استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي وصل الى السعودية امس في اطار جولته على المنطقة. وأفادت وكالة الانباء السعودية انه جرى خلال اللقاء "استعراض آخر التطورات على الساحة الدولية وفي منطقة الشرق الاوسط، بخاصة القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات ابادة وقتل وتدمير من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي"، بالاضافة الى "التصعيد العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة". كما بحث الملك فهد وتشيني في "أوجه التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تنميتها وتطويرها". وكان رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أبلغ تشيني خلال لقائهما في أبوظبي رفضه توجيه أي ضربة عسكرية للعراق، ودعا الى "التروي من اجل مصلحة اميركا والمنطقة والعالم" راجع ص 2 و3. وعقد تشيني جولة محادثات مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز شملت تطورات الصراع العربي - الاسرائيلي في ضوء مبادرة الأمير عبدالله التي ينتظر ان تطرح في القمة العربية في بيروت، كما شملت العلاقات الاميركية - السعودية، ودرس الموقف العربي الرافض توجيه الادارة الاميركية ضربة عسكرية الى العراق، بالاضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان ولي العهد استقبل تشيني في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بحضور النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ومن المقرر ان يغادر نائب الرئيس الأميركي الى البحرين صباح اليوم. وفيما استمر الجدل في أوروبا حول احتمال تفرد أميركا بتوجيه ضربة الى العراق، أعلن في بغداد أمس ان الاحتفالات بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين الخامس والستين ستستمر هذه السنة 14 يوماً اعتباراً من 17 نيسان ابريل. وجدد نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان أمس رفض عودة المفتشين الدوليين، معتبراً أن "طريق التهديد الذي اختارته أميركا مسدود". وفي حديث الى "الحياة"، قال زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني ان الولاياتالمتحدة ستوجه ضربة الى العراق ولو قبل عودة المفتشين، وان ذلك قد يحصل قبل الذكرى السنوية الاولى للهجمات الارهابية في 11 ايلول سبتمبر. ولفت الى وجود "سيناريوات للتغيير" بينها غزو اميركي يليه هجوم للمعارضة العراقية من الجنوب والشمال. واوضح انه اتفق مع الرئيس بشار الاسد خلال لقائهما قبل يومين على "اربعة خطوط حمر" للتعاطي مع الموضوع العراقي، بينها "عدم المس بوحدة الاراضي العراقية". واكد ان سورية تعارض أي عملية عسكرية وأي تغيير في العراق في هذا الوقت. وابلغ وزير الاعلام السوري السفير عدنان عمران "الحياة" ان توجيه ضربة الى العراق "يذكّر بما قامت به الانظمة الفاشية" قبل الحرب العالمية الثانية. وكشفت صحيفة "ذي غارديان" امس ان الاممالمتحدة بدأت نقل عشرات الآلاف من الخيم والبطانيات الى غرب ايران في اطار "خطة طوارئ" استعداداً لاحتمال تدفق موجة لاجئين عراقيين عبر الحدود، اذا نفذت الولاياتالمتحدة تحركاً عسكرياً لاطاحة النظام العراقي. بغداد "غير مقتنعة" وقال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح ان بلاده غير مقتنعة بأنها ستكون هدفاً لضربات اميركية، فيما بدأ نائب رئيس الوزراء طارق عزيز امس جولة تشمل دول المغرب العربي. وأكد صالح في حديث تنشره غداً مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان الاميركيين لن يوجهوا ضربة الى العراق لأن "لا اوروبا ولا العالم العربي سيقبلون مثل هذه السياسة". وافادت وكالة الانباء العراقية ان طارق عزيز غادر صباح امس في جولة تشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، مبعوثاً من الرئيس صدام حسين. وكان اُعلن في صنعاء ان طه ياسين رمضان سيزور اليمن خلال هذا الاسبوع لنقل رسالة من صدام حسين الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وأكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان موقف موسكو من العراق لم يتغير ولا تزال تعارض اللجوء الى القوة ضده. واعتبر ان العمل المسلح "سيزيد الوضع تعقيداً سواء في الخليج او الشرق الاوسط". واستبعد وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ احتمال مشاركة بلاده في تدخل عسكري في العراق، معتبراً ان هذا العمل يمثل "آخر وسيلة" ينبغي استخدامها. ورأى في حديث تنشره اليوم صحيفة "تاغيشبيغل" ان "الرد الافضل يتمثل في عملية دولية يتم التشاور في شأنها على نطاق واسع".