اطلق الرئىس العراقي صدام حسين دعوة نادرة الى المصالحة مع السعودية والكويت، هي الاولى من نوعها منذ حرب الخليج الثانية، اذ قال: "اذا صار العراق قوياً فلنفسه ولغيره، واذا صار غيره قوياً فلنفسه وللعراق، وهكذا الأمر بالنسبة الى السعودية والكويت". في الوقت ذاته، اكد نائبه طه ياسين رمضان امس ضرورة اجراء "حوار اخوي وودي" بين الدول العربية، "بما في ذلك السعودية والكويت" لتحقيق التضامن بينها لمواجهة "المخاطر". وكان وزير الخارجية العراقي ناجي الحديثي اكد ل "الحياة" امس استعداد بلاده لاستقبال وفد كويتي و "اغلاق" ملف المفقودين الكويتيين والسعوديين. في غضون ذلك، اعلن اعضاء وفد من الكونغرس خلال زيارة استمرت ثلاث ساعات لحاملة الطائرات الاميركية "يو. إس. إس. روزفلت" في بحر العرب امس انه "ينبغي لاميركا ان تهاجم العراق بعد افغانستان وتطيح صدام حسين". وصرخ السناتور الجمهوري جون ماكين: "الطلعة المقبلة الى بغداد!" فيما كان يراقب الطائرات وهي تنطلق نحو افغانستان. وفي برلين، نفى وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ امس اشاعات عن التحضير لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق، موضحاً ان احتمال ارسال فريق تمهيدي من الخبراء المدربين على الدفاع ضد اسلحة الدمار الشامل الى شبه الجزيرة العربية "لا يمكن اعتباره اشارة الى وجود عملية عسكرية ضد العراق". وكانت وزارة الدفاع الالمانية اعلنت اول من امس ان الفريق العسكري سيرسل خلال الشهر الجاري الى منطقة الخليج العربي. وحسب معلومات القناة التلفزيونية الثانية فان الكويت هو البلد المقصود. راجع ص الى ذلك، اعلن وزير الدفاع التشيكي ياروسلاف تفرديك امس في براغ ان حوالى 350 عسكرياً من الفرقة التشيكية التاسعة للحماية ضد الهجمات الكيميائية المتمركزة في ليبيريتش بوهيميا الشمالية سينتشرون في مطلع آذار مارس المقبل في الكويت في اطار عمليات مكافحة الارهاب. وأفادت الصحف العراقية أمس ان صدام حسين التقى أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، الشيخ فهد بن محمد آل ثاني، الذي يزور بغداد. ونقلت عن الرئيس العراقي قوله: "إننا اخوة وشعب واحد وتاريخ واحد، وعندما تكون لنا تسميات مختلفة فليس في هذا عيب، فالمهم أن نستذكر ما هو مشترك". وأضاف: "لسنا أمماً مختلفة وما دمنا عرباً، فهذا هو وصفنا، المهم ألاّ نكون مستعجلين وأن نعمل من دون ضجيج، وألا يستغفل أحدنا الآخر". وتساءل صدام: "هل ضعفت الإرادة في هذه المرحلة أم الحكمة، أم الاثنتان معاً؟"، وزاد: "صار أحدنا لا يتحمل أخاه، مع أنه كان يقال سابقاً أنت واخوك على ابن عمك وانت وابن عمك على الغريب". وأشار الى أن "الأجنبي صار الآن يدخل بين الاخوة وأولاد العم ويفرّقهم، وأساس المشكلة اننا عندما نجلس مع بعضنا نتحدث عن هذه الحال، ولكن عندما نريد معالجتها لا شيء يتم. ومن الصعب أن نتجرد عن بعضنا بعضاً، فإذا صار العراق قوياً فلنفسه ولغيره، وإذا صار غيره قوياً فلنفسه وللعراق، وهكذا الأمر بالنسبة إلى السعودية والكويت، وأي قطر عربي آخر". وقال إن "العاقل هو الذي عندما يخسر شيئاً لا يقول انني خسرت الشيء الفلاني، وإنما من يقول كيف لا يخسر، والله اعطى العرب قدرات بايمانهم لو اهتدوا، وهم بما حباهم الله من خيرات قادرون على استعادة 75 في المئة من حقوقهم سلمياً". وعلى متن حاملة الطائرات الاميركية "يو. إس. إس. روزفلت"، التقى وفد من الكونغرس امس ضباطاً كباراً في البحرية الاميركية. وقال السناتور الديموقراطي جوزف ليبرمان ان الحرب ضد الارهاب لن تنتهي حتى تظهر أدلة على ان اسامة بن لادن قتل او أُسر. وابلغ السناتور جون ماكين وكالة "اسوشييتد برس" قبل ان يصعد الى طائرته متوجهاً الى سلطنة عمان، "اعتقد انه سيتعيّن التفكير بالعراق" كهدف بعد افغانستان. واضاف انه ينبغي للولايات المتحدة اولاً ان تعطي العراق كل فرصة لتنفيذ قرارات الاممالمتحدة والسماح لمفتشي الاسلحة الدوليين بدخول البلاد للتأكد من تخلصها من اسلحة الدمار الشامل. ولم يوضح ماكين المهلة التي ستحددها اميركا للعراق كي ينفذ التزاماته. وقال ان القرار النهائي بهذا الشأن يعود الى الرئيس جورج بوش، لكن "اعتقد ان العراقيين يمثلون بالفعل خطراً واضحاً وقائماً على امن الولاياتالمتحدة". وقال زميله الجمهوري السناتور تشاك هاغل من نبراسكا ان الضربات العسكرية الاميركية التي تهدف الى اطاحة نظام صدام ينبغي ان تنفذ، ولكن بدعم الشركاء في التحالف. وقال السناتور الجمهوري فرد تومبسون من تنيسي انه لا يمكن تدمير الارهاب من دون معالجة وضع العراق، بالاضافة الى دول اخرى يحتمل ان تؤوي ارهابيين، مثل الصومال. واوضح ان اميركا تملك حالياً خيارات "محدودة" متاحة، باستثناء المشاركة في اطاحة صدام.