كرر الرئيس الأميركي جورج بوش مراراً كلامه عن "الفرصة الذهبية" التي وفرتها ضربة 11 ايلول سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن لنشر "افكار الحرية" في آسيا. فما المقصود بأفكار الحرية وهل تعني تغيير الأنظمة وكسر الخصوصيات الثقافية وإعادة دمجها بالمنظومة الامبراطورية الجديدة ضمن افق احادي الجانب وهيمنة القطب الواحد؟ وما المقصود بالفرصة الذهبية وهل يعني الأمر ان ضربة 11 ايلول هي مناسبة فريدة من نوعها وفرها الخصم الإيديولوجي لتبرير سياسة السيطرة الكلية على منطقة استراتيجية تعتبر تقليدياً قلب العالم آسيا الوسطى ومن يسيطر عليها يتقدم للسيطرة على غيرها؟ السياسي والمفكر السوداني محمد ابو القاسم حاج حمد يبحث في تلك العلاقة بين الطرفين وهو ما يسميه "المواطأة" العفوية بين الفعل المبدئي والتوظيف الاستراتيجي. وهنا حلقة اولى. يحتمل مفهوم المواطأة تهيئة الظروف للإتيان بالفعل نفسه حين يكون هذا الفعل مطلوباً لدوافع استراتيجية اقليمية أو دولية، ولا تتوافر مقومات الإتيان به للأطراف المحلية الأقل مقدرة على تنفيذه وحدها. هنا تتحول المواطأة الى استدراج وبما أعرّفه أيضاً بتوفير مقومات بيئة التكيّف مع الفعل المراد. وتأتي المواطأة دائماً عبر تداخل بين جملة من العوامل المتفاعلة، فهناك الطرف الذي يظن نفسه فاعلاً وهو في الحقيقة مفعول به ضمن مخطط استراتيجي مسبق. ولكن لأن هذا الطرف يتحرك في فعله بمبدئية معينة، فربما يفلت في فعله بالتمادي الى خارج المخطط الاستراتيجي المسبق فيتطلب الموقف هنا احتواء هذا التمادي وضبطه. هكذا وظفت اسرائيل الشعار الأميركي لمكافحة الإرهاب الدولي اثر تفجيرات 11 أيلول سبتمبر 2001 لمضاهاته بالإرهاب الفلسطيني. غير ان هذه المضاهاة تسبب اشكالية لأصل المشروع الأميركي في مكافحة الإرهاب الدولي الذي يتطلب آلية دولية جامعة بزعامة واشنطن، وحددت الادارة هذه الآلية الجامعة بصفتها تحالفاً دولياً. فدخول اسرائيل بمنطق المضاهاة ضد الإرهاب الفلسطيني يحدث شرخاً في الآلية التحالف الدولي على مستوى الشرق الأوسط، لأنه يخرج الفعل الموظف مسبقاً خارج دائرة توظيفه الأصلي. وعوض أن تضبط أميركا التوظيف الاسرائيلي للفعل نجدها تندرج في الاشكالية نفسها، وذلك حين تضاهي واشنطن ما بين الارهاب الدولي - اثر التفجيرات - وإرهاب مثلث الشر ايران - العراق - كوريا الشمالية. فتنعكس النتيجة فوراً في تفكيك آلية التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. فكما تفكك المضاهاة الاسرائيلية التحالف الدولي الآلية على مستوى الشرق الأوسط بسحب الارهاب على الفلسطينيين، فتحول دون الإجماع على الآلية شرق أوسطياً، تفكك المضاهاة الأميركية هذه الآلية التحالف الدولي على المستوى الدولي نفسه، حين تسحب المضاهاة على إيرانوالعراق وكوريا الشمالية بصفتها مثلث الشر. هكذا لا يبقى من الآلية سوى تحالف ثنائي هو الى درجة كبيرة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل شرق أوسطياً، وبين الولاياتالمتحدةوبريطانيا دولياً. هنا تصبح مسألة أسامة بن لادن وطالبان مسألة هامشية بعد ان تم توظيف الفعل المراد مسبقاً - أي التفجيرات - وهي تفجيرات كانت أميركا على علم مسبق بها وقبل ثلاثة أشهر من الفعل، إذ ان الاستخبارات الاسرائيلية احتجزت في حزيران يونيو 2001، وفي معبر سيناء - رفح الفلسطيني نبيل عقال المنتمي الى تنظيم القاعدة واستقت منه معلومات حول المخطط. ثم انه ومنذ اعلان بن لادن عن: الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى بتاريخ 23 شباط فبراير 1998 واقدام هذه الجبهة على تفجير سفارتي أميركا في كينيا نيروبي وتنزانيا دار السلام في آب أغسطس 1998، وكذلك التدمير الجزئي للمدمرة الأميركية كول في اليمن بتاريخ 12 تشرين الأول أكتوبر 1998، لم تقدم أميركا على ملاحقة فعلية لا استخباراتية ولا عسكرية لبن لادن وجبهته العالمية أو قاعدته أو حتى طالبان. إذ اكتفت بضربة صاروخية ليلية كالتها لمصنع أدوية في السودان في آب 1998 ووجهت بعض الصواريخ لأفغانستان. في حين أن أميركا كانت تملك القدرة على اختراق تنظيم القاعدة وحركة طالبان للقضاء على بن لادن، وذلك بحكم العلاقات الوثيقة بين الاستخبارات الأميركية والباكستانية ودورهما المشترك في مساندة نظام طالبان ضد القوى والجبهات الأفغانية الأخرى. وكان بإمكان الولاياتالمتحدة وعبر الاستخبارات الباكستانية أن تفعل ما فعلته في بيروت فردان عبر الاستخبارات الاسرائيلية بتاريخ 10 نيسان ابريل 1973 حين تم اغتيال القادة الفلسطينيين أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر رداً على عملية منظمة أيلول الأسود في الخرطوم في الأول من آذار مارس من العام نفسه، التي راح ضحيتها السفير الأميركي وبمعيته القنصل كيرتس مور والقائم بالأعمال البلجيكي جي عيد. فالعلاقة بين الاستخبارات الأميركية والباكستانية في صنع أحداث أفغانستان والنفاذ الى حركة طالبان وتنظيم القاعدة وكذلك الجبهة الإسلامية العالمية وثيقة جداً، وبشهادة السفير السعودي السابق في كابول محمد بن عيد العتيبي حين ذكر ان حركة طالبان صناعة باكستانية - أميركية مشتركة منذ نشوئها في قندهار منتصف عام 1994 ثم ظهورها إعلامياً في تشرين الأول من العام نفسه. الحياة 30 كانون الثاني/ يناير 2002. ثم هناك عملية اغتيال المجاهد العريق أحمد شاه مسعود الملقب بأسد بانشير قبل يومين من التفجيرات بتاريخ 9 أيلول 2001. فتلك العملية استهدفت ازاحة الرجل الذي كان سيرفض أي تدخل أميركي في الشأن الأفغاني وتوجيه مسار الأحداث بعد التفجيرات المعلومة مسبقاً وفق خطة استراتيجية. فالمعروف عن أسد بانشير نزعته الوطنية الاستقلالية وعلاقاته الممتدة الى فرنسا والمانيا والاتحاد الأوروبي. فبعد مقتله تجمع في باريس بتاريخ 16 أيلول 2001 حوالى 300 شخص من البرلمان الأوروبي للتعبير عن مواساتهم، كما وجه البرلمان الأوروبي رسالة تعزية وكذلك روسياوبريطانيا. فمقتل أسد بانشير يدل على أمرين: أولاً: قدرة الاستخبارات الأميركية والباكستانية على اختراق التنظيمات الأفغانية، بما في ذلك تنظيم القاعدة لبن لادن وحركة طالبان. ثانياً: توقيت الاغتيال قبل يومين من التفجيرات يعني التهيئة للخطة الأصلية بعد التفجيرات وهي غزو أفغانستان وتشكيل حكومة موالية لأميركا. وهذا ما سيرفضه مسعود. وبما يؤكد ان التفجيرات نفسها مفتعلة تعاملت أميركا حتى مع تفاصيل ما بعد التفجيرات في الساحة الأفغانية المستهدفة، وهي مسرحية قصد منها السيطرة على العالم تحت شعار مكافحة الارهاب والتحكم فيه عبر آلية التحالف الدولي، تحت غطاء ملاحقة الفاعلين. ثم ان الولاياتالمتحدة كانت قادرة تماماً لو أن هدفها هو بن لادن وتنظيماته الجهادية على تصفيته ومجموعته في السودان وبما يماثل الكيفية التي صفي بها مسعود، إذ كان الرجل وصل الى الخرطوم منتصف أيار مايو 1992 الى ان غادرها في أيار 1996. كانت هناك اتهامات عدة وجهت الى بن لادن حين اقامته في السودان: أولها: تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك بتاريخ 26 شباط فبراير 1993، الذي نتج منه ستة من القتلى وألف جريح. ثانيها: أنه وعبر التنسيق بين تنظيم القاعدة وعناصر التطرف الأصولي داخل النظام السوداني تم تشكيل تحالف ما بين تنظيم القاعدة وبعض التنظيمات الجهادية الإسلامية الإريترية، حين باشرت هذه العناصر عمليات مسلحة في غرب إريتريا لإسقاط النظام الإريتري وإعلان دولة إسلامية خلال عشر سنوات. واشتبكت القوات الإريترية مع هذه العناصر منذ عام 1993، وبعضها تونسي وجزائري، وعبرت هذه المجموعة ويبلغ تعداد أفرادها 20 مقاتلاً الحدود السودانية الى إريتريا في 16 كانون الأول 1993. وكشف الرئيس الإريتري اسياس أفورقي عن هذه التحركات المضادة حين التقى رؤساء البعثات الديبلوماسية في أسمرا بتاريخ 4 كانون الثاني 1994. وأدت هذه العمليات الى توتر في العلاقات السودانية - الإريترية. كما أدى تواصل مثل هذه العمليات الى ابطال مفعول اتفاق أمني وقع لاحقاً بين البلدين في 21 نيسان 1994، والى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في كانون الأول 1994، ثم تبني اريتريا المعارضة السودانية المسلحة التي تضم أحزاباً شمالية، اضافة الى حركة تحرير شعب السودان الجنوبية بقيادة الدكتور العقيد جون قرنق التجمع الوطني الديموقراطي. ذلك هو أول الحصاد المر. ثالثها: محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عاصمة اثيوبيا في حزيران يونيو 1995، في أثناء مؤتمر القمة الإفريقية. وحاولت تنفيذ العملية عناصر مصرية من تنظيم القاعدة كانت ناشطة في السودان، وتولت عناصر التطرف الأصولي داخل النظام السوداني تسهيل كل متطلبات العملية. وأدى ذلك الى أن تستفيق العناصر المعتدلة داخل النظام فسارعت بتغيير القيادات الأمنية وتحويلها الى مواقع وظيفية أخرى وليس الى طردها أو محاكمتها لأن لتلك العناصر - وما زال - موقعها في موازين قوى النظام. وكانت تلك العملية المؤسفة حصاداً مراً آخر. ورابعها: شرعت مجموعات المتحالفين معه من المتطرفين الأصوليين داخل النظام السوداني باستقطاب معظم الحركات الأصولية في اثيوبياوالصومال فتغلغلوا في قومية بني شنغول والأورمو والعفر ثم امتدوا الى الصومال لمناهضة الوجود العسكري الأميركي هناك إذ لم يكن ذلك الوجود حرباً على الإسلام بقدر ما كان حفاظاً على أمن الصومال ووحدته واستقراره بعد ان مزقته الحروب بين القبائل وداخل القبيلة الواحدة منذ الانقلاب على الرئيس محمد زياد بري في عام 1991، فزادوا الى محنة الصومال محنة أخرى، وكان ذلك حصاداً آخر مراً. وعلى رغم كل هذه العمليات ذات القرائن الدالة بأقل تقدير وبأدنى المستويات، على دور بن لادن وضلوعه فيها لم تتم تصفية الرجل ومجموعته في السودان. علماً أن النظام السوداني لم يكن يفتقر الى البراغماتية رغماً عن تمظهره بالعقائدية الإسلامية. وسبق له أن سلم كارلوس بعد تخديره الى الاستخبارات الفرنسية بعد عام من بقائه في السودان دخل كارلوس السودان بتاريخ 14 تشرين الأول 1994 ثم خدر بعد عملية جراحية وسلم للأمن الفرنسي بتاريخ 12 تشرين الأول 1995. إذاً - لأمر ما - كانوا يبقون على بن لادن آمناً في السودان على رغم الحيثيات التي ذكرناها، وهم يسلمون كارلوس لفرنسا، ثم لأمر ما أخرجوه ليؤدي دوره المرسوم في أفغانستان، ومع طالبان هذه المرة. ثم تأتي تفجيرات نيروبي ودار السلام 7/8/1998 والمدمرة الأميركية كول 12/10/1998 ويبقى الرجل آمناً من دون ملاحقة، في حين لا يتجاوز الرد الأميركي ضرب مصنع الأدوية في الخرطوم وبضعة صواريخ في أفغانستان من دون تخطيط مسبق لأهداف محددة. ثم يخرج علينا الرئيس بيل كلينتون بعد تفجيرات 11 أيلول 2001 ليقول انه كان أمر باغتيال زعيم القاعدة. صحيح أن بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال في الخرطوم بتاريخ 5 شباط 1994، ولم يوضح المحققون السودانيون اي علاقة بين منفذي المحاولة وأي جهة خارجية، سوى ان قائد المجموعة وهو ليبي الأصل واسمه محمد عبدالله عبدالرحمن الخليفي تلقى تدريباً هو واثنان من رفاقه في سهل البقاع اللبناني في العامين 1987 و1988 وذهبوا الى بيشاور في الباكستان. أي قبل الانسحاب السوفياتي من أفغانستان في 18 شباط 1989، وقبل انقلاب الانقاذيين في السودان 29 حزيران 1989. وبما ان الخليفي أعدم في أيلول 1994 فقد دفنت أسراره معه، أو أن الأمن السوداني يتكتم عليها. غير ان متابعاتي لتلك العملية والنظر في كيفية الإعداد لها وكيفية الحصول على التجهيزات المطلوبة أوصلتني الى قناعة تامة بأنها مجرد عملية فردية مهووسة لم تكن من ورائها الولاياتالمتحدة، كما أن أريتريا لم تكن من وراء ذلك ولا أثيوبيا ولا الاستخبارات المصرية. تفجيرات معلومة ابقوا على بن لادن الى ان قام بتفجيراته المعلومة لديهم مسبقاً، والمتواطئة مع استراتيجيتهم المسبقة. هكذا أحكمت أميركا فعلتها، ولا يضيرها ان تضحي بمواطنيها. ضحت سابقاً بالآلاف منهم في حربي كوريا 1950 - 1953 وفيتنام 1963 - 1973. وضحت في الأخيرة ب47752 جندياً من بين مليون جندي وذلك عدا المصابين والمفقودين. فلكي تبرر أميركا سيطرتها على العالم باسم مكافحة الارهاب وبآلية التحالف الدولي يتوجب ان تكون الجريمة مروعة وهذا ما أحدثته أميركا بتوفير ظروف الفعل المتواطئ وبيئة التكيّف. ولأن اسرائيل هي الأقرب لإدراك أبعاد الفعل الأميركي المتواطئ مع قاعدة بن لادن علم أو لم يعلم، وإن كان دافعه مبدئياً أو غير ذلك، فالرجل لا يتميز بأي فهم استراتيجي للأمور. تحركت اسرائيل بسرعة فائقة لتكون شريكاً في استثمار الفعل، فسحبت الإرهاب على الفلسطينيين بمختلف تنظيماتهم. ثم مدت اسرائيل أذرعها - متواكبة مع التحرك الأميركي - باتجاه الهند وأذربيجان ومناطق بحر قزوين وتركيا والقرن الأفريقي ممتدة الى ما تمتد اليه أميركا، وها هي تطالب بأن تكون شريكاً في ضرب العراقوايران. وتنساق لها أميركا صاحبة المشروع الأصلي الذي يُوظّف بأكبر من حجمه، ولغايات أكبر تتجاوز بن لادن وطالبان. ولن يكون رد الفعل الشرق أوسطي والعالمي سوى تبرم على ما أصبح مشروعاً ثلاثياً للهيمنة أميركا - بريطانيا - اسرائيل وهكذا ندخل مرحلة الانقسامات الاستراتيجية وهذه لها تبعاتها. هذا نموذج لتأكيد مسألة ان صاحب المشروع الأصلي في توظيف الفعل المتواطئ لن يكون هو الوحيد في الساحة ليفيد بالمطلق الفردي من الفعل الاستراتيجي. فهناك دائماً آخرون، اقليمياً ودولياً، لديهم توظيفاتهم المختلفة وربما النقيضة لهذا الفعل على رغم من عدم مشاركتهم في احداثه أو توفير بيئة التكيّف له. وهكذا حققت أميركا ما تريد من الفعل المتواطئ مع استراتيجيتها المسبقة من تفجيرات أيلول، وبالكيفية التي وصفها بها المفكر الفرنسي جان بوديار حين كتب كلمته الجريئة معلقاً على التفجيرات: "ان الذين ارتكبوا العمل الارهابي اكتفوا بارتكابه. أما الغربيون فهم الذين أرادوا هذا العمل". يمكن ان نستدرك الآتي: أولاً: التوظيف الاستراتيجي للفعل المتواطئ مع مخطط مسبق، وتوفير بيئة التكيّف مع هذا الفعل المراد، وذلك عبر استدراج الفاعل تماهياً مع مبدئيته أو عقائديته ومن دون أن يدرك الفاعل أنه المفعول به. ويسهل هذا الاستدراج حين تكون أجهزة الفاعل الاستراتيجي الأصلي أميركا متغلغلة ونافذة في الجسم التنظيمي للفاعل قاعدة بن لادن وحركة طالبان. ذلك كله من دون ان نصف بن لادن وطالبان بالعمالة. ثانياً: ان توظيف رد الفعل لمدى أوسع من طاقته حيث يُسحب اسرائيلياً على فلسطين، ويسحب أميركياً وبريطانياً على العراقوايران وكوريا الشمالية من شأنه تحجيم مدى رد الفعل وتقليص آليته العالمية في حدود أميركا وبريطانيا واسرائيل، ما يؤدي حتماً الى قيام جبهة دولية موازية، لها تفسيراتها المتناقضة مع رد الفعل المتجاوز لمقتضياته. ثالثاً: ان أدنى هذه المقتضيات - كما ذكرنا - هو الاكتفاء بملاحقة الفاعلين. ولا يتطلب الأمر هنا تحالفاً دولياً أو مكافحة دولية للارهاب. والنتيجة ان تكتيكات المواطأة لاستراتيجيات دولية واقليمية مسبقة عبر ارادة مبدئية أو عقائدية هي صفة غالبة في احتواء أميركا وأوروبا من قبل للعالم الثالث عموماً، إذ لا بديل عن تفهم الدور الأساس لمراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية التي تكشف لهذا العالم الثالث مسبقاً عن أبعاد عن فعل وكيفية توظيفه مع التعلم من استراتيجيات التوظيف السابقة في المستعمرات الأوروبية. وللإحاطة بالأفعال واحتواء آثارها السلبية، كمثل التي نعانيها اليوم بعد التفجيرات، فهناك دروس يجب ان نستوعبها وإلا أفلت زمام الأمر كما هو حاصل الآن. * سياسي ومفكر سوداني.