يوماً جئنا الى صرح الأبدية الرهيب نجادل الوقت ونحتسي قدح الدهشة الصامت وإذ باغتنا باب الحب ومضينا الى براح غير ميتافيزيقي رأينا المدى ينداح منكسراً على جناح طائر الرخ المتوهج عند نهر "الغانج" العظيم وعلى حين غرة احدثتُ في فراغ المحبة شرخاً - وكنت حقيقة فضولياً أثيراً - فرأيتهم يتشحون ببُرُدٍ والعرافات يجلسن قريبات من البخور وعيدان اللوز الخضر حيث الشموع وأجراس الفرح الكوني، وموسيقى الصمت ولا عزاء للآتين - امثالي - من ابواب ماض سحيق عسى الأشجار توقظ فتنة البلّور، أيها العزل إلا من أفكارهم المشبوبة استميحكم العذر وأنا أوقّع على أيديكم رتق الخلود ان عشرين مساحة فاصلة لا تكفي لاستحضار الزئبق الأثير ليسير على نهر اللذة الأولى لقلب عاشقين جمعهما الهيام اللذيذ فلا تندهشوا من قولٍ لدي وقولوا: إنها الحرب لا مزيد أيها الكسالى شعراء قصيدة الواقع بكائي عليكم يطول ولست مثلكم بالطبع فلدي موسيقى تطن على طبلة الصحراء البدوية حيث الفزع في المدى كالرتق المبين فتهيأوا وأعدوا شراب اللغة العمياء للعام الجديد لن أتجول معكم في طريق لا نهائي يشي بالحلكة بيد أني سأسير بمحاذاة نهر الدانوب" وأوشوش الأحجار والصدف المتلألئ وسأوقظ الحمأ المقيم بباحة الوقت الحرون المسجور برواق كان للعتمة متكأً ذات مساء إذ غادر صبوة الموسيقى وانهمر غير عابئ بالضباب الكثيف يا هيولى الغضب يا لتقلب الأمكنة يا للبؤساء النائمين يا السرمدي صُبّ غضبك فوق هضبة التأرجح وافتح مساحة تصل القاصي بالداني والشمس بالقمر والأرض بالموتى وتهيأ فإن صباحاً سيجيء ليغير سُرّة العالم فتكون صيرورة اخرى لحياة مبهمة وتحمل رائحة الطلاء حيث لا كينونة تكون ولا صفحة تشاهد لخد الماء الطري الجميل لا عليك من كل ذلك وتهيأ لملاقاةٍ عذبة وبالطبع ستعطر جبينك بصورتها ويخضوضر الميناء ويكون متسع لحياة متناهية وهادئة وجميلة العريش مصر - حاتم عبدالهادي محمد السيد