ربطت مصادر مطلعة في باكستان امس، بين الهجوم بالقنابل اليدوية على كنيسة الحي الديبلوماسي في إسلام آباد، والجهات التي نفذت عملية خطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل وتصفيته لاحقاً. راجع ص 7 واشارت المصادر الى ان الكنيسة لا تبعد سوى امتار عن السفارة الاميركية، مما يفسر كثرة عدد قاصديها من الاميركيين، علماً ان اثنين من ضحايا الهجوم كانا زوجة ديبلوماسي اميركي وابنته، اضافة الى ثلاثة قتلى آخرين بينهم بريطاني و45 جريحاً. وكشفت المصادر ان الهجوم جاء غداة العثور على عبوة ناسفة في مجمع الاممالمتحدة في إسلام آباد فككت قبل ان تنفجر. كما جاء غداة تلقي الحكومة تحذيرات من هجمات محتملة ضد الديبلوماسيين الغربيين، مما دفعها الى الطلب منهم حمل السلاح لحماية انفسهم. ويأتي ذلك في وقت نقلت مصادر في عواصم آسيوية عن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي روبرت ميولر مخاوفه من ان يكون اعضاء تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن، نجحوا في الفرار من افغانستان الى دول في جنوب شرقي آسيا حيث وجدوا لهم ملاذات آمنة، تمهيداً لشن هجمات تستهدف مصالح غربية. وتزامن ذلك مع تقرير عن اعتقال الخرطوم احد ابرز المطلوبين في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام وهو "أبو أنس الليبي" الذي ورد اسمه في لائحة وضعتها الادارة الاميركية باسماء الارهابيين الذين تلاحقهم. وفي وقت نفى مستشار الرئاسة السودانية لشؤون السلام غازي صلاح الدين العتباني صحة التقرير، اشارت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الى انها استقت معلومات من مصدر في الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي اي تفيد ان السودان في صدد تسليم "أبو أنس" الى واشنطن. واوضحت الصحيفة انه خلال الايام التي تلت هجمات 11 ايلول سبتمبر، اوقف ما بين 30 و40 عنصرًا من "القاعدة" في السودان ونقلوا الى مصر. على صعيد آخر، واصلت القوات المتحالفة مع الاميركيين مطاردة عناصر "القاعدة" و"طالبان" شرق افغانستان. وشوهدت طائرات اميركية من طراز "بي - 52" ومقاتلات "اف - 16" تعبر الاجواء الباكستانية الى افغانستان، وقامت بطلعات جوية فوق منطقة باجور التي كان اسامة بن لادن يملك فيها مجمعاً سكنياً ومراكز تدريب. وفي الوقت نفسه، افادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان مراسليها عثروا في منطقة وادي شاهي كوت التي سيطرت عليها القوات الاميركية على مجموعة من الوثائق تشير الى جنسيات المقاتلين الذين كانوا هناك، اضافة الى ارشادات للقيام بعمليات ارهابية. وقالت الصحيفة ان الوثائق تبين بشكل خاص مدى نجاح بن لادن في تحقيق هدفه في تشكيل جيش عالمي من الاصوليين لمحاربة الغرب. واضافت ان قوائم جمعت من مختلف انحاء افغانستان تبين ان المقاتلين جاءوا من دول اسلامية وغيرها مثل باكستان واوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقرغيزستان وسورية ومصر والمغرب والجزائر والاردن وتركيا والعراق والكويت والسعودية واليمن وليبيا والسودان والصومال والبوسنة وبنغلادش والصين والفيليبين وروسيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة.