اسلام اباد، واشنطن، نيويورك - رويترز، أ ف ب، أ ب - نقلت "وكالة الانباء الإسلامية" الافغانية أمس عن زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر قوله ان حكومته رفضت اقتراح الولاياتالمتحدة اجراء محادثات بينهما بسبب الهجمات الاميركية على ما تصفه واشنطن بقواعد ل "إرهابيين" في أفغانستان الاسبوع الماضي. وصدر موقف الملا عُمر بعدما أعلن ناطق باسم السفارة الاميركية في إسلام اباد ان الولاياتالمتحدة تريد إجراء حوار مع "طالبان" في شأن اسامة بن لادن الذي تتهه واشنطن بالارهاب. وتزامن هذا الموقف مع إصدار هيئة محلفين فيديرالية عليا في نيويورك قرار اتهام في حق اسامة بن لادن عن اعمال "ارهابية" ضد الولاياتالمتحدة، في إجراء يتيح لواشنطن العمل على اعتقاله ومحاكمته. ونسب تقرير أمس في "وكالة الأنباء الاسلامية" الى الملا عمر قوله انه لم يبق شيء للحوار مع واشنطن في اعقاب هجماتها الصاروخية على ما يشتبه بأنها "معسكرات ارهابيين". وتسببت الهجمات في مقتل 21 شخصاً. وطلب عمر بغضب هذا الاسبوع من بن لادن ان يكف عن توجيه تهديدات ضد الولاياتالمتحدة من الاراضي الافغانية. وقالت الوكالة الافغانية، ومقرها باكستان، ان الملا عمر قال في مقابلة من مقره في قندهار، جنوبافغانستان، مساء الاثنين: "قلت للاميركيين: ماذا بقي للمحادثات الآن ... انتهى كل شيء بعد الهجمات الصاروخية". وكان ريتشارد هوغلاند، الناطق باسم السفارة الاميركية في اسلام اباد، اكد ان بلاده تريد بدء حوار مع "طالبان". ونقل هوغلاند عن مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية: "نريد طبعاً اجراء محادثات مع طالبان في شأن ابن لادن وتهديدات ارهابية دولية اخرى". وأضاف ان الولاياتالمتحدة تحدثت منذ وقت طويل الى حركة "طالبان" التي يسيطر مقاتلوها على اكثر من 90 في المئة من افغانستان والى الفئات الافغانية الاخرى. وقال: "حضت الولاياتالمتحدة في اطار هذا الحوار "طالبان" على الوفاء بالمعايير المعترف بها دولياً لحقوق الانسان والمخدرات والارهاب ومنها ضرورة منع بن لادن من استخدام الاراضي الافغانية للتخطيط والتدبير وشن هجمات ارهابية". ونقلت الوكالة الافغانية عن الملا عمر قوله ان الولاياتالمتحدة يجب ان تكون مستعدة لدفع تعويضات او الإعتذار عن هجماتها الصاروخية على افغانستان والسودان اذا عجزت عن تقديم دليل على نشاط ارهابي في هاتين الدولتين. وأضاف: "سيكون مبعث إحراج بالغ وخزي للولايات المتحدة واجهزة مخابراتها اذا عجزت اميركا عن ان تثبت دولياً ان اسامة بن لادن كان متورطاً في تفجيري سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا وان مصنع الادوية في السودان يصنع الاسلحة الكيماوية". وهاجم الملا عمر الرئيس بيل كلينتون وحض على عزله بعد اعترافه بإقامة علاقة "غير لائقة" مع المتدرّبة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي. وقال: "في شريعتنا الاسلامية العقوبة للزاني المحصّن الرجم حتى الموت". لائحة إتهام وفي واشنطن، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان هيئة محلفين فيديرالية عليا في نيويورك اصدرت قرار اتهام مختوماً في حق اسامة بن لادن عن اعمال "ارهابية" في حق الولاياتالمتحدة. وأضافت نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار لم تذكر اسماءهم ان قرار الاتهام سيتيح العمل على اعتقال ابن لادن ونقله الى الولاياتالمتحدة لمحاكمته، وقد يُستخدم في اقناع الحكومات الاجنبية بحرمانه من الحماية من الاعتقال. ولم يوضح المسؤولون الاميركيون الكبار متى صدر قرار الاتهام او ما هي الجرائم المنسوبة اليه. لكن مسؤولا اميركياً رفيعاً سابقاً في مكافحة الارهاب قال للصحيفة ان قرار الاتهام صدر في حزيران يونيو، أي قبل التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في السابع من آب اغسطس الجاري. وقال المسؤول السابق انه يعتقد ان قرار الاتهام يقوم على اساس تهمة تتصل بالتحريض على الفتنة، وهي تهمة مماثلة للتهمة التي استخدمت في ادانة الشيخ عمر عبدالرحمن عالم الدين المصري الضرير عن تحريض آخرين على تفجير مركز التجارة العالمي في 1993. وكانت واشنطن قالت ان لديها "ادلة دامغة" على ان ابن لادن له صلة بتفجيري السفارتين في دار السلام ونيروبي. ويشتبه بأن الأخير متورط في هجمات عدة على اميركيين وزعم ان له يداً في قتل جنود اميركيين في الصومال في 1993 ومحاولة نسف قوات اميركية في اليمن اواخر 1992. وسئل جيمس فولي الناطق باسم وزارة الخارجية، في لقائه مع الصحافيين الاثنين، عن إماكن إصدار قرار اتهام في حق بن لادن، فرفض التعقيب محيلاً الاستفسارات على وزارة العدل. ورفض الناطق باسم البيت الابيض مايك مكوري ايضاً التعقيب. وفي نيويورك، نقل ديبلوماسيون غربيون الأثنين عن القائم بالاعمال الاميركي في الاممالمتحدة بيتر بورلاي قوله ان الولاياتالمتحدة تؤكد ان شبكة اسامة بن لادن مرتبطة ب 18 اعتداء عبر العالم. واعلن بورلاي هذه الارقام خلال اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي. ومن بين الاعتداءات التي اشار اليها بورلاي الهجوم على السياح الاجانب في مدينة الاقصر المصرية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي والذي اسفر عن مقتل 60 شخصاً من بينهم 36 سويسريا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في 1995 ومحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في 1981 والهجوم على الجنود الاميركيين في 1993 في الصومال والاعتداء على "مركز التجارة الأميركي" في نيويورك في 1993. قتل كلينتون الى ذلك كتبت صحيفة "نيوزداي" الصادرة في نيويورك ان أسامة بن لادن وجّه أتباعه مرتين على الأقل لقتل الرئيس بيل كلينتون. ونقلت الصحيفة أمس عن مصادر في مكافحة الإرهاب وأخرى في الإستخبارات ان محاولة الإغتيال الأولى ضد كلينتون كان مقرراً ان تتم خلال زيارة الرئيس الأميركي الفيليبين في 12 تشرين الثاني نوفمبر 1994، في إطار جولة آسيوية، لكن الإجراءات الأمنية المشددة لحمايته دفعت المخططين للعملية الى التخلي عنها. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" معلومات مشابهة، إذ ذكرت ان رمزي يوسف المدان في قضية مركز التجارة، كان هو الذي سينفّذ العملية ضد كلينتون، لكن "نيوزداي" كتبت ان يوسف أبلغ محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي انه خطط لقتل الرئيس الأميركي بقصف موكبه بصواريخ او بمتفجرات. وقالت "نيويورك تايمز" ان هجوماً كيماوياً كان احتمالاً وارداً أيضاً. أما المحاولة الثانية، فكان مقرراً ان تتم في شباط فبراير 1995 لدى زيارة كان مقرراً ان يقوم بها كلينتون لباكستان. لكن الزيارة اُلغيت قبل حصولها. ويُزعم ان رمزي يوسف أبلغ "أف. بي. آي" بهذة الخطة لدى نقله في 1995 من باكستان حيث اعتُقل الى الولاياتالمتحدة. ولم يُسمّ يوسف اسامة بن لادن في هذه القضية، لكن رفيقه في المحاكمة في قضية تفجير مركز التجارة والي خان أمين شاه، وهو مساعد سابق لابن لادن، أبلغ السلطات الفيديرالية في نيويورك أخيراً بأن الأمر بقتل كلينتون صدر من أسامة بن لادن، بحسب ما ذكره مسؤولان أميركيان لم يُفصح عن إسميهما. وقالت المصادر ان محكمة فيديرالية في مانهاتن في نيويورك استمعت أخيراً الى تفاصيل عن محاولتي الإغتيال الفاشلتين