تعاني اجهزة الشرطة والجيش في الدنمارك من عدم اقبال الشبان العرب والمسلمين على التطوع في صفوفها لأنهم، حسب دراسة اجراها مركز الابحاث الشبابية في الدنمارك، يعتبرونها من اعدائهم خصوصاً ان اجهزة الدفاع الدنماركية تصور لمتطوعيها ان العدو الاول لبلادهم في زمننا احالي هو "الارهاب الاسلامي". لذا قررت وزارة الدفاع رصد مبلغ مالي كبير لإطلاق حملة تشجيع واسعة تتضمن اعلانات ومنشورات ببعض اللغات الاجنبية أهمها العربية ونشرها بين شبان الأقليات الاجنبية وبالاخص العرب والمسلمين في الدنمارك لتشجيعهم على الانخراط في صفوف تلك الاجهزة وتجميل صورتها. ويأتي قرار وزارة الدفاع هذا بعد الدراسة التي اجراها مركز الابحاث الشبابية أخيراً اظهرت ان الشعور السلبي بين الشبان الاجانب تجاه اجهزة الشرطة والجيش الدنماركي ارتفع بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر التي اشاعت موجة عداء للاجانب من اصول اسلامية وعربية. وشرحت المشرفة على البحث في جامعة روشيلدي الدنماركية، نويمي كاتزنلسون ان الشبان الاجانب الذين نفذوا الخدمة الالزامية في الجيش الدنماركي يغيرون مواقفهم السلبية خلال فترة خدمتهم خاصة وانهم يجتمعون بشبان دنماركيين من اعمارهم يشاركونهم الحياة العسكرية لفترة اشهر طويلة مما يعزز روح الزمالة عندهم. ولكن ليست الخدمة الالزامية المشكلة وانما صعوبة اقناع الشبان الاجانب في الانخراط التطوعي في الجيش والشرطة خاصة وان تلك الاجهزة تصور لعناصرها في محاضراتها العسكرية والامنية ان الخطر الاكبر على الدنمارك في زمننا الحالي هو "الارهاب الاسلامي". وعززت تلك الصورة عند الدنماركيين بعد احداث 11 ايلول سبتمبر التي ساهمت ايضاً في اطلاق ريح سياسية معادية للاسلام، تحت جناحي الاحزاب الدنماركية المعادية للاجانب اوصلتها الى السلطة في الانتخابات الاخيرة. وشرحت كاتزنلسون ان "الشبان الاجانب ينظرون الى جهازي الشرطة والجيش على انهما متعلقان بالمجتمع الدنماركي ويقعان خارج نطاقهم الاجتماعي لذا فهم لا يتشجعون للانخراط في تلك الاجهزة الغريبة عن بيئتهم". وقال مسؤول مصلحة التطوع العسكري في الجيش الدنماركي يورغن ستورم ان "حملة التشجيع التي سنطلقها لسنوات عدة مقبلة ستمحو الصورة الخرافية عن الجيش الدنماركي بأنه لا يستقبل سوى القليل من الشبان الاجانب". واكد ان "البحث الذي اجراه مركز الدراسات يثبت ان هناك صورة سلبية عند الشبان الاجانب تجاه جهازي الجيش والشرطة لذا نعتقد اننا سنواجه مصاعب جمة للوصول اليهم واقناعهم بالانخراط في تلك الاجهزة". وتابع: "نحن نعرف أن هناك عدداً كبيراً من الشبان الاجانب الذين سيصبحون في السنوات المقبلة في سن تخولهم التطوع في الجيش والشرطة لذا ستمتد حملتنا فترة طويلة لتشجيعهم عبر تحسين صورة اجهزة الدولة لديهم". وستقوم وزارة الدفاع بتوزيع افلام دعائية باللغة العربية الى محطات التلفزة والاذاعات المحلية، كما انها ستطبع منشورات باللغة العربية تدعو من خلالها الشباب الى الانخراط في صفوف الجيش والشرطة آملة بذلك ان تغيّر الصورة السلبية عن اجهزة الدولة لدى الشبان الاجانب. وتقرّ وزارة الدفاع بأن هناك مصاعب كثيرة ستصادفهم اذ ان هناك مفهوماً معمماً في اجهزة الامن والدفاع بأن العدو الاول للمجتمع الدنماركي هو ما يسمى ب "الارهاب الاسلامي" وتتم محاضرات عسكرية وامنية تصور للمتطوع ان الاسلام هو مرادف للارهاب. وقال المشرفين على البحث الذين قابلوا 36 شاب وشابة من اصل عراقي وباكستاني وتركي ان كل تلك العينة تجمع على ان عندهم صعوبة في النظر الى اجهزة الدفاع والشرطة انها تخصهم وهم مقتنعون ان تلك الاجهزة تربط الاسلام بالارهاب مما يزيد الهوة بين الشبان الاجانب واجهزة الجيش والشرطة. وشددت كاتزنلسون ان "اهمية احتضان الشبان الاجانب في اجهزة الدولة ارتفعت بعد احداث 11 ايلول واصبح الامر في غاية الاهمية لانه يعزز عملية الاندماج وخلق شعور عند الشبان الاجانب انهم جزء من المجتمع الدنماركي وليسوا خارجه، فهم ينظرون الى اجهزة الدفاع والامن وكأنها اعداء لهم".