعيش في عالم ينسى بسرعة ويشوه الحقيقة بسرعة اكبر وبسهولة اكبر هذه المبادرة. بالنسبة لنا هي سلة افكار نضع فيها الثوابت والافكار لنقدمها للعالم. أريد ان اوضح عملية السلام: هناك احياناً خلط بين مصطلح عملية السلام وبين السلام. عملية السلام هي المصطلح الاشمل الاوسع يتضمن ادوات السلام ومبادئ السلام وأهداف السلام وغيرها من الامور. وكل شيء له علاقة بالسلام يأتي تحت عنوان عملية السلام. هي تتكون من عنوانين اساسيين. الارض عنوان او عنوان فرعي والسلام. مبدأ هذه العملية هو الارض في مقابل السلام. الارض هي عبارة عن عنصر واحد. والعنصر الواحد لا يتجزأ، يعني لا يوجد نصف ارض. لا يوجد ربع ارض. لا يوجد ثلاثة ارباع ارض. يوجد ارض فقط. عنصر واحد اما ان يأتي كاملاً او يبقى حتى يعود كاملاً. اما السلام فيتكون من عناصر عدة: منها مثلاً موضوع المياه موضوع العلاقات هي عنصر من عناصر السلام. منها موضوع الترتيبات الامنية. منها موضوع نزع اسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى اسرائيل، وهذا محور. لا يمكن ان يكون هناك وجود للعنصر الثاني السلام من دون وجود العنصر الاول. عنصر الارض لا يفاوض عليه. عناصر السلام كلها قابلة للتفاوض. اول نقطة تطرح في اي حديث عن السلام بالنسبة لنا هي اذا لم تكن هناك ضمانات واضحة بالنسبة لاستعادة الارض كاملة حتى حدود ال67 وهذا يكون من خلال تعهد اسرائيل وثيقة اسرائيلية رسمية معلنة امام كل العالم بأنها ستنسحب كاملاً من الارض او بالحد الادنى اعلان اسرائيلي امام كل العالم بأنهم سينسحبون من الارض كاملة. عدا ذلك نحن نضيع وقتنا بأي مفاوضات ولن تكون هناك مفاوضات اذا لم يكن هناك تعهد واضح لأننا لا نريد ان ندخل في حال ضبابية. الرعاية الحقيقة ان الرعاية خلال السنوات العشر الماضية رعاية فاشلة بكل المقاييس مع تفاوت في الفشل بين مرحلة وأخرى. اسرائيل كوفئت وهي تقف ضد السلام والعرب عوقبوا واتهموا وهم يقفون مع عملية السلام. وخضعت هذه الرعاية لأمزجة بعض الموظفين الصغار في الادارة الاميركية. وأحياناً تخضع للاعتبارات الانتخابية. وأحياناً تخضع لبعض المشكلات الشخصية للبعض فيها. عملية السلام والرعاية في حاجة الى استمرارية لا يمكن ان تتذبذب بهذا الشكل. المطلوب من أية رعاية تطلب في المستقبل هي ان يتحدد دور هذا الراعي اما ان نحدده نحن او يحددون هم دور هذا الراعي وطريقته في الرعاية. يجب ان نعرف اي مفاوضات نحن ندخل اليها يجب ان توضع معايير. تحدد معني كلمة "التزام" او "عدم التزام بعملية السلام". يجب ان تحدد كيفية معاقبة وكيفية الضغط على الجهات التي لا تلتزم بعملية السلام. ايضاً يجب ان تكون هناك منهجية واضحة لرعاية عملية السلام. يجب ان يكون هناك حوار اميركي - اوروبي. لا يمكن للولايات المتحدة ان تستمر بالرعاية بهذا الشكل. هي بحاجة لمساعدة الاتحاد الاوروبي وأيضاً الأممالمتحدة. قطع العلاقات لا يمكن ان نطالب دول العالم بالضغط على اسرائيل ونحن لا نقوم بأبسط ما يمكن ان نقوم به. طبعاً هذا افضل من التوسل الذي يقوم به بعض المسؤولين نحن لسنا بحاجة للتوسل. اضعف الايمان هو قطع العلاقات مع اسرائيل. طبعاً في كل مرة سورية تطرح هذا الموضوع وفي كل مرة تعاتب ونحن نتحدث عن التضامن العربي. هناك تضامن بالعمل وهو الحد الادنى. وهناك ما هو تحت الحد الادنى التضامن في التفكير. موضوع قطع العلاقات هو موضوع سيادة هذا شيء نفهمه. نفهم بأن لكل دولة ظروفاً خاصة بها. لكن نحن نطلب من الدول التي لها علاقات مع اسرائيل ان تقول لنا فقط متى يمكن ان تقطع هذه العلاقات. يعني اذا كانت بداية الانتفاضة واليوم عشرات الشهداء يومياً وأكثر من ألف شهيد فلسطيني قد لا يكون مبرر. هل بعد قتل نصف مليون فلسطيني؟ ابادة شعب؟ ضرب قنابل نووية على دول عربية؟ احتلال عواصم عدة؟ فقط نريد ان نعرف لكي نبني سياساتنا بناء على افكار الآخرين. على الاقل نريد ان نعرف ماذا يفكرون؟ القرار لهم". وتطرق الأسد الى موضوع الانتفاضة فقال: "بمقدار حرصنا على السلام بمقدار ما نكون حريصين على استمرار الانتفاضة بقدر ما نسعى في شكل جاد بمقدار ما ندعم الانتفاضة في شكل اقوى وأقدر. من واجبنا ان ندعمها التزاماً بالسلام اولاً. ثانياً، هي حركة استقلال. يعني البعض يخاف من كلمة حرب استقلال. سواء سميناها حرباً ام حركة او سميناها فعل استقلال فهي حق لكل شعب ان يستقل وان يعيش في دولته". ورفض الأسد "أي ربط بين ما حصل في نيويورك في 11 ايلول وبين قضيتنا. فالبعض اخطأ. وأعتقد بأنه لو حُلَّت قضية فلسطين لما حصل ما حصل في 11 ايلول. قضيتنا مستقلة تماماً عن قضية الارهاب. وما حصل في 11 ايلول لا يبرر النظرة الامنية لقضية السلام. المرجعية الوحيدة بالنسبة لنا في عملية السلام هي مرجعية مدريد وما تستند اليه من قرارات مجلس الامن. ان الكثير من الاصدقاء في العالم حاولوا ان يكونوا صادقين ان يدفعوا عملية السلام لكنهم حوصروا وحاصروا انفسهم وحاصروا معهم عملية السلام بمصطلحات عدة لم نسمع غيرها عبر العشر سنوات الماضية: العودة لطاولة المفاوضات، استنكار، ادانة، ضبط اعصاب، وقف العنف. كلنا مع وقف العنف لكن يجب ان نحدد من ابتدأ. نقول وقف عنف من دون ان نقول من المسبب. هذا كلام غير منطقي. آخر صرعة كانت هي القرارات التاريخية اي قرار يصدر الآن هو قرار تاريخي. الحقيقة لا يوجد شيء تاريخي في هذه القرارات سوى تاريخ الصدور فقط. وآن الاوان لكي تتحركوا بالعمل كي تنقذوا الشعب الفلسطيني من المجازر ومن المحرقة التي يتعرض لها، من الهولوكست الجديدة". وعن الحال العراقية - الكويتية قال: "سمعنا الكثير من الاشياء المشجعة خلال الاشهر الاخيرة. سمعناها شخصياً وأعتقد معظمنا سمعها من قبل الاخوة في البلدين. نحن نشجع الاخوة في البلدين الشقيقين على التقدم قدماً الى الامام. اما بالنسبة للخطر الذي يتعرض له العراق، علينا ان لا نقف على الحياد ونبقى فقط نطالب العراق بأن ينفذ كذا وكذا كما تقوم بقية الدول في هذا العالم. يجب ان نعتبر انفسنا معنيين وان نتعاون. نحن لا ندعو العراق. نحن نتعاون مع العراق لإيجاد تصور واضح لكيفية اعادة العراق الى وضعه الطبيعي. ويجب ان نقف موقفاً واحداً يمنع المساس بأي شكل من الاشكال بالعراق كما دائماً نقف ضد المساس بأي دولة عربية، الكويت وأي دولة عربية اخرى". اقتراحات واقترح الأسد على القمة "تشكيل لجنة من الدول المعنية بعملية السلام، إضافة الى المملكة العربية السعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية لشرح مبادرة الأمير عبدالله عند تبنيها، وفي حال تبنيها من القمة للدول الاعضاء في مجلس الامن واوروبا وللأمم المتحدة. اقترح متابعة دعم الانتفاضة مادياً ومعنوياً واتخاذ قرار باصدار طابع باسم الانتفاضة في كل الدول العربية يعود ريعه لمصلحة الانتفاضة. اقترح قطع علاقات الدول العربية كافة مع اسرائيل حتى يتحقق السلام العادل والشامل المرتبط بالانسحاب الكامل من الاراضي كافة التي احتلت عام 1967. واقترح دعم اي مقاومة ضد اي احتلال وفي مقدمها المقاومة الوطنية اللبنانية حتى تحرير كامل الاراضي اللبنانية".