هراري - أ ف ب - صوّت رئيس زيمبابوي روبرت موغابي أمس في هراري متوقعاً فوز حزبه في الانتخابات التشريعية، وندد بمنافسيه، واصفاً أياهم ب"رسل البؤس". واتهمت المعارضة حزب موغابي بارهاب الناخبين والمرشحين والاعتداء عليهم. وقال موغابي في أحد مكاتب الاقتراع في مدرسة في حي هايفيلد: "نحن على وشك الفوز في الانتخابات". وأضاف: "تناهى الى مسامعي ان الأهالي يصوّتون بكثافة كما ان البيض أيضاً يصوّتون بكثافة، لا اعرف لمن يصوتون لكنني آمل ان تكون اصواتهم ايجابية". وقال: "إن المسيرة الديموقراطية في زيمبابوي تتعزز وآمل ان يتواصل تعزيزها". وتابع موغابي 76 عاماً، وكان برفقة زوجته غريس ان "رسل البؤس هم رسل بؤس ونبؤاتهم مصيرها الفشل". ويواجه موغابي للمرة الأولى منذ وصوله الى السلطة عام 1980 حزباً معارضاً نافذاً، هو حركة التغيير الديموقراطي، التي تحظى بشعبية واسعة في المدن. ومن جهته، أعلن زعيم المحاربين القدامى شينجراي هتلر هونزفي أمس في بلدة سادزي حيث أدلى بصوته انه "واثق مئة في المئة من الفوز". ورداًعلى سؤال هل "الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي زانو - الجبهة الوطنية" الحاكم مستعد لتشكيل حكومة ائتلافية مع حركة التغيير الديموقراطي، قال: "لا مجال لذلك"، مضيفاً ان الحزب المعارض "لا يعمل من أجل شعب زيمبابوي". وأضاف زعيم المحاربين القدامى، الذي قاد عمليات احتلال حوالى 1500 من مزارع البيض منذ شباط فبراير، ان "قضية الأراضي لا علاقة لها بالانتخابات". وفي المقابل أعلن ايان سميث، رئيس وزراء روديسيا أصبحت زيمبابوي في 1980 السابق، انه صوّت أمس في هراري لمصلحة المعارضة "من أجل التخلص من العصابات". وقال في مكتب الاقتراع في النادي الرياضي في بلغرافيا، أحد الاحياء السكنية الراقية في هراري: "كل ما أريده هو التخلص من العصابات"، مضيفاً انه "حاول توحيد المعارضة". ورداً على سؤال عما إذا كانت الانتخابات ستكون حرة ونزيهة، قال ايان سميث: "سيكون ذلك صعباً بسبب حملة الترهيب المتعاظمة التي يعلم بها الكل. علينا ان نسعى للتخلص من الحكومة على رغم ان الانتخابات ليست حرة أو نزيهة. فلم تحدث انتخابات حرة ونزيهة خلال العشرين عاماً الماضية". وأضاف سميث، الذي زج بالبلاد من 1972 إلى 1979 في حرب دامية 27 ألف قتيل على الأقل ضد السود من اجل حماية امتيازات الاقلية البيضاء "ولدت في هذا البلد ولم يكن لي أبداً مشاكل مع السود". من جهتها، أبلغت حركة "التغيير الديموقراطي" المعارضة المراقبين بحصول أعمال تخويف واسعة النطاق في اليوم الأول من الانتخابات، وأضافت الحركة ان الميليشيات الموالية للحكومة أقامت حاجزاً في منطقة هوديزا جنوب هراري لمنع المراقبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع. وأضافت الحركة في بيان: "حاول نحو 20 من المحاربين القدامى اخراجهم المراقبين من السيارة التي يستقلونها، وتعرضت السيارة للرجم بالحجارة ولحقت بها أضرار بالغة". وفي حادث آخر، تعرض مزارع أثناء نقل عماله إلى بلدة مازوي القريبة شمالي هراري للادلاء بأصواتهم لملاحقة من شاحنة تقل 13 من الشبان. ودخل مرشح معارض في غيبوية أمس بعدما ضربه أنصار الحكومة بقضبان حديد وعصي ثم تركوه بين الحياة والموت. ونقل زكريا ريوجا 53 سنة مرشح الحركة إلى المستشفى في وقت مبكر صباح أمس. وأعلنت الحركة ان "ريوجا كان يقوم بحملته الانتخابية في ماسفينجو الجنوبية الأربعاء عندما هاجمه المحاربون القدامى". وقتل 30 شخصاً على الأقل، معظمهم من مؤيدي المعارضة، في أعمال عنف سياسي مرتبطة بالانتخابات وخلال غزو مئات المزارع التي يملكها البيض.