شهدت الانتخابات البحرينية يوم أمس إقبالاً غير مسبوق من الناخبين على صناديق الاقتراع، في مشهد وصفه الكثيرون بالحاشد. وقال وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة ل «اليوم» إن الأقبال كبير جداً، وأن الازدحامات اضطرتهم لتسريع الإجراءات وزيادة المسارات وغيرها، مشيراً إلى أن البحرينيين يشاركون في الانتخابات بكثافة منذ اطلاقها عام 2002. وقد أغلقت صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية والبلدية في مملكة البحرين عند الساعة العاشرة مساء أمس بعد الإعلان عن تمديد فترة التصويت ساعتين وكانت مقررة لتغلق عند الساعة الثامنة، نظرا للإقبال الكثيف الذي شهدته صناديق الاقتراع منذ الصباح خاصة من الشباب، ما يشير الى رفض المواطن البحريني دعوات المقاطعة التي دعت اليها المعارضة. وفي بيان مشترك لللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات ووزير العدل والشؤون الإسلامية خالد آل خليفة، أعلنا أنه "تمكينا للناخبين من أداء حقهم الدستوري، ونظرا للإقبال الكبير على التصويت، واستجابة لطلبات الكثير من الناخبين، فقد تقرر تمديد مدة إدلاء الناخبين بأصواتهم لمد ساعتين فقط لتنتهي عند العاشرة مساء". وقبيل قرار التمديد، قال عبدالله البوعينين، المدير التنفيذي للانتخابات النيابية : "هناك إقبال منقطع النظير على المشاركة في الانتخابات، والتمديد أمر وارد" وهو ما تم فعلا في وقت لاحق. وكانت صناديق الاقتراع قد استقبلت الناخبين في 40 مركزًا فرعيًا و13 عامًا موزعة على محافظات مملكة البحرين الأربع، العاصمة والمحرق والشمالية والجنوبية، لانتخاب 39 نائبًا برلمانيًا و29 عضوًا بلديًا في الانتخابات النيابية والبلدية لعام 2014 م. ويتنافس في الانتخابات 419 مرشحًا، منهم 266 مرشحًا لنيل عضوية مجلس النواب، و153 مرشحًا لنيل عضوية المجالس البلدية في ثلاث مناطق بلدية انتخابية، هي المحرق، والمحافظة الجنوبية، والشمالية. وشهدت المراكز العامة حضوراً كبيراً، حيث اضطر المواطنون للوقوف في صفوف لمدة تزيد عن الساعتين، رغم سرعة الإجراءات. ورغم ما شهدته بعض مراكز الاقتراع الخاصة بالدوائر من أعمال شغب وتخريب، إلا أن ذلك لم يمنع من وصول الناخبين إلى المراكز الانتخابية التي شددت حولها الإجراءات الأمنية، فيما أصيب شرطي نتيجة انفجار قنبلة محلية الصنع في منطقة الدية. من جانبه، أشار المواطن أحمد العلوي ل «اليوم» إلى أنه جاء للمركز العام نظراً لكون مركز دائرته محاطاً بأعمال شغب وتخريب، مشيراً إلى أنه انتظر ساعتين ومستعد لانتظار المزيد. وقال إن دعوات المقاطعة «لا تمثله» وأنه يريد اختيار نائبه، والاستفادة من التجربة في اختيار الأفضل. إلى ذلك، قال السفير البريطاني في البحرين إيان لنزي ل «اليوم» إن الإقبال على الانتخابات في البحرين «منقطع النظير» مشيراً إلى أنها المرة الأولى في حياته التي يرى فيها مثل هكذا طوابير للانتخابات مشيدا بالتنظيم وتفاعل البحرينيين مع هذه الانتخابات. وبيّن أن الانتخابات في البحرين «شفافة ونزيهة» وبعيدة عن التزوير، وهو واضح من خلال الإجراءات المتبعة في الانتخابات، ومدى الوضوح ووجود المراقبين المستقلين. وأشار إلى أن دعوات المقاطعة «غريبة» على من يدعي الديموقراطية، حيث يعتبر خسراناً من لم يشارك في الانتخابات، وليس أحد سواه يخسر. واستنكر السفير إيان لنزي أعمال الشغب والتخريب التي تجري في بعض المناطق، والتي تهدف إلى إبعاد الناخبين عن مراكز الاقتراع، مشيراً إلى أن تلك الأعمال تتنافى مع دعوات الديموقراطية، مشدداً أن على جمعية «الوفاق» الشيعية المعارضة مراجعة نفسها وقراراتها. كما استنكر الفتاوى التي دعت إلى المقاطعة، مؤكداً أنها تتنافى مع الديموقراطية. من جانبه، وصف نائب رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الأوربي أفضل خان الانتخابات البحرنيية بالمذهلة، مؤكداً أن طوابير الانتظار «كبيرة جداً» وهي غريبة في بلد في الشرق الأوسط. وأضاف في تصريح خاص ل «اليوم» أن تلك المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية البحرينية إنما تدل على وعي الشعب البحريني ورغبته في الديموقراطية بعيداً عن جميع الوسائل التي تستخدم لترهيبهم. وشدد على أن البحرين استطاعت أن تقدم نموذجاً ديموقراطياً فريداً في الشرق الأوسط. وقال إن الانتخابات «شفافة» وأبهرته نظراً للإجراءات المتبعة. ومن المتوقع إعلان النتائج صباح اليوم الأحد، فيما تتجه الأنظار إلى جولة الإعادة، نظراً للتنافس الشديد بين المرشحين سواء من الجمعيات السياسية أو المستقلين. إلى ذلك، وصف رئيس مجموعة «حقوقيون مستقلون» سلمان ناصر الانتخابات بالشفافة والنزيهة، والبعيدة عن التزوير، مشيراً إلى وجود بعض المخالفات التي لا ترقى إلى الجرائم الانتخابية من بعض المرشحين، وهي معدودة. وأوضح أن تلك المخالفات يتم التعامل مع أغلبها في الحال، وهي لا تشكل مشكلة كبيرة للانتخابات.