توقف المعلق في صحيفة "يديعوت احرونوت" سيفر بلوتسكر مطولاً عند التناقضات التي حملتها نتائج استطلاع للرأي نشرته الصحيفة امس وتحديداً حصول رئيس الحكومة ارييل شارون على ثقة غالبية الاسرائيليين على رغم تأكيد الغالبية ذاتها فشله في ادارة شؤون الدولة العبرية سواء في الناحية الامنية وهو الذي وعد ناخبيه بالأمن والسلام أو في المجالات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. وفيما قال 73 في المئة ان شارون لا يحسن ادارة الشؤون الاقتصادية و48 في المئة مقابل 43 رأوا انه لم يحقق توقعاتهم منه، لا يزال 66 في المئة يمنحونه الثقة و61 في المئة يثقون بقدرته على قيادة الدولة في الطريق الصحيح. وحسب بلوتسكر، فإن السبب لهذه التناقضات يعود الى تكتل الاسرائيليين حول زعيمهم في وقت الشدائد وحيال التهديدات لوجود الدولة العبرية، اضافة الى أنهم يرون فيه أباً للجميع "انهم يواصلون الاعتماد عليه على رغم انهم لا يعتمدون على أفعاله، يمنحونه الثقة وفي الوقت ذاته ينتقدون سياسته في المجالات كافة. انهم يؤمنون بأن شارون يبث ضوء من الأمل لغد أفضل". ويتابع ان مرد الدعم الجماهيري لشارون سياسته المتشددة تجاه الفلسطينيين و"مثل هذا التشدد يشكل للاسرائيليين مصدر فخر واعتزاز قومي". ويشير المعلق ايضاً الى حقيقة تراجع حزب "العمل" دافعاً لتعاظم شعبية شارون الذي جعل من هذا الحزب تابع له، ليس اكثر و"يرى الاسرائيليون في شارون أميناً حتى حين يخطئ، بينما بيريز في نظرهم ليس أميناً حتى حين يكون على صواب". وحسب الاستطلاع يؤيد 70 في المئة من الاسرائيليين ان تواصل اسرائيل محاصرة الرئيس ياسر عرفات، فيما تؤيد نسبة مماثلة اجراء مفاوضات مع مسؤولين فلسطينيين. ورأى 39 في المئة ان سياسة الاغتيالات تزيد من الاعمال الارهابية، فيما قال 31 في المئة انها تخفضها و27 في المئة قالوا انها لا تؤثر على وتيرة العمليات الارهابية. وايد 46 في المئة ان تلجأ اسرائيل الى الطرق السياسية لمواجهة تهديدات ايران والعراق، فيما دعا 15 في المئة الى مهاجمة البلدين و19 في المئة نصحوا بترك المهمة للولايات المتحدة.