بغداد - رويترز - قال طبيب بيطري عراقي ان آلاف الاسماك التي نفقت في مزارع سمكية قريبة من بغداد قد تسممت نتيجة الذخائر التي استخدمتها القوات الاميركية والبريطانية وتحتوي على اليورانيوم المستنفد. وقال ظاهر حبيب ظاهر وهو جراح بيطري في مزرعة الأسماك الحكومية بالصويرة على بعد خمسين كيلومتراً جنوبي العاصمة بغداد، ان معدل النفوق بين الاسماك بلغ مئة في المئة في بعض المزارع السمكية. وبث التلفزيون العراقي صوراً لكميات كبيرة من الاسماك النافقة اثناء حرقها في احدى المزارع. وقال ظاهر ان الباحثين والمتخصصين عزوا هذا المرض الذي يصيب الاسماك الى استخدام اسلحة محظورة ألقتها القوات الاميركية على العراق. وصرح مدير المزرعة عادل السامرائي بأن نفوق الاسماك سببه اليورانيوم المستنفد ومواد سامة ألقتها القوات الاميركية والبريطانية. واليورانيوم المستنفد هو أحد مكونات الذخائر الخارقة للدروع. وعندما يصطدم سلاح مزود برأس مغطاة باليورانيوم بجسم ما فإنه ينتج بخاراً مشعاً بدرجة ضعيفة. وتقول السلطات العراقية ان قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة استخدمت ما يقدر بنحو 300 طن من ذخائر اليورانيوم المستنفد ضد العراق في الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 1991 لاستعادة الكويت. وتقع المزارع السمكية داخل نطاق منطقتي حظر الطيران اللتين حددتهما الولاياتالمتحدة وبريطانيا بعد حرب الخليج لمنع الهجمات التي يحتمل ان تشنها القوات الحكومية العراقية على السكان الأكراد والشيعة. ويؤكد العراق ان عدد حالات الاصابة بالسرطان بين العراقيين سجل ارتفاعاً حاداً منذ حرب الخليج بسبب استخدام اليورانيوم المستنفد. وفي العام الماضي بدأت منظمة الصحة العالمية اجراء دراسة متعمقة حول الآثار الصحية للقذائف التي استخدمت في العراق. لكن في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وبضغط من الولاياتالمتحدة صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة ضد اقتراح عراقي باجراء دراسة تدعمها الاممالمتحدة لمعرفة آثار قذائف اليورانيوم المستنفد التي استخدمت في حرب الخليج.