} امتدت يد "العدالة الدولية" لتطاول أرفع مسؤول صربي بوسني يتم اعتقاله لمحاكمته بارتكاب جرائم حرب في البوسنة. وجاء ذلك في عملية مفاجئة نفذها جنود فرنسيون بناء على لائحة اتهام سرية أصدرتها المحكمة المختصة بجرائم الحرب في البوسنة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها. اعتقلت قوات حفظ السلام الدولية في البوسنة عضو هيئة الرئاسة البوسنية السابق الصربي مومتشيلو كرايشنيك صباح امس، اثناء وجوده في منزله في بلدة بالي 15 كلم شرق ساراييفو. وحصل ذلك من دون أي مشاكل أو مواجهة. وأفادت مصادر حلف شمال الاطلسي ان وحدة فرنسية نفذت العملية باقتحام المنزل حيث لم تكن توجد أي حراسة خاصة. وتم ذلك بناء على اللوائح السرية لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي، واتخذت الاجراءات الكفيلة بنقل كرايتشنيك الى لاهاي لمحاكمته. ويعتبر كرايشنيك قريباً من زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش. وأعلن الأمين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون انه "تم اعتقال هذا المسؤول الصربي الرفيع المستوى للاشتباه في علاقته بأعمال التعذيب والقتل التي نفذها الصرب ضد مسلمي وكروات البوسنة". واثنت المدعية العامة في محكمة لاهاي كارلا ديل بونتي على العملية التي نفذها الحلف الاطلسي و"أدت الى اعتقال المتهم الصربي كرايشنيك". وهنأ وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الجنود الفرنسيين الذين قاموا بالعملية، واعتبر ان كرايشنيك "كان يمارس نفوذاً ساماً وهداماً" في البوسنة. ووصف اعتقال المتهم الصربي بأنه "خطوة جديدة في اتجاه الديموقراطية والسلام في هذا البلد". وعلمت "الحياة" من خلال اتصالات هاتفية اجرتها مع مصادر في البوسنة امس، ان التوتر الشديد ساد مناطق الكيان الصربي وخصوصاً بلدة بالي ومدينة بانيالوكا، في حين اتخذت القوات الدولية اجراءات احترازية ونشرت دوريات وقامت بتفتيش السيارات "تحسباً لأي ردود فعل عنيفة". ولم تستبعد المصادر ان تشهد المناطق الصربية اضطرابات تؤدي الى تقوية موقف المتشددين في الانتخابات البلدية التي تجري السبت المقبل، على حساب العناصر المعتدلة التي يتزعمها رئيس حكومة الكيان ميلوراد دوديك. ومن جهة اخرى، ساد ارتياح عام أوساط المسلمين الذين "يأملون ان يكون اعتقال كرايشنيك خطوة باتجاه القبض على رادوفان كاراجيتش والجنرال راتكو بلاديتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب". وعلمت "الحياة" من مصادر موثوقة في بلغراد ان ملاديتش شوهد السبت الماضي يتجول في شوارع وسط بلغراد. ومعلوم ان كرايشنيك 55 عاماً هو اقتصادي بوسني وكان موظفاً كبيراً في شركات معمارية بوسنية قبل الحرب. وبعد تشكيل "الحزب الديموقراطي الصربي" في البوسنة بزعامة كاراجيتش، اصبح من قياديي الحزب وتولى عام 1990 رئاسة البرلمان البوسني. وبعد الحرب، أصبح رئيساً لبرلمان صرب البوسنة وانتخب عام 1996 ممثلاً للصرب في هيئة الرئاسة البوسنية، وهو يصنف عادة في الجناح المتشدد لصرب البوسنة.