أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    نائب أمير منطقة مكة رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة    صراع القاع يشتعل في غياب الكبار    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    صخرة "وادي لجب".. تكوين صخري يروي أسرار الطبيعة بمنطقة جازان    خسارة يانصر    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    القبض على (12) يمنياً في عسير لتهريبهم (200) كجم "قات"    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    بيئة عسير تنظم مسابقة صفر كربون ضمن فعاليات أسبوع البيئة    رؤى مصطفى تسرد تجربتها الصحفية المميزة في حوار الشريك الأدبي    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية مدير عام السجون بالمملكة    انطلاقة المعرض الهندسي الثالث للشراكة والتنمية في جامعة حائل    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    نائب أمير حائل يزور فعالية "أساريد" في قصر القشلة التاريخي    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    انخفاض أسعار الذهب بنحو واحد بالمئة    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    11.3 مليار ريال استهلاك.. والأطعمة تتصدر    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    حوار في ممرات الجامعة    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الكويت    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    أمير الشرقية يستقبل السفير البريطاني    مدرب كاواساكي: لم نستعد جيداً    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    بدء المسح الصحي العالمي 2025    "الداخلية" تحتفي باليوم العالمي للصحة المهنية    مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة    فريق فعاليات المجتمع التطوعي ينظم فعالية بعنوان"المسؤولية الإجتماعية للأسرة في تعزيز الحماية الفكرية للأبناء"    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    اختبار للعين يكشف انفصام الشخصية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين سر حركة "فتح" في الضفة دعا الحركات والأحزاب والمؤسسات الفلسطينية إلى فتح ابوابها للقيادات الشابة . مروان البرغوثي ل"الحياة": لا قيمة للتفاوض من دون مقاومة ومواصلة الانتفاضة والصمود والنفس الطويل ستنهي الاحتلال آجلاً أو عاجلاً
نشر في الحياة يوم 04 - 12 - 2002

من داخل زنزانته الصغيرة التي لا تجاوز مساحتها ثلاثة امتار مربعة في سجن "هداريم" في مدينة حيفا دعا القائد السياسي والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" مروان البرغوثي في مقابلة خاصة مع "الحياة" تمت من خلال محاميه الى "مواصلة الانتفاضة الفلسطينية والصمود والنفس الطويل" سبيلاً وحيداً لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وقال البرغوثي في اجوبته المكتوبة ان الفلسطينيين ربما يكونون الشعب الوحيد الذي "ستقام دولته على مساحة من الارض اقل بكثير من مساحة الدم الذي قدمه من أجلها". وأضاف ان خطة "خريطة الطريق الاميركية ضلت طريقها وتهدف الى انهاء الانتفاضة". ورفض البرغوثي الاصوات الفلسطينية التي انتقدت "عسكرة" الانتفاضة وقال إن ذلك كان أمراً "محتوماً" رداً على قرار اسرائيل منذ الاسبوع الاول مواجهتها بالعدوان وبالقوة. ورأى انه حان الوقت لأن تفتح المؤسسات الفلسطينية ابوابها "للجيل الشاب" من خلال عملية ديموقراطية و"في اقرب وقت". وقال: "على هذه الارض شعب يستحق ان نضحي ونموت من اجله. وهذا الشعب هو السيد والفيصل والحكم وعلى الجميع ان ينصاع لقراره". وشدد البرغوثي الذي ينتظر ان تبت المحكمة الاسرائيلية في العشرين من الشهر الجاري ب"صلاحية" السلطة المحتلة في محاكمته على ضروة استمرار المقاومة والانتفاضة، مؤكداً أن "لا جدوى ولا قيمة للتفاوض في غيابهما". وفي شأن البيت الفلسطيني الداخلي، دعا البرغوثي الى اجراء حوار بين حركتي "فتح" و"الجهاد الاسلامي" والتنظيمات الفلسطينية الاخرى على غرار الحوار الذي يجري مع حركة "حماس" واصفاً اياه بأنه "ضرورة حتمية ومهمة جدا". وطالب البرغوثي كل الفصائل وتنظيمات المعارضة الفلسطينية بالمشاركة في الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية لأن "شركاء الدم والتضحية والمقاومة هم شركاء في صنع القرار"، مشيراً إلى ضرورة توافر الشروط اللازمة لاجراء انتخابات ديموقراطية. وفي ما يأتي نص المقابلة:
كيف تقوّم الانتفاضة بعد اكثر من عامين على انطلاقها، وهل تؤيد من يقول انه يجب تصحيح مسارها وما هو المطلوب في رأيك لعمل ذلك؟
- الانتفاضة جاءت تعبيراً عن إرادة الشعب الفلسطيني وهي ضرورة وطنية حتمتها الظروف والتطورات ووصول عملية السلام الى طريق مسدود، والانتفاضة هي حركة استقلال الشعب الفلسطيني. والآن ومنذ سنتين وبضعة اشهر، يخوض الشعب الفلسطيني اهم واشرس معركة منذ وعد بلفور دفاعاً عن هويته الوطنية وفي سبيل بناء دولته الوطنية المستقلة. وحقق شعبنا صموداً اسطورياً لا سابق له في تاريخ العرب والمسلمين .وقد تمكن شعبنا بانتفاضته من ابتداع اساليب ووسائل نضالية كفاحية تعوض عن الخلل الاستراتيجي في ميزان القوى. ان ما هو في ايدي الشعب الفلسطيني اقوى واكبر من العدوان وآلة الحرب والدمار الاسرائيلية. ان المطلوب هو ان تنسجم السياسة الرسمية انسجاماً تاماً مع الانتفاضة بوصفها خيار شعبنا من اجل الحرية والاستقلال.
ما رأيك في الانتقادات التي وجهها بعض الاشخاص الى ما يصفونه ب"عسكرة الانتفاضة"؟
- ان الانتفاضة بدأت حركة شعبية جماهيرية سلمية، ولكن الاحتلال تصدى لها بهمجية وعنف وباستخدام مذهل للقوة العسكرية. وليتذكر الجميع ان قوات الاحتلال اطلقت في الاسبوع الاول مليوني رصاصة دونما حاجة فعلية لذلك! واسرائيل قررت منذ اليوم الاول مواجهة الانتفاضة بالعدوان وبالقوة والتدمير والاغتيال، الأمر الذي حتم على الانتفاضة ان تدافع عن نفسها وعن الشعب الفلسطيني. وكان لا بد من المقاومة المسلحة لمواجهة العدوان والمقاومة هي واجب وحق مقدس للشعب الفلسطيني. وكان لا بد من المقاومة لمواجهة الاحتلال، وليتذكر الجميع ان الشعب الفلسطيني فاوض عشر سنوات وقبل بشروط واتفاقات صعبة وقاسية ومذلة في بعض جوانبها ولم يحصل سوى على سلطة على السكان من دون الارض ومن دون سيادة. وقد اثبتت الاحداث ان المفاوضات لا جدوى منها من دون المقاومة. وحتى تكون المفاوضات ذات جدوى، يجب ان تستند للانتفاضة والمقاومة. ونحن قلنا نقاتل ونفاوض، والانتفاضة والمقاومة اثبتتا جدارتهما وقدرتهما على ضرب الاحتلال واضعافه على طريق هزيمته.
هل تؤيد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعدها اذا توافرت ضمانات دولية، أم ترى انه يجب تأجيلها؟
- الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية هي ضرورة وحاجة وطنية وهي أحد أعمدة النظام الديموقراطي الذي ننشده، ولا ديموقراطية من دون انتخابات عامة ديموقراطية ونزيهة وشفافة لانتخاب ممثلي الشعب ورئاسته. والسؤال هو في اية ظروف وباي شروط تجرى الانتخابات؟ انني اعتقد انه في حال انسحاب قوات الاحتلال يمكن اجراء الانتخابات. ويتوجب ان يسبقها اتفاق بين كل القوى المناضلة للمشاركة فيها واخذ ملاحظات الجميع عليها. إن غياب بعض القوى عن الانتخابات، وبالذات صاحبة الثقل الكفاحي، سيجعل اجراء الانتخابات صعبا، ولن تحقق النتائج المرجوة. ان كل القوى من دون استثناء يجب ان تنظر الى الانتخابات باعتبارها ممارسة لشكل من اشكال السيادة الوطنية وان مرجعيتها هي الشعب الفلسطيني وانها استجابة للرغبة الشعبية في التغيير، وانها ايمان حقيقي بالتعددية وسيادة القانون والحريات العامة. والاهم قناعة بتداول السلطة الذي يعتبر احد ركائز العملية الديموقراطية، وهي خطوة نحو تعزيز الانتفاضة والمقاومة ويجب ان تشكل قوة لهذا الخيار، وهي تمنح هذا الخط الذي يجمع عليه شعبنا فرصة لتكريس نفسه ديموقراطياً ايضاً. ويبقى من البديهي القول ان اجراء الانتخابات لا يمكن ان يتم في هذه الظروف بل يستحيل ذلك.
ما هو المطلوب فلسطينياً وعربياً حتى تحقق الانتفاضة اهدافها؟
- المطلوب فلسطينياً هو تعزيز الوحدة الوطنية التي اثمرتها الانتفاضة وتكريسها، ويجب التقدم خطوة كبيرة الى الامام بالوحدة الوطنية باقرار وثيقة الانتفاضة، وثيقة البرنامج السياسي الذي يؤكد على انهاء الاحتلال كاملاً واقامة دولتنا كاملة السيادة وعاصمتها القدس والذي يشدد على حل قضية اللاجئين طبقا للقرار الدولي 194 وعلى انها قضية تشكل جوهر الصراع، كذلك تؤكد ان الانتفاضة والمقاومة هما الاسلوب والخيارالامثل لانجاز حقوقنا الوطنية، وان كل قدراتنا وقوانا وسياستنا يجب ان توظف لخدمة هذا الخيار وان نقيم ونؤسس الاطار المناسب لقيادة شعبنا نحو الحرية والاستقلال بإقرار استراتيجية واضحة ومقبولة للجميع ومشاركة الجميع في صنع القرار فشركاء الدم والتضحيات هم شركاء في القرار. وآن الاوان لاجراء التغيير الجوهري في بناء النظام السياسي الفلسطيني وأسلوبه واطره على قواعد جديدة تخدم هذه الاهداف كما انه يتطلب تكريس كل الامكانات الفلسطينية لتعزيز صمود شعبنا ومساعدة القطاع النضالي والمتضررين من عدوان الاحتلال وأولئك الذين لحق الدمار بممتلكاتهم ومنازلهم وورشهم وكذلك الفئات التي فقدت مصدر رزقها. يجب توزيع عبء الانتفاضة على الجميع ويجب ان لا تدفع ثمن الاستقلال فئات محددة فقط. ان علينا ان نتقاسم لقمة الخبز وان نحدد اولويات الصرف المالي بما يخدم استمرار الانتفاضة وصمود شعبنا. اما عربياً، فإن المطلوب هو ان يتصرف العرب باعتبار الانتفاضة هي خيار العرب في فلسطين وليست خيار الفلسطينيين فقط. وبهذا يترتب على الاشقاء العرب مسؤوليات سياسية واقتصادية ومالية واعلامية ودعم من كل الجوانب. وأنا مؤمن ان الجماهير العربية ما زالت تلتف حول الانتفاضة وتدعمها بقوة والمطلوب هو تعزيز هذا الدعم ومواصلته.
هل ما زلت تؤمن بإمكان تحقيق السلام مع اسرائيل، خصوصاً بعد كل ما مر خلال العامين الأخيرين من قتل وتدمير واذلال للشعب الفلسطيني؟ وهل ترى فائدة من الحوار مع اليسار الاسرائيلي؟
- ان شروط السلام واضحة وهي انهاء الاحتلال والانسحاب الكامل من ارضنا واقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين على قاعدة ممارسة حق العودة طبقاً للقرار 194، وأي حل لا يلبي هذه الشروط محكوم عليه بالفشل والانهيار ولا يقبل به الشعب الفلسطيني. كما ان المفاوضات لن تجدي الا اذا استندت الى الانتفاضة واستمرار المقاومة. والتعاون مع القوى والشخصيات الرافضة للاحتلال والمؤيدة للدولة كاملة السيادة والرافضة للعدوان وحرب الابادة والمجازر التي نتعرض لها مقبول وضروري وهو جزء من كفاحنا الوطني.
ما رأيك بالحوار والتفاوض مع واشنطن خصوصاً أن موقفها ليس بأفضل من موقف حكومة شارون كما يقول الفلسطينيون؟
- الولايات المتحدة شريك كامل في العدوان الذي يتعرض له شعبنا منذ اكثر من سنتين، وهي التي تقدم الدعم والغطاء السياسي والدعم الاقتصادي والعسكري لهذا العدوان وهي لن تستطيع ان تكون راعية للسلام وقد تمكنت الانتفاضة من انهاء التفرد الاميركي وفرضت المشاركة الدولية من خلال الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة الى جانب الولايات المتحدة، خصوصاً أن أميركا تتحمل المسؤولية عن فشل عملية السلام وانهيار المفاوضات بسبب رعايتها لإسرائيل وانحيازها المطلق لها. وعلى الولايات المتحدة ان تدرك ان القضية الفلسطينية هي جوهر ولب الصراع وانها ذات ابعاد عربية ودينية وانسانية ودولية، وان حلها حلاً مقبولاً للشعب الفلسطيني هو أحد شروط الاستقرار والامن على الصعيد الدولي.
كيف تقرأ "خريطة الطريق" التي يتحدثون عنها؟
- ان "خريطة الطريق" هي محاولة ضلت الطريق لان الامر في منتهى الوضوح ولا يحتاج الى كل هذا التعقيد اذا توافرت الارادة الدولية لحل الصراع بشكل شامل في الشرق الاوسط. إن أية خطة لا تنص بوضوح وبجدول زمني محدد ومضمون دولي للتنفيذ لن يجدي. ان النص يجب ان يقول بالانسحاب الشامل لحدود الرابع من حزيران يونيو وان تقام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على الارض والبحر والسماء والاجواء واخلاء شامل للمستوطنات وان تكون القدس المحتلة عاصمة لدولة فلسطين وان تنص على حق عودة اللاجئين. ان اية مبادرة او خطة لا تحدد ذلك لن يكتب لها النجاح. ان الانتفاضة انطلقت بسبب فشل عملية السلام في تحقيق هذا الهدف وهي تنتهي بمجرد تحقيق هدف الحرية والاستقلال. وان كل المشاريع او المبادرات التي تطرح جاءت لتنهي الانتفاضة لا للمعالجة والتعاطي مع اهدافها او أسبابها. اننا نتطلع بالتأكيد الى دعم دولي لانهاء الاحتلال واية محاولة للالتفاف على هذا الموضوع تحديداً لن تجدي فقرار شعبنا نهائي ولا رجعة عنه في مواصلة الانتفاضة حتى الاستقلال. وقد فشلت اسرائيل فشلاً ذريعاً في وقفها بقوة الجيش والعدوان وهي تقف الان عاجزة تعبر عن افلاس في مواجهة الانتفاضة.
كيف تفسر التناقض في الموقف الاسرائيلي الشعبي حيث يدعم من جهة اليمين واليمين المتطرف، ويؤيد من جهة اخرى اقامة دولة فلسطينية وفقا لما تفيد به استطلاعات الراي العام الاسرائيلي؟
- ان كل اسرائيلي يدرك ان طريق الحل العسكري، اي العدوان والاحتلال والقوة والمزيد من القوة والاغتيالات والاعتقالات وتدمير البيوت والممتلكات والحصار ومنع التجول والتجويع والطرد والاذلال، طريق فشلت وقد شنت اسرائيل حرب ابادة منذ 27 شهراً بكامل قوتها وهي فشلت، ووقف الانتفاضة والمقاومة وفشلت في تحقيق الامن الذي وعدت به. وما على حكام تل ابيب سوى مصارحة شعبهم ومخاطبته بصدق وشجاعة والقول لهم بصوت عال: "لقد فشلنا في اخماد الانتفاضة، ان انهاء الاحتلال وحده الذي يحقق الامن". على حكام اسرائيل ان يوفروا المعاناة والضحايا من الجانبين وان يأخذوا قراراً تاريخياً بمصارحة شعبهم في هذه الانتخابات وان يقولوا لهم ان هزيمة شعب يتطلع للحرية والاستقلال ويرفض الاستعباد مهمة مستحيلة وان الطريق الوحيد للامن والسلام وانقاذ الاقتصاد يكمن في انهاء الاحتلال والانسحاب الشامل والاعتراف بدولتنا المستقلة.
هل انت راض عن الوضع داخل حركة "فتح"؟ وإذا كان هناك ملاحظات معينة، فما هي؟
- لقد شاركت حركة "فتح" وقامت بدور فاعل في الانتفاضة وفي المقاومة وهذا ما هو مطلوب ومتوقع منها، ويجب ان تواصل هذا الدور التاريخي الى جانب شعبنا بكل قواه وعلى كل مؤسسات الحركة الانخراط بشكل اعمق واشمل في هذه الانتفاضة، وآن الاوان لترتيب الوضع الداخلي في الحركة بما يعزز دورها في النضال والكفاح من اجل الحرية والاستقلال. ان المطلوب هو الاعداد الجاد لاجراء تغييرات جوهرية وعميقة وشاملة في بنية وتركيبة مؤسسات الحركة عبر الاعداد لمؤتمر وطني جديد للحركة وان يصار الى بث حياة جديدة في داخلها. وحتى تكون المؤسسات القيادية تعبيراً عن كفاح وتضحيات ونضال الحركة خلال هذه المسيرة الظافرة، يجب ان يوظف جميع قادة وكوادر وعناصر الحركة ومؤسساتها امكاناته لخدمة وتعزيز الانتفاضة ورعاية صمود شعبنا.
ماذا عن الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس"؟ هل يمكن ان يؤدي الى نتيجة، وما هو المطلوب من المحاورين بالنيابة عن "فتح"؟
- الحوار بين "فتح" و"حماس" هو ضرورة وطنية ملحة جداً وله أهمية كبيرة، وهو خطوة مهمة جداً نحو الحوار الشامل للوصول الى استراتيجية شاملة تمثل الاجماع الوطني ويجب ان يجري حوار مع حركة الجهاد الاسلامي ايضاً فهي حركة لها ثقلها ودورها في الساحة ايضاً وكذلك مع الجبهتين الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب وجميع القوى والشخصيات والفعاليات. إن الحوار يجب ان يتوج وبشكل عاجل بمؤتمر وطني للتوقيع على وثيقة الانتفاضة، "وثيقة الحرية والاستقلال" وان المطلوب من هذا الحوار هو تعزيز الانتفاضة والمقاومة وتكريسها خياراً لشعبنا والاتفاق على أسس التحرك السياسي بما يخدم هذا الخيار والخروج باطار موحد لقيادة الشعب الفلسطيني.
هل هناك صراع بين القيادة التقليدية للشعب الفلسطيني والقيادة الشابة؟ لماذا وكيف؟
- لقد آن الأوان لان تفتح مؤسسات الشعب الفلسطيني ومؤسسات الحركات والاحزاب الفلسطينية ابوابها للجيل الجديد والقيادات الشابة وان افضل طريق هو ممارسة العملية الديموقراطية على اسس نزيهة وصحيحة وسليمة، وآن الاوان لكثير من القيادات والمسؤوليين ان يغادروا مواقعهم لفشلهم في اداء دورهم والقيام بمهماتهم ومسؤولياتهم في هذه المعركة المصيرية التي يخوضها شعبنا بدم ابنائه وجوعه وعرقه. وهذا يجب ان يتم من خلال عملية ديموقراطية قانونية وباقرب وقت تسمح به الظروف. ان على القيادات ان ترتقي الى مستوى شعبنا العظيم الذي ما زال اسطورة الصمود التاريخي والذي يسجل تحدياً فريداً للاحتلال والعداون والحصار. ان ما قدمه شعبنا في هذه المعركة قل نظيره في التاريخ المعاصر. وعلينا ان نتمسك بقاعدة التعددية وحرية التعبير عن الرأي مهما اختلفت الآراء والاجتهادات. وليس من حق أحد ان يكون سيداً في هذه البلاد سوى الشعب الفلسطيني نفسه، فهو السيد والفيصل والحكم وصاحب القرار الأول والأخير، وعلى الجميع ان ينصاع لإرادته ولمصلحته ولما يقرره ويعمل من اجل هذا الشعب العظيم. لقد كان يردد يوماً الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "على هذه الارض ما يستحق الحياة"، وانا اقول ان على هذه الارض شعب يستحق ان ان نضحي ونموت من اجله ومن اجل حريته واستقلاله. على الجميع ان يعيد النظر في سلوكه بما ينسجم وكفاح هذا الشعب العظيم.
كيف ترى الوضع الفلسطيني اذا شنت الولايات المتحدة حربها على العراق؟
- ان العدوان على العراق هو عدوان على الامة وعلى الارادة الدولية وعلى المجتمع الدولي، فقد خرجت الملايين في انحاء متفرقة من العالم ترفض العدوان، وعلى المجتمع الدولي ان يواجه هذا العدوان ويرفضه. اما في حال وقوعه، وما يشيعه بعضهم من ان ذلك العدوان سيقضي على مستقبل الشعب الفلسطيني، فإنني اقول إن على رغم فداحة الخسارة التي ستلحق بالعرب في حال العدوان، فإن الشعب الفلسطيني وقضيته هما الثابت الوحيد في عالم المتغيرات. إن قضيتنا غير قابلة لا للنسيان ولا للضياع ولا للتغييب وكل هذا تم تجريبه من دون جدوى.
هل تعتقد ان الشعب الفلسطيني في مأزق؟ واذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن الخروج منه؟
- الشعب يخوض المقاومة وهي حقنا المشروع ضد الاحتلال والعدوان ونحن ندفع ثمن غياب الرافعة العربية والدولية وغياب القرار الدولي النزيه ونحن ندفع ثمن حريتنا واستقلالنا القادم لا محالة. نحن جعلنا العالم الآن يتحدث عن قضية واحدة فقط هي انهاء الاحتلال الاسرائيلي وآلية اقامة دولة فلسطينية. إن الانتفاضة توشك على القضاء على الاحتلال ومقومات وجوده. لقد اسقطت الغطاء السياسي الذي تتستر به اسرائيل، كما الحقت خسائر كبيرة باسرائيل على كل الصعد وفي المجالات كافة. لقد حققنا صموداً اسطورياً غير مسبوق في تاريخ العرب والمسلمين والتاريخ الانساني منذ عشرات السنين. اننا نسجل ملحمة صمود وملحمة كفاحية هي ملحمة الحرية والاستقلال والسيادة. اننا ندفع ثمناً غالياً لأننا في فلسطين اقدس ارض على وجه الارض وربما نكون الشعب الوحيد في العالم الذي ستقام دولته على مساحة ارض اقل بكثير من مساحة الدم الذي قدمناه في سبيلها وفي سبيل الحرية والاستقلال. لقد اسقطت الانتفاضة في غضون سنتين حكومتين والثالثة ستسقط ان لم تأخذ قراراً شجاعاً بانهاء الاحتلال وعلينا ان ندرك ان مصير تضحيات سنتين وثلاثة اشهر يتقرر بصمودنا في هذا العام الحاسم وفي استمرار الانتفاضة. ان مواصلة الصمود والنفس الطويل والانتفاضة وحدها التي تنهي الاحتلال آجلاً أم عاجلاً، ويجب ان نرفض بشدة أي محاولة لاعادتنا الى نقطة الصفر والى حال العجز، فلا قيمة ولا جدوى للتفاوض في غياب المقاومة والانتفاضة. ولا تصدقوا لا "خريطة طريق" ولا مبادرة هنا او مبادرة هناك. صدقوا شيئاً واحداً هو تجربتكم وما تلمسونه على الارض. ووحده رحيل الاحتلال ما سيتحقق قريباً، والاحتلال في حال انهيار حتى لو بدا انه يحتل ارضنا وبيوتنا لكنه فاشل ومهزوم مهما امتلك من قوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.