لندن، بغداد - الحياة، أف ب، رويترز - أعلنت بريطانيا أمس استعدادها للمشاركة في عملية عسكرية أميركية محتملة ضد العراق شرط "توافر الظروف الصحيحة" لها، وأبدت قلقها من استمرار هذا البلد في انتاج اسلحة الدمار الشامل مجددة مطالبة بغداد بالموافقة على عودة المفتشين الدوليين لتجنب مثل هذا التحرك المشترك. وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي. ان بريطانيا مستعدة لمشاركة واشنطن في توجيه ضربات الى العراق "اذا ما توافرت الظروف الصحيحة"، مشيراً الى ان استمرار بغداد في انتاج اسلحة الدمار الشامل ورفضها عودة عمليات التفتيش التي تقوم بها الاممالمتحدة تمثل بعض هذه "الظروف". وشدد هون على القلق الذي يساور بريطانيا حول محاولات العراق انتاج اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية، الا انه استبعد ان يكون النظام العراقي قام برعاية منظمات ارهابية مثل تنظيم "القاعدة". وقال ان "السبيل الوحيد امام بغداد لابعاد التهديد بتوجيه ضربة اليها هو قبولها بعودة مفتشي الاممالمتحدة لان ذلك سيزيل المخاوف الغربية في هذا الصدد". واشار هون الى ان الجهود الديبلوماسية القائمة حاليا وخصوصا مع دول الشرق الاوسط يجب ان تتواصل "الا ان علينا في نهاية المطاف ان نفكر بالهجوم العسكري اذا ما استمر التهديد العراقي"، واضاف ان "ما يجب ان يبقى في الاذهان بعد احداث 11 ايلول سبتمبر المروعة هو اننا لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بتجاهل مسائل يمكن ان تهدد أمننا". ورفض ناطق باسم وزارة الخارجية عرضاً عراقياً بارسال فريق من خبراء الاسلحة البريطانيين "اذا اعلنت بريطانيا كيف وأين يحاول العراق إنتاج اسلحة للدمار الشامل"، وقال ان "هذا العمل ليس من اختصاص السياسيين البريطانيين، ولا بد من توجيه مثل هذه الدعوة الى مراقبين محايدين ومتخصصين بهذا العمل ولهم خبرة للقيام به على افضل وجه" في اشارة الى مفتشي الاممالمتحدة. وجددت بغداد امس هذا الرفض، وقالت صحيفة "العراق" ان بغداد "اتخذت قرارها الوطني الثابت بان لا عودة لهؤلاء الجواسيس ... انه موضوع انتهى منذ زمن وقُبرت اللجنة الخاصة" التابعة للامم المتحدة، واضافت ان "هذا الملف قد انتهى وأغلق منذ فترة ليست بالقليلة وبشهادة واحد من المفتشين الذين تواجدوا في العراق على مدى سبع سنوات وذرعوا أرجاء العراق طولاً وعرضاً من دون العثور على اي أثر لاسلحة الدمار الشامل" في اشارة الى المفتش السابق في مجال نزع الاسلحة العراقية الاميركي سكوت ريتر. في هذه الاثناء تحدثت واشنطن عن صعوبات تواجه عقد اجتماع لضباط عراقيين معارضين لنظام الرئيس صدام حسين كان مزمعاً عقده في الولاياتالمتحدة قبل نهاية الشهر الجاري، فيما أعرب الشريف علي بن الحسين الناطق الرسمي باسم "المؤتمر الوطني العراقي" عن احتمال تأجيله بسبب بروز "مشاكل فنية" مثل "إشكالات في السفر للضباط من دول مختلفة إضافة الى الأمور المتعلقة بتأشيرات الدخول للمشاركين". وقال ناطق باسم الخارجية الاميركية ان هناك "صعوبات عملية لعقد اجتماع الضباط العراقيين في الولاياتالمتحدة، خصوصاً ان بعضهم يتمتع بوضع لجوء في دول اخرى وقد يقرر البقاء في الولاياتالمتحدة ولا يمكن ترحيله بسهولة".