أكدت دراسة قام بها معهد الشؤون الإسلامية في الدنمارك، الذي يعنى بدراسة الإرهاب والتطرف أن 70% من الدنماركيين لا يرون في الإسلام خطراً عليهم، حيث ذكرت صحيفة "المسيحية" أن مدير المعهد أعرب عن سعادته لهذه النتيجة التي تدل على وعي الشعب الدنماركي ونضوجه من خلال تفهمه للإسلام وتفريقهم بين المتشددين من المسلمين والمستغلين لاسمه والدين الاسلامي. وكانت غالبية الذي شاركوا في البحث من الشباب حيث كان يخالفهم الرأي كبار السن، فيما علق بعض أعضاء البرلمان على نتيجة البحث بإيجابية. إلى ذلك، أكد مجلس الكنيسة الأعلى في الدنمارك، الذي يضم 12 (بيشكوباً) بعد انتهاء اجتماعه أول من أمس أن الجنود الدنماركيين في أفغانستان لا يخوضون حرباً ضد الإسلام والمسلمين، وقد طالبوا القساوسة الذي يخدمون الجنود الدنماركيين في أفغانستان بألاّ يكون عملهم في تزكية الروح المعنوية للجنود على خلفية عقائدية، وأن يحترموا شعور المسلمين في أفغانستان والعالم الإسلامي، مشيراً إلى أنهم يخوضون حرباً ضد إرهابيين لدعم الشعب الأفغاني. وقال رئيس البيشكوبات "بيتر فيشر موللر" إن موقف الكنيسة الدنماركية من الحرب في أفغانستان ليس ضد الإسلام، وإن الكنيسة قررت اتخاذ موقفها والإعلان عنه بعد عام كامل من الجدل حول موقفها من الإسلام والإرهاب في وسائل الإعلام الدنماركية، حيث كانت هناك مواقف سلبية وإيجابية، وإن بعض القساوسة الذين ذهبوا للحرب كانوا يدعمون الجنود ويباركونهم بإشارة الصليب التي كانت معتمدة ومستعملة منذ الحروب الصليبية. يذكر أن الدنمارك تعد أقل دول العالم تديناً بحسب تقرير دنماركي أعدته صحيفة بوليتكن ومركز الدراسات"ميجا فون" في وقت سابق، والذي أكد أن الدنمارك في طريقها لتصبح الدولة الأولى في العالم من حيث انخفاض معدل الاعتقاد الديني لدى المواطنين حيث أكد أن نسبة 50% من الشعب لا يدينون بأي اعتقاد في حياتهم ولا يؤمنون بإله خالق ويوم حساب ووجود الجنة والنار، وأن النسبة الثانية تعتقد بوجود قوة عظيمة وخارقة تتحكم فيهم وبحياتهم، ولذلك هم يلجؤون إليها عند المصاعب والمتاعب، فيما أكدت الباحثة الدينية ماريا فايروب نيلسن أن الشعب الدنماركي منذ 20 عاماً كان قد ابتعد عن الدين والحوار حوله، وكان يخجل أن يتكلم عن مشاعره واعتقاداته الدينية، وأن وجود المسلمين في الدنمارك منذ أكثر من 25 سنة جعلهم يعبرون عن مشاعرهم الدينية دون خجل ولكنهم لا يزالون يشكلون نصف المجتمع، والنصف الثاني ما زال خجلاً ويبحث عن حقيقة وجوده، وأن نسبة من يلجؤون للدعاء من أجل حاجاتهم لا تتعدى 8% حيث يعتبرون الدعاء أمراً فطرياً.