قدمت المعارضة في زيمبابوي امس، التماساً الى القضاء، طالبت فيه بتمديد فترة الانتخابات المقررة يومين، مدعية ان البطء في عمليات الاقتراع في مناطقها، جزء من استراتيجية المشرفين على حملة الرئيس روبرت موغابي لتأمين فوزه في الانتخابات. هاراري - رويترز، أ ف ب - استؤنفت في ساعة مبكرة من صباح امس، انتخابات الرئاسة التي اتسمت بالعنف في زيمبابوي، لكن التصويت استمر طوال الليل في مراكز الاقتراع في بعض المناطق المؤيدة للمعارضة في العاصمة هاراري بعد اشتباكات مع الشرطة. وقدمت المعارضة التماساً الى القضاء، طالبت فيه بتمديد فترة الانتخابات المقررة يومين، مدعية ان البطء في عمليات الاقتراع في مناطقها، جزء من استراتيجية المشرفين على حملة الرئيس روبرت موغابي لتأمين فوزه في الانتخابات. ورفض وزير الاعلام جوناثان مايو ذلك، معتبراً ان الصفوف الطويلة امام مراكز الاقتراع لا تعني اقبالاً على التصويت، بل نقصاً في عدد المراكز. وامام مركز للاقتراع في احدى ضواحي غرب هاراري، اصطف حوالى الفي ناخب في طوابير منذ السابعة صباحاً الخامسة بتوقيت غرينيتش وهو الموعد الرسمي لبدء التصويت. وقال مسؤول انتخابي: "كان المركز مفتوحاً طوال الليل وتواصل توافد الناس لينضموا الى الطوابير". وتزايدت الضغوط على حكومة الرئيس روبرت موغابي لتمديد يومين من الانتخابات الى ما بعد الموعد الرسمي لاغلاق مراكز الاقتراع الذي كان مقرراً في السابعة من مساء امس. وشهدت عملية التصويت اول من امس، تأخيراً وشابتها فوضى في مناطق حضرية يجب ان يفوز فيها مرشح المعارضة مورغان تسفانغيراي بغالبية ساحقة ليدعم فرصه لاطاحة موغابي 78 عاماً. ووصف تسفانغيراي طوابير الناخبين الماراثونية، بانها لعبة حمقاء من جانب حزب "اتحاد شعب زيمبابوي الافريقي - الجبهة الوطنية" وهو حزب موغابي لتقليل الاصوات التي ستحصل عليها المعارضة في المناطق الحضرية. وقال تسفانغيراي بعد ان زار مراكز اقتراع لا تقبل سوى 30 ناخباً فقط كل ساعة، ان حزب موغابي "منهمك الآن في محاولة اخيرة لمنع الناخبين من التصويت على خروجه من السلطة من خلال ابطاء عملية التصويت" في معاقل حزب حركة التغيير الديموقراطي المعارض. واشتبكت الشرطة مع ناخبين غاضبين خارج احد مراكز الاقتراع في غرب العاصمة. وانتشرت فرق من شرطة مكافحة الشغب لمراقبة طوابير الناخبين المتعبين. وتدثر عدد كبير من الناخبين بالبطاطين اتقاءاً للبرد خلال الليل. وأصابت شرطة مكافحة الشغب في زيمبابوي 12 شخصاً بجروح في كوادزانا، احدى ضواحي هاراري الجنوبية، لدى تفريقها ناخبين كانوا ينتظرون في طابور طويل. وحدث تدافع بعد ان نفد صبر الناخبين في طابور الانتظار وعندها انهالت قوات مكافحة الشغب على الكثير منهم بالضرب وبعضهم على رأسه. وأفاد شهود ان الشرطة استخدمت ايضاً غازات مسيلة للدموع. وقال محللون سياسيون ان تسفانغيراي يمثل اهم تحد لموغابي منذ ان حصلت زيمبابوي على استقلالها من بريطانيا عام 1980، عندما تولى موغابي زعيم الثوار السابق السلطة. وهددت الحكومات الغربية وحكومات رابطة دول الكومنولث التي تضم مستعمرات بريطانيا السابقة، بفرض عقوبات على موغابي وكبار مساعديه اذا لم تجر الانتخابات في جو نزيه وانتقدت اجراءات تعتقد انها تحد من فرص فوز المعارضة في الانتخابات. وانضمت السفارة الاميركية في هاراري الى المعارضة ومراقبي الانتخابات الاجانب وجماعات حقوق الانسان في زيمبابوي في استنكار الفوضى التي صاحبت التصويت في بعض المناطق الحضرية. وقال باتريك تشيناماسا وزير العدل في زيمبابوي ان التصويت قد يمدد الى ما بعد المقرر لاغلاق مراكز الاقتراع.