تلقت قيادة القوة الدولية في كابول تحذيرات من هجوم محتمل بسيارة مفخخة يستهدفها، أو احتمال تعرض أفرادها للخطف من جانب أنصار "طالبان" و"القاعدة". وعمّم التحذير على الاجانب ومعظمهم صحافيون أو عمال إغاثة. وفي الوقت نفسه، واجهت القوات البريطانية التي أرسلت الى أفغانستان صعوبة في الوصول لان السلطات الباكستانية رفضت السماح لها باستخدام موانئها، وذلك خوفاً من تصاعد النقمة في الشارع الاصولي. إسلام آباد، كابول، لندن - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - قال الناطق باسم القوة الدولية في كابول الملازم أول طيار توني مارشال أمس، إن تقارير استخباراتية أشارت الى أن مقاتلين مناهضين للاميركيين أعدوا ست سيارات مفخخة لتفجيرها لدى مرور دورياتها في شوارع العاصمة الافغانية. وأضاف أن التقارير نجحت في تحديد مخابىء تلك السيارات. وأشار مارشال الى أن تحذيرات أخرى من تعرض أجانب للخطف، عمّمت على أفراد القوة الدولية، إضافة الى الصحافيين وموظفي منظمات الاغاثة الاجنبية. وقال إن الهدف من أعمال الخطف هي المطالبة باطلاق معتقلين من "القاعدة" و"طالبان" لدى القوات الاميركية التي تحتجزهم في قندهار أو في غوانتانامو. وأكد الناطق أن معلومات تفيد أن مجموعتين على الاقل للمقاتلين المناهضين للاميركيين ترابطان في ضواحي كابول، لكنه لم يعط تفاصيل عن عدد هؤلاء. باكستان الى ذلك، كشفت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن رفض إسلام آباد السماح للقوات البريطانية بالمرور عبر أراضيها، يعود إلى مخاوف رسمية من أن يقود ذلك إلى تفجر الشارع الباكستاني، خصوصاً بعد إفراج الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن الزعيمين الإسلاميين القاضي حسين أحمد ومولانا فضل الرحمن وكذلك المئات من الناشطين الإسلاميين. وأوضحت المصادر أن باكستان رفضت بشكل واضح استقبال القوات البريطانية والتي وصلت طلائعها مباشرة أمس، إلى مطار بغرام شمال كابول. وعزت بعض المصادر الباكستانية السبب إلى مصادفة وصول القوات مع ذكرى عاشوراء، ما قد يسبب متاعب أمنية، ولو كان مراقبون يرون أن ذلك ذريعة باكستانية لتفادي نزول قوات بريطانية على أراضيها. متطوعون باكستانيون ويأتي ذلك مع حال من الغليان تسود مناطق القبائل الباكستانية المحاذية لأفغانستان والتي استعد رجالها إلى الانضمام إلى جيش أعلن عن تشكيله القائد الموالي ل"طالبان" سيف الرحمن منصور والذي سيضم نحو خمسة آلاف مقاتل من أجل محاربة القوات الأميركية . وكانت القبائل الباكستانية حذرت السلطات العسكرية الأميركية من مغبة دخول أراضيها بحجة ملاحقة مقاتلي "طالبان" أو"القاعدة"، على ما أعلن قائد قوات التحالف الدولي في أفغانستان الجنرال تومي فرانكس . وأفادت مصادر باكستانية موثوق بها في مناطق القبائل ل"الحياة" أمس أن الأجهزة الأمنية الباكستانية استدعت عناصرها المنتشرة على طول الحدود مع أفغانستان، ما يشير إلى عدم رغبة الأجهزة الأمنية في التورط في العمليات الاميركية. ورأى مراقبون أن السلطات الباكستانية التي كانت تتوقع أن تنتهي العمليات العسكرية في أفغانستان في فترة قصيرة، وجدت نفسها أمام بقاء شبه دائم للقوات الأميركية وغيرها ، وهو ما يضع عبئاً كبيراً على الحكومة، خصوصاً أن منح ميناء كوادر على بحر العرب إلى الصين وحرمان الشركات الأميركية منه، شكل صفعة للتواجد الأميركي في باكستان، على رغم أن القواعد الجوية التي تستخدمها القوات الأميركية في باكستان لا تبعد سوى ستين كيلومتراً عن ميناء كوادر . وتعتقد بعض المصادر أن الرئيس الباكستاني المعني الآن بإجراء استفتاء يضمن بقاءه في السلطة لخمس سنوات مقبلة، سيعمل على تقديم تنازلات إلى الأحزاب الإسلامية الباكستانية من أجل ذلك. وتجلى ذلك أول من أمس، ببث التلفزيون الباكستاني مقاطع من كلمة زعيم الجماعة الاسلامية قاضي حسين أحمد أمام متظاهرين وصل عددهم إلى أكثر من 20 ألف شخص، في وقت منعت السلطات الرسمية تظاهرة مشابهة لحركة استعادة الديموقراطية والتي تضم الأحزاب الرئيسة في البلاد وعلى رأسها حزب الشعب بزعامة بينظير بوتو ، وحزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف. وكان زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية القاضي حسين أحمد طالب أول من أمس الرئيس الباكستاني بإخراج القوات الأميركية من باكستان بعدما انتشرت هذه القوات في أكثر من سبعين في المئة من القواعد الجوية الباكستانية.