شب حريق ضخم في القاعدة الجوية الاميركية في قندهار مساء امس، ما أوحى بأنها تعرضت لهجوم ثان بالهاون والرشاشات الثقيلة. واعترفت القيادة الاميركية بالحريق، لكنها نفت ان يكون ناجماً عن هجوم. واثار الحريق حالاً من الفوضى شبيهة بالتي دبت في القاعدة حيث اصيب جنديان اميركيان بجروح مساء اول من امس. وسمع دوي انفجارات، فيما حلقت مروحيات في سماء المنطقة وألقت قنابل مضيئة. في غضون ذلك، كشف وزير الاستخبارات الايراني علي يونسي وجود علاقة بين تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن ومجموعات متطرفة سنية في جنوب شرقي ايران. وسمى يونسي من بين هذه المجموعات "حزب الفرقان" الذي قال انه و"سائر الفرق الارهابية في شرق ايران، مدعومة من القوى الارهابية الباكستانية كما كانت مدعومة من طالبان والقاعدة، وهي مسؤولة عن وضع عدد من العبوات الناسفة شرق ايران". وقال ان لدى طهران وثائق تؤكد "دعم الولاياتالمتحدة لهذه المجموعات". واعلنت اذاعة طهران ان السلطات الايرانية اعتقلت أخيراً في جنوب شرقي ايران 150 أجنبيا غالبيتهم من العرب ويحمل بعضهم جوازات سفر فرنسية وبريطانية وبلجيكية وهولندية. ونقلت الاذاعة عن مسؤولين في اجهزة الأمن الايرانية ان "هؤلاء الاجانب من دول عربية وافريقية دخلوا ايران بطريقة غير شرعية انطلاقاً من الاراضي الباكستانية بعد اجتياز حوالى 750 كلم". واضافت ان "بين الاجانب من يحمل جوازات سفر فرنسية وبريطانية وهولندية وبلجيكية"، ملمحة الى ان هؤلاء قد يكونون على علاقة بشبكة "القاعدة" بزعامة بن لادن. وقال مسؤول ايراني للاذاعة: "ابلغنا السفارات المعنية بدخول هؤلاء الاشخاص وبعضهم ترافقه اسرته، في شكل غير قانوني"، مؤكداً بذلك معلومات صحافية عن وجود عناصر من تنظيم "القاعدة" في ايران. واعلنت طهران امس انها تلقت من الولاياتالمتحدة معلومات عن هؤلاء العناصر لكنها كانت "قديمة وخاطئة". وأفادت وكالة الانباء الايرانية ان الموفد الاميركي الخاص الى افغانستان زلماي خليل زاد صرح الى الاذاعة البريطانية بأن واشنطن سلمت المعلومات الى ديبلوماسيين ايرانيين خلال محادثات متعددة الاطراف في افغانستان "لكنها كانت معلومات قديمة وخاطئة وغير دقيقة". ولوحظ ان ربط طهران بين تلك المجموعات والتنظيمات الاصولية الناشطة في باكستان وفي افغانستان سابقاً، تزامن مع القيود التي فرضتها على الزعيم الافغاني قلب الدين حكمتيار المقيم في ايران. واستبعدت مصادر مقربة من حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي، في تصريحات الى "الحياة" في إسلام آباد أمس، أن تعمد ايران إلى طرده من أراضيها. وتزامن ذلك مع بيان اصدره الحزب من إسلام آباد، عبر فيه عن رغبته في أن يغادر زعيمه طهران إذا كان ذلك يحل مشاكلها مع واشنطن. وقالت المصادر ان الحكومة الإيرانية عمدت إلى قطع كل خطوط الهاتف عن حكمتيار، ولم يبق له سوى خط واحد في منزله، وهو ممنوع من الادلاء بأي تصريح أو القيام بنشاطات سياسية. ولم تستبعد المصادر أن يلجأ حكمتيار في حال طرده من ايران إلى الجبال في الشرق الأفغاني، طالباً مساعدة قبيلته في ولاية بكتيا حيث لا تزال سيطرة حكومة كابول ضعيفة في ظل تنافس حاد بين رجال القبائل على السلطة هناك. من جهة اخرى، تراجع الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن تصريحاته السابقة التي اعرب فيها عن اعتقاده بأن بن لادن توفي متأثراً بمرض الكلى، وقال للصحافيين في واشنطن: "ربما مات وربما لا يزال على قيد الحياة في افغانستان، لا أريد ان اقول اكثر من ذلك". في الوقت ذاته، اعترف الاصولي البريطاني المولد الشيخ عمر أمام محكمة في كراتشي امس، بأنه مسؤول عن خطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل، لكنه اعلن ان الأخير "مات على حد علمي". ولم يتمكن المحققون من اقناع الشيخ عمر بتسمية شركائه في عملية الخطف الذين كانوا يحتجزون بيرل. قاعدة قندهار على صعيد آخر دوت انفجارات في القاعدة الاميركية في مطار قندهار لليوم الثاني على التوالي. ووضع الجنود في القاعدة في حال تأهب قصوى، وحلقت مروحيات اميركية في سماء المنطقة واطلقت قنابل مضيئة، ما اوحى بأنها تتعقب مهاجمين. وقال ناطق عسكري اميركي في مركز القيادة في تامبا فلوريدا ان الحريق غير ناجم عن هجوم. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين اميركيين ان القائد الجديد للعمليات "الارهابية" في تنظيم "القاعدة" اصبح الفلسطيني "ابو زبيدة" الذي "يعيد تنظيم العناصر الكامنة تمهيداً لشن اعتداءات جديدة على المصالح الاميركية".