استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض الأسبوع الماضي الندوة الدولية لحوار الحضارات على مدى أربعة ايام. وشارك فيها عدد من المفكرين والباحثين العرب والأجانب قدموا ابحاثهم ومداخلاتهم في 17 جلسة. رعى الندوة التي بدأت يوم الأحد في 17 آذار مارس الجاري واختتمت في 20 منه، ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي اعتبرت كلمته وثيقة اساسية من وثائق الندوة. وإضافة الى الكلمة التي ألقيت باسمه في جلسة الافتتاح، ألقيت كلمات باسم الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. واختتم الجلسة المشرف العام على المكتبة فيصل بن معمر. بدأت اعمال الندوة بجلسة عن "جهود خادم الحرمين في دعم المراكز والملتقيات الإسلامية ورعايتها" تلتها جلستان مسائيتان، حاضر في الأولى رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور الشيخ صالح بن حميد عن "موقف الإسلام من الإرهاب". واستضافت الثانية خمسة باحثين ابرزهم المفكر المصري محمود امين العالم والعراقي ميثم الخيابي. وأثارت نقاشاً واسعاً على خلفية ما اثاره العالم عن "صراع الحضارات ام صراع مصالح وهمية؟" وقوبل بانتقاد للخطاب الحماسي واعتبره البعض دليلاً على إفلاس اليسار العربي. وفي اليوم التالي، اقيمت ثلاث حلقات نقاشية، وقدمت محاضرة بعنوان "التسامح في الإسلام" لوزير الثقافة والإرشاد الإيراني السابق عطاء الله مهاجراني، حاول من خلالها ان يؤسس لمقولة التسامح في الإسلام، بوصفها اساساً مهماً، بعث به الأنبياء والرسل. كما تحدث الدكتور عبدالله بن بيه عن "الإسلام وحوار الحضارات"، موضحاً مفهوم الحوار في الإسلام وأسسه وأهمية صوغ حوار اسلامي، فيما تحدث المفكر المصري السيد يسين، عن "الغرب الكوني والشرق المتفرد... دراسة تحليلية لحوار الحضارات". وتطرق الدكتور انور عبدالملك في الجلسة نفسها الى ضرورة مواكبة تغير العالم، وصوغ المشروع الحضاري الشرقي على تنوع يقوم على أسس واضحة. وفي الجلسة الأخيرة تحدث حامد الفاعي وحسن حنفي عن "صراع الحضارات ام حوار الثقافات... نماذج متبادلة". وفي اليوم الثالث، قدم محمد نورالدين افاية من المغرب بحثاً عن النمط الذي أنتجه التراث العربي الإسلامي للآخر، ورئيس الوزراء التركي السابق، نجم الدين اربكان بحثاً عن "علاقة الإسلام بالغرب... نظرة مستقبلية"، وختم اليوم بجلسة شارك فيها وجيه كوثراني وعقّب عليه المستشرق الروسي فيتالي نعومكن. وفي اليوم الأخير من الندوة، كان ابرز المشاركين المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي ريشارد مورفي، الذي تحدث عن الوضع بعد الحادي عشر من ايلول سبتمبر، وتداعيات الحرب على الإرهاب، والعلاقة بين اميركا والعرب، وموقف اميركا من مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وفي الجلسة الختامية، تحدث باتريك سيل، عن علاقة الشرق بالغرب، والإسلام وحوار الحضارات.