شدد الرئيس بشار الأسد رداً على أسئلة ل «الحياة» على أهمية ان تكون عملية إصلاح النظام الرسمي العربي «جدية وليست شكلية»، وتستند الى «إرادة سياسية» بتطوير العمل العربي، مشيراً الى ان سورية استعجلت التحرك نحو قارة أميركا اللاتينية لاستمرار دعم دولها القضايا العربية و«قضايانا لا تستطيع الانتظار». واشار الى ان المغتربين الذي التقاهم خلال «الزيارة التاريخية» لأربع دول من اميركا اللاتينية - الجنوبية «عبروا عن الحالة الطبيعية» بين سورية ولبنان. وحض قادة هذه الدول على دعم الوسيط التركي في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. وكان الاسد يتحدث الى عدد من الصحافيين السوريين، بينهم موفد «الحياة»، رافقوه في جولته على فنزويلا وكوبا والبرازيل والارجنتين. وقال الرئيس السوري ان زياراته «فتحت آفاقاً جديدة بشكل واسع» لتطوير العلاقات مع هذه الدول، وأن وفوداً ستزور دمشق في الفترة المقبلة لوضع تصورات لتفعيل العلاقات وإبرام اتفاقات. ونوّه باستقلال القرار السياسي لهذه الدول ودعمها القضايا العربية، قائلاً ان البرازيل وتركيا صوتتا في مجلس الأمن ضد العقوبات على ايران و«التزمتا» ما اتفقتا عليه مع طهران، ما يؤكد استقلال هذه الدول. واوضح انه حض قادة الدول الذين التقاهم في جولته على «دعم الدور التركي» في رعاية اي مفاوضات غير مباشرة مقبلة بين سورية واسرائيل، وقال: «الدور التركي هو الأساسي، والأطراف الأخرى تدعمه»، وانه لا يمكن لاي طرف ان يغطي على دور انقرة بعد نجاح وساطتها النزيهة العام 2008. واكد تمسك سورية باستعادة كامل الجولان المحتل، وقال ردا على سؤال انه "بالنسبة الى سورية، ليس هناك فرق بين مسؤول اسرائيلي وآخر، وان لسورية أرضاً محتلة ومتطلبات للسلام، وانه ما لم تتحقق لن تذهب الى توقيع اتفاق السلام". واوضح الاسد ان سورية «استثمرت الرياح السياسية لمصلحتها» في السنوات الماضية التي تعرضت فيها المنطقة لجملة من التغييرات شملت الانتفاضة وانعكاسات احداث 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001 والحرب على افغانستان والعراق، قائلا ان «الدور السوري في الشرق الاوسط ادى الى صمود سورية»، وان دمشق «استطاعت تحويل السلبيات الى ايجابيات لصالحها». وسألت «الحياة» عن المخاطر التي تقف وراء نتائج الجولة في أميركا اللاتينية، فأشار الى ان الدعم الذي تقدمه هذه الدول للقضايا العربية كان «أحد الحوافز لاستعجال» قيامه بالزيارة لتكون الاولى لرئيس سوري. واضاف: «كون أميركا اللاتينية صعدت، فسيكون هناك اهتمام اكبر» من اسرائيل واميركا بالتأثير في مواقفها السياسية في السنوات المقبلة. وشدد على اهمية التواصل مع الاجيال الجديدة من المغتربين العرب الذين شكّل اباؤهم واجدادهم قاعدة للموقف في دولهم، ذلك ان اميركا الجنوبية «ساحة سياسية مهمة» يجب استمرار الاهتمام بها. وحذر من مساعي الاسرائيليين وجماعات ضغط الى «سحب» هذه الساحة وساحات الاخرى من العرب. وقال الاسد رداً على سؤال آخر ل «الحياة»: «احد النقاط التي تعلمناها في الزيارات، ان السوريين واللبنانيين موجودون. وهذه الحالة الطبيعية، وعبروا عن الحالة الطبيعية بين سورية ولبنان» ذلك انهم هاجروا الى هذه القارة «معاً، وجاؤوا من مجتمع واحد، وهم لا يميزون بين سورية ولبنان». وعن العلاقة مع اميركا، قال ان الرئيس باراك اوباما عيّن سفيراً له في واشنطن، ورفعت واشنطن الاعتراض على انضمام سورية الى منظمة التجارة العالمية، وسمحت بتصدير قطع طيران للشركة السورية، وهي «خطوات محدودة تدل الى رغبة في تحسين العلاقات. الى اين ستصل، لا استطيع التحديد. هل تستطيع (الادارة) تحويل النيات الى واقع؟». وسألته «الحياة» عن مقترحات تطوير النظام العربي وإقامة علاقات مع الدول المجاورة المطروحة على جدول القمة العربية الاستثنائية في الخريف المقبل، فأوضح ان دمشق تؤيد الفكرة اذا كانت قائمة على شيء مؤسساتي، مع ضرورة الا تكون انتقائية، مع دعم المنتدى العربي - التركي القائم. كما اكد ضرورة وجود «ارادة سياسية» لتطوير آليات العمل العربي.