أطلق مسؤولو "مهرجان الدوحة الثقافي"، وهو أول حدث من نوعه في قطر سيبدأ في 20 آذار مارس الجاري، صافرة التصريحات قبل بدء الفعاليات، بل طرحوا "مفاجآت"، كما وصفها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث يوسف درويش. وكان أبرز هذه "المفاجآت" ما جاء على لسان رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان سعد بورشيد عن "اعتذار" المطربة فيروز والفنان العالمي بافاروتي عن عدم المشاركة في المهرجان الذي حشد له القطريون اسماء "لامعة" في دنيا السياسة والفكر والفن والثقافة والشعر والمسرح، ويبدو أنهم يريدونه أن يعبر عن "مناخ جديد". وعلى رغم أن منظمي المهرجان أعلنوا أمس للمرة الأولى مشاركة "اوبرا عايدة" ب250 شخصاً من جنسيات عدة، سيقدمون عروضهم على أحد الملاعب الكبرى، إضافة إلى تقديم أكبر طبق "مجبوس" من الدجاج والرز وجبة قطرية يبلغ قطره 5.4 متر ويبلغ ارتفاعه متر، إلا أن غياب فيروز كان حاضراً بقوة في مؤتمر صحافي للجنة المنظمة. وقال يوسف درويش عن اعتذار فيروز بعدما نوه بمكانتها وكونها "أول اسم سعينا إلى مشاركته". وقال: "كانت هناك موافقة مبدئية من الطرفين واستجبنا طلباتها، لكننا صدمنا بأنها لا تريد أن تشارك في أمسية غنائية بوجود مطربين آخرين"، و"إما أن تكون لوحدها في كل الفعاليات الغنائية أو لا تغني، ومن الصعب أن نسمي المهرجان مهرجان فيروز، لكننا سنستضيفها مستقبلاً". وعند اعتذار بافاروتي، كشِف أنه كانت هناك أيضاً موافقة مبدئية واتصالات لم تستكمل، لكنه أبدى "مغالاة في شروط" المشاركة و"عقد يُحسب بالدقيقة"، بل "طالب بطائرة خاصة تقله إلى الدوحة من باربادوس وليس من ايطاليا"، وأضاف درويش: "كنا نود التعرف عن قرب إلى الفن الاوبرالي لكن بافاروتي أراد حتى اعتماد المدعوين للحفلة بموافقته! وهذا حال دون أمنية مشاركته في المهرجان". ولوحظ أن مسؤولي المجلس الوطني للثقافة والفنون - وهو الجهة الوحيدة المسؤولة عن رعاية النشاطات منذ حلت قطر وزارة الإعلام والثقافة قبل سنوات - نجحوا في تأمين مشاركة اسماء "لامعة" بينها المطربون محمد عبده ونوال وكاظم الساهر ونجاة الصغيرة إلى جانب فرق فولكلورية من السعودية وفرنسا واثيوبيا وروسيا والكويت والعراق والمغرب وتونس واليابان والصين وكازاخستان، فضلاً عن مطربين ومطربات قطريين. وسيكون للشاعرات القطريات والخليجيات والعربيات عموماً حضور بارز، فيما ستكون للشعراء، وبينهم سميح القاسم، جولات وصولات من عوالم الشعر الشعبي والفصيح. وستشكل ندوة بعنوان "أزمة الديموقراطية في العالم الإسلامي" حدثاً مهماً، وسيتحدث في هذه الأمسية في 25 الشهر الجاري وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وجابر عصفور وقاسم عبده قاسم مصر، والدكتور إبراهيم عبدالله البحرين وسيقدمها الاستاذ الجامعي القطري دكتور محمد المسفر. وقال يوسف درويش: "ندرك أن لا ديموقراطية في الوطن العربي، لكننا نريد تفجير المواجع الديموقراطية من أجل تحقيق حلم نسعى إليه"، وستقدم في ظل هذه الأجواء "الرواية العربية... السلطة والنص" وندوة عن "حرية الرأي والكلمة" يشارك فيها حافظ الشيخ البحرين وعبدالعزيز محمود قطر وحمد الجاسر السعودية وعبدالله العمادي قطر، وسيقدمها الدكتور مرزوق بشير، وهو قطري يتولى منصب مدير الإدارة الإعلامية في مجلس التعاون. وستكون المسرحية القطرية "البترول يا حكومة" في صدارة فعاليات المهرجان، وهي من تأليف المخرج محمد الرميحي وبطولة عبدالعزيز جاسم وعدد من الوجوه المسرحية، وهي تعتمد الكوميديا السوداء وتجسد "الواقع العربي وحال التشرذم". وتحكي المسرحية من خلال الاخوة الثلاثة سالم وعامر وفالح قصة بيعهم منزلاً يضمهم جميعاً مع أولادهم، إذ تغريهم شركة أجنبية بعرض مغرٍ وتشتري البيت بعد اكتشافها أنه "يعوم فوق بحيرة من البترول"، ويتبادل الثلاثة الاتهامات بعد اكتشاف الخدعة الكبرى، ولكن بعد ضياع "البيت".