اعلنت خمس جمعيات سياسية أساسية في مملكة البحرين مشاركتها في الانتخابات البلدية المقررة في 9 أيار مايو المقبل، مؤكدة التزامها موقفها من التعديلات الدستورية التي صدرت في 14 شباط فبراير الماضي. وكانت أشارت الى "عدم ارتقاء" هذه التعديلات و"عدم انسجامها مع الطموحات والآمال"، معتبرة أنها "تمثل انتقاصاً من الحقوق الشعبية في المشاركة السياسية، خصوصاً في ما يتعلق بتشكيل المجلس الاستشاري المعين واعطائه وزناً ودوراً تشريعياً مساوياً للمجلس المنتخب". ولفتت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية على لسان رئيسها الشيخ علي سلمان، الى وجود تساؤلات في صفوف قاعدتها الشعبية عن مدى جدية المشاركة في الانتخابات النيابية التي ستجرى أواخر تشرين الأول اكتوبر المقبل. وقال سلمان ان الجمعية ارتأت اعطاء مزيد من الوقت لدرس الموضوع "من أجل التوصل الى أفضل قرار يخدم الواقع السياسي". اما الجمعيات الأخرى فأعلنت موافقتها المبدئية على المشاركة في الانتخابات النيابية، مؤكدة تمسكها بالتحفظات التي أبدتها حيال الدستور المعدل. وأعلنت في مؤتمر صحافي عقدته أمس في مقر جمعية المنبر الديموقراطي التقدمي ان "تغيير المعطيات وتطوير المكتسبات يجب أن يتما عن طريق الجهاد والنضال السياسي الذي يعتمد على الحوار الوطني والنهج الديموقراطي، ويرفض الأساليب غير الديموقراطية". وأكدت حرصها على "المساهمة في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية"، معلنة عزمها على المشاركة في الانتخابات البلدية، ومشددة على أهمية "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب" وعلى معيار الكفاءة في اختيار المرشح. واتفقت على أن تعتمد مبدأ التشاور في ما يتعلق بالمرشحين. لكنها أعربت في بيان عن قلقها البالغ إزاء توزيع الدوائر الانتخابية. وأبدى جميع ممثلي تلك الجمعيات عدم تخوفهم من حدوث تزوير أو تلاعب في الانتخابات البلدية. وقال الشيخ علي سلمان ان التاريخ السياسي للبحرين لم يشهد عمليات تزوير "لكن عملية اعلان اللوائح الانتخابية وطريقة إعدادها لم تتح لنا التأكد من أحقية هذه اللوائح، والدوائر الحكومية لم تتفاعل مع مطالب جمعية الوفاق، خصوصاً أن هناك اعداداً غير مسموح لها بالتصويت في الانتخابات البلدية، بحجة ان هؤلاء كانوا معتقلين ويحتاجون الى براءة ذمة كي يحق لهم الاقتراع". وزاد: "في حال عدم تصحيح ذلك، لأن العفو الذي صدر كان شاملاً، سيحدث خدش في العملية الانتخابية، خصوصاً ان عدد المعتقلين كان بلغ 15 ألف شخص". الى ذلك، قال وزير الاعلام البحريني نبيل يعقوب الحمر ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اعرب عن سروره وتقديره لما تضمنه بيان الجمعيات في شأن المشاركة في انتخابات المجالس البلدية. واعتبر ملك البحرين ان هذا الموقف يدل على "روح المسؤولية التي تميز جمعياتنا الوطنية وحرصها على ترسيخ مبدأ الديموقراطية والتفاعل مع الحياة الديموقراطية والشأن البحريني بإيجابية وبأسلوب حضاري".