إسلام آباد – رويترز، أ ف ب – حلقت طائرات استطلاع اميركية تعمل من دون طيار فوق اقليمجنوب وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان أمس، وذلك غداة شن طائرة اميركية مماثلة غارة استهدفت جنازة نياز والي القائد المتشدد الموالي لزعيم «طالبان باكستان» بيعة الله محسود في الاقليم ذاته، ما أدى الى سقوط 70 متشدداً، وأوحى بوجود تنسيق وثيق بين الولاياتالمتحدة وإسلام آباد، استعداداً لشن الجيش الباكستاني هجوماً واسعاً على جنوب وزيرستان. وكشف مسؤول في «طالبان» ان محسود تواجد في المنطقة التي استهدفتها الغارة الجوية الاميركية، لكنه لم يصب، فيما أفاد شهود بأن «طالبان» اغلقت الموقع ولم تسمح لأحد بالاقتراب منه، وان مقاتليها اطلقوا النار على طائرات استطلاع اميركية حلقت فوق المنطقة. ويعتبر اقليمجنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان الهدف التالي لعمليات الجيش الباكستاني بعد اقليم وادي سوات الذي تقول القيادة العسكرية انها اشرفت على انهاء عملياتها فيه والتي بدأت نهاية نيسان (ابريل) الماضي، إثر تقدم مقاتلي «طالبان» الى بلدة بونير التي تبعد مسافة 100 كيلومتر فقط من إسلام آباد، ما أثار مخاوف في شأن مستقبل باكستان المسلحة نووياً. وكشف مسؤول في «طالبان» ان محسود كان في المنطقة ولكنه لم يصب. وصرح مسؤولو أمن وسكان قرى ان طالبان اغلقت الموقع. في غضون ذلك، أعلن ولي الرحمن الناطق باسم «طالبان» مسؤولية الحركة عن قتل قارئ زين الدين المعارض لمحسود في جنوب وزيرستان. وقال: «نفذنا عملية قتل الكافر زين الدين، وسيلقى جميع خصومنا المصير ذاته». وكان زين الدين الذي ينتمي الى قبيلة محسود دعا اخيراً الى تنفيذ انقلاب على زعيم «طالبان باكستان» الذي حمّله مسؤولية الهجمات الانتحارية في باكستان، بدلاً من الجهاد في الخارج، وأبدى استعداده لدعم الهجوم المرتقب للجيش في الاقليم. وفي بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، قتل ثلاثة شرطيين في هجوم شنته مجموعة من مقاتلي «طالبان» المدججين بالسلاح على نقطة تفتيش. وصرح عبدالغفور الفريضي مسؤول الشرطة الكبير في بيشاور بأن «مجموعة ضمت حوالى 20 متمرداً مسلحين بصواريخ وقنابل يدوية ورشاشات هاجموا نقطة تفتيش في ارباب تابو، ثم لاذوا بالفرار مخلفين ثلاثة قتلى في صفوف قوات الامن». على صعيد آخر، اكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ان بلاده يجب ان تقاتل «الارهابيين» حتى النهاية، معتبراً محسود مجرد «طرف واحد» في المعركة. الى ذلك، اعتقلت الشرطة الباكستانية 25 شخصاً للاشتباه في تنفيذ اعتداءات في مدن كبرى، بعضها ضد اهداف اجنبية، علماً ان البلاد تشهد منذ عامين موجة لا سابق لها من الهجمات الدامية المنسوبة الى حركة طالبان والتي ارتفعت وتيرتها منذ شن الجيش العملية العسكرية الواسعة في سوات قبل شهرين. وقال قائد الشرطة في العاصمة: «اوقفنا 25 ارهابياً وضبطنا معهم سترات محشوة بمتفجرات لاستخدامها في تنفيذ هجمات انتحارية»، موضحاً ان كل الاعتقالات حصلت في اسلام اباد. واضاف: «ستة من المعتقلين هم متمردون مطلوبون». وأشار الى ان المشبوهين حضروا لتنفيذ اعتداءات في كراتشي ولاهور ومدن اخرى، وان بعض الهجمات كانت تستهدف مسؤولين اجانب». وكشف مصدر قريب من القضية ان احد المعتقلين اعترف بأن اسلاميين كلفوه تنفيذ مهمة رصد سفارات اجنبية في اسلام اباد تمهيداً لاستهدافها، وان عمله شمل سفارات اجنبية تقع خارج المربع الديبلوماسي في العاصمة، والذي يخضع لاجراءات امن مشددة. وخلال الاسابيع الماضية رفعت السلطات الباكستانية مستوى تأهبها في المدن الكبرى، بعدما هدد زعيم «طالبان باكستان» محسود بتنفيذ هجمات واسعة في المدن الكبرى للانتقام من العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش.