رد الفلسطينيون على التصعيد الاسرائيلي المتواصل الذي استهدف امس مخيمات اللاجئين في الضفة ومقرين للرئيس ياسر عرفات في غزة ونابلس، بهجوم في نتانيا. وافادت مصادر امنية اسرائيلية ان ثلاثة فلسطينيين اطلقوا النار والقوا قنابل يدوية مساء امام فندق في هذه المنطقة السياحية شمال تل ابيب ما ادى الى جرح 20 شخصا على الاقل، اصابات العديد منهم خطرة، قبل ان يقتلوا. وارتفع عدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الاسرائيلي الى نحو ستمئة. وتأتي هذه التطورات في وقت اتفق وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة على ان يطرح ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز مبادرته السلمية على قمة بيروت، كما طالبوا الادارة الاميركية باجراءات عاجلة لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وفي ضوء استمرار التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والاستعدادات لقمة بيروت، نشطت التحركات الديبلوماسية العربية، اذ تعقد قمة اردنية - سورية بين الرئيس بشار الاسد والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي يصل الى دمشق غدا الاثنين قبل يوم واحد من وصول نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى عمان في اطار جولته في الشرق الاوسط. كذلك يستقبل الرئيس حسني مبارك وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اليوم، في حين التقى وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الرئيس ياسر عرفات في زيارة تضامنية. من جهة اخرى، تحدثت هولندا عن مبادرة اوروبية - اميركية تدعو اسرائيل الى "وقف العنف". وفي القاهرة، اكد وزراء الخارجية العرب انهم سيواصلون التحرك السياسي في الاممالمتحدة ولدى الاطراف المعنية لوقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وقادته ولتوفير الحماية الدولية له، وحضوا المنظمات والهيئات الشعبية العربية على مواصلة دعمها لصمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة. وكان وزراء الخارجية عقدوا امس اجتماعات دورتهم العادية 117 التي استعرضوا خلالها 40 بنداً تشمل كل قضايا العمل العربي المشترك، فيما يستكمل الوزراء مناقشاتهم في جلسة عمل ختامية صباح اليوم. ومرت هذه الدورة من دون مشاكل بسبب الاجتماع التشاوري الطارئ عشية الدورة الذي وضع سقف التعاطي مع التصعيد الإسرائيلي في الاراضي المحتلة، إذ اصدر الاجتماع نداءً الى المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات، وخص بالنداء الاممالمتحدة ومجلس الامن والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والصليب الاحمر الدولي وغيره من هيئات. كذلك حسم اجتماع لجنة المتابعة مسألة ال 55 مليون دولار شهرياً التي طلبتها السلطة الفلسطينية، فيما اقر الوزراء إنشاء مجلس عربي للمياه ومجلس آخر لوزراء الاوقاف والشؤون الدينية العرب. ونوقشت المبادرة السعودية في الاجتماع التشاوري وكذلك في اجتماع مجلس الجامعة، واكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان الامير عبد الله سيطرح مبادرته على قمة بيروت، مشيراً الى ان ردود الفعل العربية والدولية مشجعة. واكد وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر أن القاهرة تؤيد هذه المبادرة وهي مجرد افكار لم تتم بلورتها بعد. ونفى علمه بارسال مبعوث مصري الى اسرائيل أو التوصل الى ترتيبات لعقد لقاء بين عرفات وشارون. كذلك صرح وزير الخارجية الاردني مروان المعشر عقب الجلسة المغلقة ان هناك اتفاقا واسعا في شأن المبادرة السعودية وانه تم الاتفاق على ان يطرحها الامير عبدالله على القادة العرب خلال قمة بيروت. وردا على سؤال هل هناك تعارض بين المبادرتين السعودية والاميركية، قال: "لا تعارض او تناقض بينهما بل تكملان بعضهما البعض، فالمبادرة الاميركية قديمة تتعلق بتهدئة الوضع الامني على الارض تمهيدا لاستئناف المفاوضات ولا تذهب لاكثر من ذلك، اما المبادرة السعودية فتعطي رؤية سياسية واطارا شاملا للحل". وكان امين الوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبد السلام التريكي اعرب عن عدم رضاه عن مشاريع قرارات هذه الدورة ووصفها بأنها "علاقات عامة". وحضر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم جزءاً من الاجتماعات امس قبل ان يغادر الى رام الله عبر مطار تل ابيب في زيارة تضامن مع عرفات يسلمه خلالها رسالة من أمير البلاد. وفي ختام اللقاء، شدد وزير الخارجية على انهاء العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين، داعيا الطرفين الى "التزام المرجعيات والقرارات الدولية" و"العودة الى طاولة المفاوضات". ميدانيا، وسع الجيش الاسرائيلي هجماته على المخيمات في الضفة، خصوصا مخيمات عايدة والعزة والدهيشة في منطقة بيت لحم، فيما قصفت مروحيات "الاباتشي" مواقع في الخليل ونابلس وغزة. وليلا اغارت مقاتلة من طراز "اف 16" على مقر لعرفات قيد الانشاء في نابلس واخر في غزة. وحلقت 3 طائرات "اباتشي" فوق مخيم الامعري في رام الله والذي كانت اسرائيل ابلغت الفلسطينيين عبر الاميركيين انها ستقصفه، فيما احتشدت دبابات عند مدخل قلنديا وعند حي عين ام الشرايط. كذلك توغل الجيش اكثر من كيلومتر في بلدة وادي السلقا في قطاع غزة، فيما قصفت الدبابات بالمدفعية بلدة القرارة المجاورة.