دان العاهل المغربي الملك محمد السادس "منطق القوة" الذي تتبعه اسرائيل، واعتبر الحوار والتسامح واحترام حق الاختلاف "أفضل وسيلة للقضاء على الإرهاب". وجاء كلامه أمام المؤتمر ال107 للاتحاد البرلماني الدولي في مراكش، في وقت تظاهر إسلاميون أمام قصر المؤتمرات احتجاجاً على مشاركة نواب إسرائيليين فيه. مراكش المغرب - "الحياة" - واصل الاتحاد البرلماني الدولي، المجتمع في مراكشجنوب المغرب، أعمال دورته ال107 أمس والتي تستمر حتى 23 آذار مارس الجاري، بمشاركة نحو 600 نائب من 100 دولة. وهيمنت أزمة الشرق الأوسط على اللقاءات التي حصلت على هامشه، وكان ابرزها أمس اللقاء الذي جمع نواباً فلسطينيين واسرائيليين. وقالت مصادر نيابية ان رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريمون فورني اشتراكي جمع، في لقاء غير رسمي، رئيس الكنيست الاسرائيلية ابراهام بورغ ونائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السيد ابراهيم ابو النجا ومعه نواب فلسطينيون آخرون، بحضور رئيس مجلس الشعب المصري السيد فتحي سرور. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن فورني قوله في ختام اللقاء الذي استمر 45 دقيقة، ان النواب الاسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على الاجتماع مجدداً في 12 نيسان ابريل المقبل في شرم الشيخ مصر بدعوة من سرور. وقال ان "لقاء مراكش كان هدفه تجديد التزامي بالمشاركة في الزيارة التي يعتزم القيام بها بورغ لرام الله". ولم يُحدد موعد زيارة بورغ وفورني الى رام الله. لكن لمح مشاركون في لقاء مراكش الى امكان تحديده خلال لقاء شرم الشيخ. وقال فورني انه "امام مخاطر تزايد حدة المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين، اعتقد اكثر من اي وقت مضى، بضرورة القيام بهذه الخطوة". وتظاهر أمس حوالي اربعين شخصاً في مراكش، جنوب المغرب، احتجاجاً على مشاركة الوفد الاسرائيلي في دورة الاتحاد البرلماني الدولي. وجرت التظاهرة امام قصر المؤتمرات بدعوة من حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الممثل في البرلمان المغربي. وشارك فيها نواب ومسؤولون من حزب العدالة والتنمية منهم الامين العام المساعد للحزب السيد سعدالدين عثماني، وسط هتافات "شارون قاتل وبيريز ..." و"اهلا بالبرلمانيين الدوليين وليس بنواب اسرائيل". ونظمت تظاهرة مماثلة أمس داخل كلية العلوم في مراكش. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس أعرب، في افتتاح المؤتمر مساء الأحد، عن قلق بلاده إزاء "ركوب الحكومة الاسرائيلية منطق القوة والتقتيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل بدل اعتماد الخيار الحضاري للتفاوض في نطاق الشرعية الدولية". وقال: "منطق التاريخ يؤكد ان دوامة العنف والعنف المضاد ليست قدراً حتمياً، خصوصاً في منطقة مهد الأديان". وشدد على ان من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف رمز التعايش والتكامل. ورأى ان إشاعة ثقافة الديموقراطية اداة ناجعة لإدارة الاختلاف دولياً عن طريق الحوار والتسامح واحترام الحق في الاختلاف "أفضل وسيلة للقضاء على الارهاب والتطرف والإقصاء وايجاد حلول سلمية لكل التوترات والنزاعات". وحض البرلمانيين على المساهمة في مواجهة مشاكل العصر من خلال "إضفاء نزعة انسانية على العولمة وبناء نظام دولي جديد أكثر ديموقراطية وانصافاً وتضامناً".