نفى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر أي علم له بنية وزير الخارجية الاميركي كولن باول مطالبة اسرائيل بالتخلي عن رهن البدء بتنفيذ توصيات لجنة ميتشل بسبعة ايام من الهدوء التام في المناطق الفلسطينية. وقال للاذاعة العبرية ان من حق الوزير باول إبداء ندمه على موافقته على الشرط الاسرائيلي "لكنني لم أسمع عن ذلك من أية جهة اميركية رسمية". وكان بن اليعيزر يعقب على ما أوردته صحيفتا "يديعوت احرونوت" و"هآرتس" امس عن ابلاغ باول عدداً من نظرائه الأوروبيين انه اخطأ حين دعم موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي راييل شارون الرافض لتنفيذ التوصيات قبل فترة هدوء تام. واكد الوزير السابق يوسي بيلين للاذاعة ذاتها انه سمع من ريتشارد هاس المسؤول عن التخطيط السياسي في وزارة الخارجية وويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ان الادارة الاميركية تعتزم تكثيف جهودها الديبلوماسية في الشرق الأوسط وان خطاب باول المزمع، يوم الاثنين المقبل سيتضمن مطالبة اسرائيل بالتخلي عن "شرط الأيام السبعة"، وسيؤكد ما تضمنته توصيات ميتشل في مسألة الوقت التام للاستيطان. واستغرب بيلين قول بن اليعيزر ان الحكومة الحالية لم تقم أية مستوطنة جديدة انما فقط تم تطوير المستوطنات القائمة لتتجاوب مع التكاثر الطبيعي للمستوطنين، وقال ان وزير الدفاع يتجاهل حقيقة ان توصيات تينيت وميتشل تحدثت عن تجميد تام للمستوطنات. وتابع بيلين، الذي التقى المسؤولين الاميركيين برفقة وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه ان الادارة الاميركية لا تتحدث حالياً عن تسوية دائمة انما عن تنفيذ التوصيات و"ترى في الحل النهائي مسألة لتفاوض مستقبلي". وقال ان المسؤولين الاميركيين ابلغوه ان وزير الخارجية باول لن يطلق مبادرة سياسية جديدة في خطابه القريب وان جل التغيير في التوجه الاميركي يتمثل في المطالبة بالتخلي عن شرط الهدوء لسبعة ايام بعد ان ايقنت الولاياتالمتحدة ان هذا أمر يستحيل انجازه. من جهته عاد وزير الخارجية شمعون بيريز ليؤكد من جديد ان خطاب باول يتضمن مبادئ عامة "لا خططاً تفصيلية" وان الولاياتالمتحدة لن تفرض حلاً على الطرفين، وتابع انه يتحتم على اسرائيل ان تشرع بمبادرة من جانبها "لأنها إن لم تقم بذلك فسيقوم آخرون بها ولاسرائيل أسباب كافية لتسعى لايجاد حل للوضع الراهن". الى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان خطاب باول لن يتطرق الى قضيتي القدس واللاجئين ما يعتبر تراجعاً عن الافكار التي قدمها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، واضافت ان الخطاب سيتضمن النقاط الرئيسية الآتية: - تؤيد الولاياتالمتحدة اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل على ان تعيش الدولتان في حدود متفق عليها على اساس قراري مجلس الأمن 242 و338. - تدعو الولاياتالمتحدة الى وقف العنف والتحريض واعتقال مطلوبين قاموا بعمليات ارهابية. - قضية القدس تحل في اطار المفاوضات على التسوية الدائمة. - تطالب الولاياتالمتحدة اسرائيل بتجميد نشاطها الاستيطاني اثناء استئناف المفاوضات. - تأكيد مبدأ الأرض مقابل السلام الذي طرح للمرة الأولى في مؤتمر مدريد قبل 10 أعوام. ونقلت الصحيفة عن أوساط في ديوان شارون ان رئيس الحكومة ليس قلقاً مما سيتضمنه الخطاب "لكن هذا لا يعني ان نتصرف بلا مبالاة وعدم مواكبة التطورات".