نجح منسق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في منع انهيار الاتحاد القائم بين صربيا والجبل الأسود واحتواء أزمة كانت تهدد بحرب بلقانية جديدة، بعدما وقعت جمهوريتا الصرب والجبل الاسود اتفاقاً أمس لتعديل شكل الاتحاد اليوغوسلافي. ففي خطوة يأمل الغرب أن تحبط مساعي استقلال الجبل الاسود وأي تحرك لمزيد من التفكك في البلقان، وقع الرئيس اليوغوسلافي فويتسلاف كوشتونيتسا والرئيس الصربي ورئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش وسولانا في بلغراد أمس "اتفاقاً مبدئياً" لاعادة تحديد العلاقات بين صربيا والجبل الاسود، نص على ان الدولة الجديدة مقررة لثلاث سنوات. وجاء التوقيع بعدما أعلن الرئيس الصربي في وقت متأخر الاربعاء ان رئيس الجبل الاسود وافق على التخلي عن خطط استقلال جمهوريته في "الوقت الراهن". وينص الاتفاق على اعداد دستور جديد يتم بموجبه الغاء اسم يوغوسلافيا وتبديله ب"اتحاد صربيا والجبل الأسود" يكون له جيش واحد وسياسة خارجية وتمثيل دولي موحد، في حين ستكون لطرفي الاتحاد صلاحيات واسعة في الأمور الداخلية، اضافة الى المجالات الاقتصادية المناسبة لكل منهما. وسيتم تنظيم انتخابات مبكرة في طرفي الاتحاد خلال الخريف المقبل، واجراء تقويم مشترك بعد عام لتطبيق الأمور الداخلية الخاصة بكل من الجمهوريتين "لضمان النجاح الأفضل للاتحاد بينهما". ووصف كوشتونيتسا الاتفاق بأنه حل أساس لمشكلة كانت مضنية للمنطقة وأوروبا، وأوضح ان "هذا الاتفاق السياسي سيتحول بعد تصويت البرلمانات عليه الى وثيقة دستورية تحمل اسم الميثاق الدستوري". فيما أكد جوكانوفيتش ان ما تم التوصل اليه جاء بعد عمل طويل وأن جمهورية الجبل الأسود لم تفقد شيئاً و"لهذا لم تعد توجد حاجة الى تنظيم استفتاء لاستقلالها". واعتبر سولانا ان التوقيع وفر يوماً مهماً للاتحاد الأوروبي، ووعد بأن أوروبا ستقدم الدعم المعنوي والمساعدة المادية للاتفاق. وكان سولانا قام بمساع مكثفة على مدى ثلاثة أشهر مارس خلالها ضغوطاً شديدة على حكومة الجبل الأسود للتراجع عن جهودها الرامية الى الانفصال عن الاتحاد مع صربيا. ويخشى الغرب ان يعطي استقلال الجبل الاسود اشارة الى ألبان كوسوفو ومقدونيا والى صرب البوسنة بإمكان اعادة ترسيم الحدود ويدفعهم الى السعي للانفصال سواء بالعنف أو بأي وسيلة أخرى. فيما يحرص رئيس الجبل الاسود على تجنب تعريض مساعي التقرب الى الغرب والمساعدات الاقتصادية للخطر. الا انه في حاجة الى اقناع الناخبين والحزب المؤيد للاستقلال الذي تعتمد عليه حكومته بالاتفاق الموقع.