نيودلهي، أ ب، أ ف ب، رويترز - في ظل عمليات تفجير وغارات على مراكز اقتراع واشتباكات بين مجموعات متنافسة، توجه الناخبون في الهند الى صناديق الاقتراع امس الاثنين للمشاركة في الانتخابات الاشتراعية الثانية في اقل من سنتين. ورغم اعمال عنف متفرقة أودت بحياة اكثر من 14 شخصاً واسفرت عن اصابة اكثر من 50 آخرين بجروح في مختلف انحاء البلاد، قال رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات ام. اس. جيل انها كانت "عملية سلمية... تخللتها مشاكل". وشهدت ولاية أسام شمال شرقي البلاد تدنياً ملحوظاً في الاقبال نتيجة قرار الانفصاليين المسلحين مقاطعة الانتخابات وتهديدهم بقتل من يشارك فيها. وكان الأمر مماثلاً في ولايتي بيهار ومانيبور المجاورتين اللتين تشهد ان تفجيرات فيما ظل التوتر مستمراً في الجنوب خصوصاً في ولايتي تاميل نادو حيث اقدمت الشرطة على تفجير قنابل موقوتة وفكّكت سيارات مفخخة. وقال رئيس اللجنة الانتخابية ان عمليات اعادة ستجري في مناطق بيهار وأسام حيث اقدمت مجموعات متنافسة على التلاعب بصناديق الاقتراع ودهم مراكز لمنع الناخبين من الادلاء بأصواتهم. وأذاعت وكالة "برس تراست" الهندية للانباء ان خمسة اشخاص من بينهم اربعة رجال شرطة قتلوا في بيهار خلال هجمات بالقنابل الحارقة وانفجار ألغام ارضية في منطقتي تشاترا وبوكارو. كما لقي شخص سادس حتفه خلال تبادل لاطلاق النار في منطقة مونجير. وذكرت الوكالة ان شخصاً سابعاً قتل في اسام. وقالت ان القتيل من المتشددين وان قوى الامن اردته رمياً بالرصاص حين فتح النار على الناخبين. وصدرت الاوامر لقوات الامن في بيهار باطلاق النار فوراً على اي مهاجم يستهدف الناخبين. وتعتبر بيهار افقر ولايات الهند وبها 34 دائرة انتخابية وتسودها صراعات طائفية. وقال شهود ان ما لا يقل عن 15 مركزاً انتخابياً في العاصمة الاقليمية باتنا تعرضت لهجمات من جانب مسلحين استولوا على عدد من البطاقات الانتخابية قبل وضعها في الصناديق. ويتمتع اكثر من 250 مليون ناخب من اصل 600 مليون بحق الانتخاب في المرحلة الاولى من عملية التجديد النصفي للبرلمان الذي يشمل 222 مقعداً من بين مقاعد البرلمان الهندي وعددها 543 مقعداً. وتحدثت السلطات الهندية عن تدني نسبة اقبال الناخبين وتراوحت النسبة بين 8 في المئة في ولاية أسام و25 في المئة في ولاية كرناتاكا الجنوبية. وفي ولاية تريبورا قالت الشرطة ان عشرة ناشطين سياسيين من بينهم احد المرشحين في الانتخابات المحلية للولاية اصيبوا في اشتباكات بين جماعات متنافسة وشرطة تريبور التي تشهد انتخابات برلمانية ومحلية في آن واحد. وستجرى جولات انتخابية اخرى في 22 و23 و28 الشهر الجاري والسابع من آذار مارس المقبل ولن تصوّت دائرتان انتخابيتان تحاصرهما الثلوج الا في حزيران يونيو المقبل. المسلمون والهندوس وبعد ستة اعوام من قيام متطرفين هندوس بتدمير مسجد ايوديا الشهير الذي بُني على حدّ قولهم "على انقاض معبد هندوسي" وهو الامر الذي ادى الى اضطرابات اسفرت عن مقتل الفي شخص، رفض مسلمو هذه الدائرة الواقعة في شمال الهند بشبه اجماع مبادرات الانفتاح الانتخابية التي أبداها القوميون الهندوس. ووقف المئات من الرجال والنساء المسلمين امس في صفوف منفصلة ينتظرون دورهم للادلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في البرلمان الفيديرالي حيث يحاول حزب المتطرفين الهندوس "الشعب الهندي" او "بهارتيا جاناتا" الحصول على غالبية مطلقة غير مرجحة. وحاول الحزب الهندوسي الذي وعد ببناء مساجد، استمالة المسلمين الهنود الذين يبلغ عددهم 125 مليوناً ويشكلون اكبر اقلية في الهند التي يشكل الهندوس غالبية سكانها. ويؤكد حزب الشعب الهندي انه يدعو الى "شعب وامة وثقافة" ويرفض الاتهامات التي توجه له بالتعصب الديني. ولكن قلة فقط من المسلمين في ايوديا ومدينة فايزاباد المجاورة حيث يبلغ عددهم 150 الفاً من اصل 1.2 مليون نسمة، عبّرت عن استعدادها تقديم الدعم لحزب الشعب الهندي. وفي دائرة فايزاباد التي تضم ايوديا، يجري التنافس بين القومي الهندوسي فاناي كاتيار الذي حضر تدمير المسجد وخصمه الاشتراكي منذ زمن بعيد ميترا سين ياداف وهو هندوسي ايضاً. ويفضل المسلمون في هذه المنطقة ميترا سين ياداف الذي هزمه كاتيار في اقتراعي 1991 و1996. ورفض مرشح حزب الشعب الهندي اقتراح تسوية تقدم به بعض القادة الهندوس لإقامة "نصب وطني" يشمل مسجداً ومعبداً في ايوديا. واتهمه خصمه الاشتراكي بالتطرف.