تعرضت كنيسة يرتادها الديبلوماسيون الاجانب في إسلام آباد لهجوم بقنابل يدوية امس، ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينهم زوجة ديبلوماسي اميركي وابنته، واصابة 45 آخرين بجروح. وتمكن منفذ الهجوم من الفرار، فيما نقل عن الرئيس الباكستاني برويز مشرف قوله ان الهجوم يستهدف "تخريب مصالح باكستان في وقت تشارك في شكل نشيط في القضاء على الارهاب". وهذا الحادث الأخطر الذي يستهدف اجانب في باكستان منذ قتل الصحافي الاميركي دانيال بيرل. إسلام آباد - "الحياة"، رويترز - أعلنت الشرطة الباكستانية ان خمسة اشخاص قتلوا وأصيب 54 آخرين بجروح، في هجوم بالقنابل اليدوية استهدف الكنيسة البروتستانتية العالمية الواقعة في الحي الديبلوماسي في إسلام آباد والتي يقصدها افراد الجاليات الاجنبية والديبلوماسيون. وقال ناصر دراني الناطق باسم الشرطة ان "رجلاً دخل الكنيسة اثناء القداس والقى قنبلتين يدويتين وهرب" في سيارة كانت تنتظره في الخارج. وأكد العميد جويد شيما، رئيس خلية ادارة الازمات في وزارة الداخلية ان منفذ الاعتداء "القى اربعة قنابل يدوية انفجرت اثنتان منها داخل الكنيسة" حيث كان يوجد ما بين 60 و70 مصلياً. وتفقدت السفيرة الاميركية لدى باكستان ويندي تشمبرلين مكان الحادث ووصفت الهجوم بانه مروع وتوعدت بان تبذل الولاياتالمتحدة وسعها لكشف الجناة والاقتصاص منهم. كما عادت الجرحى في المستشفى والذين افيد ان بينهم عدداً كبيراً من الاميركيين وديبلوماسيي دول غربية مشاركة بنشاط في الحملة على الارهاب. ووصف الرئيس برويز مشرف الهجوم بانه "عمل ارهابي مروع". ونقلت وكالة انباء "اسوشيتد برس" الباكستانية عنه قوله ان هذا "العمل الشائن يستهدف تخريب مصالح باكستان في وقت تشارك الدولة في شكل نشيط في القضاء على الارهاب". وأضاف: "لا نستبعد تورط عناصر خارجية" في الهجوم. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في تصريح انه يشعر "بصدمة بالغة" وانه على اتصال مباشر مع السفير البريطاني في إسلام آباد. وأضاف: "أود ان أعرب عن تعازي نيابة عن حكومة جلالة الملكة لأسر القتلى وكل المصابين". وذكر وزير الصحة الباكستاني عبد الملك قصي ان من بين القتلى زوجة ديبلوماسي اميركي وابنتهما التي تبلغ من العمر نحو 17 عاماً، فيما افيد ان بين الجرحى زوجة السفير السريلانكي وطفلهما. وقالت الشرطة ان افغانياً وباكستانيين اثنين قتلوا ايضاً. ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، الا ان الشبهات حامت حول جماعات اسلامية متشددة تعارض دعم الرئيس الباكستاني للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب. وكانت باكستان حظرت نشاطات سبع جماعات واحتجزت المئات من الناشطين الاصوليين. كما اعتقلت مشتبهاً بهم في قضية خطف الصحافي الاميركي دانيال بيرل وتصفيته جسدياً. ولا يزال المتهم الرئيس في قضية بيرل الشيخ عمر معتقلاً مع عدد من رفاقه، فيما حاول انصارهم شن هجمات لاطلاقهم خلال نقلهم الى المحكمة في كراتشي. ويوجد في الحي الديبلوماسي الكثير من حواجز الشرطة التي تقوم بتقييد ومراقبة دخول وخروج السيارات غير الديبلوماسية اليه. وأتلف الهجوم جزءاً من الكنيسة ولوحظ تناثر الزجاج والخشب امام مدخلها. ومعلوم ان السلطات الباكستانية تقلت اخيراً تحذيرات عدة من امكان تعرض ديبلوماسيين اجانب لهجمات، واقدمت على السماح لهؤلاء بحمل اسلحة وتوظيف مرافقين مسلحين، لحمايتهم من اي اعتداء.