ميرانشاه (باكستان)، واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - قتل 18 متشدداً بهجمات صاروخية شنتها طائرات أميركية من دون طيار في شمال غربي باكستان حيث تستهدف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مخابئ حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، كما اعلن ضباط باكستانيون امس. وجاءت الغارات في اطار سلسلة ضربات جوية أميركية مكثفة تواصلت منذ ستة أيام في اقليم شمال وزيرستان القبلي الذي يعتبر أحد معاقل «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة» و»طالبان» الافغانية. وأعلن مسؤول عسكري باكستاني بارز ان «عشرة متمردين قتلوا عندما استهدف صاروخ اميركي مبنى يملكه ناشط اسلامي محلي» في بلدة دانداي دارباخيل في ضاحية ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان. وبعد ساعات، اطلقت طائرة ثانية من دون طيار صاروخين في اتجاه سيارة تقل مسلحين متشددين، ما اسفر عن مقتل اربعة منهم. ووقع الهجوم الثالث في منطقة قريبة من الحدود مع افغانستان وقتل فيه 4 متشددين. تزامن ذلك مع تهديد اطلقه قاري حسين احد أبرز قادة «طالبان باكستان» والمكلف تجنيد وتدريب انتحاريين بهجمات تطاول اميركا وأوروبا «قريباً»، رداً على الضربات الاميركية في منطقة القبائل. كما تزامن مع ستة هجمات دامية شنها المتشددون، أسفرت عن حوالى 130 قتيلاً، خلال ستة أيام. في أفغانستان، أعلن زعيم «طالبان» الملا محمد عمر ان مقاتليه قريبون من تحقيق النصر وطرد القوات الأجنبية. وفي بيان وزعه على وسائل الإعلام لمناسبة نهاية شهر رمضان، دعا الملا عمر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سحب القوات الأميركية «من دون شرط وفي أقرب وقت». وخاطب زعيم «طالبان» الأفغان، قائلاً ان «هذه المقاومة الجهادية باتت قريبة من غاياتها بفضل اتساعها وقوة دفعها ونجاحها». وأضاف: «أؤكد لكم أن أيام المعاناة والصعوبات لن تطول. قريباً إن شاء الله ستجد قلوبنا الحزينة عزاءها مع طرد العدو الغازي». من جهة أخرى، بدأت في كابول أمس، مراسم احياء ذكرى القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود الذي اغتالته «القاعدة» في 9 أيلول (سبتمبر) 2001 عشية هجمات نيويوركوواشنطن. وتشكل الذكرى سنوياً، مناسبة لاستعادة تاريخ مسعود في التصدي لنظام «طالبان» التي لم تتمكن من احتلال معاقله شمال كابول على رغم بسط سيطرتها على انحاء افغانستان. وشارك انصار مسعود في اسقاط نظام الحركة خلال الحرب الاميركية عليه نهاية 2001، وتقاسموا السلطة مع الرئيس حميد كارزاي. على صعيد آخر، اعلنت لندن استقالة مبعوثها الخاص الى افغانستان شيرارد كوبر كولز المناهض لسياسات «الاطلسي» في هذا البلد. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعيين كارين بيرس مديرة دائرة جنوب آسيا وأفغانستان في الوزارة، خلفاً لكوبر كولز. وأوضحت الوزارة في بيان ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل استقالة المبعوث الخاص السابق الى أفغانستانوباكستان والذي عُيّن في منصبه في شباط (فبراير) 2009 وكان من أشد المنتقدين لسياسة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة في أفغانستان، وطالب بإعطاء المحادثات مع «طالبان» أولوية أكبر. وكانت تقارير أشارت الى أن كولز طُرد من منصبه في حزيران (يونيو) الماضي، بسبب دعوته إلى إشراك «طالبان» في النقاشات حول مستقبل أفغانستان، ما وضعه في موقف تصادمي مع كبار ممثلي «الأطلسي» والولايات المتحدة في أفغانستان.